الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حروف العلة والخاء أعاقت تعلمي «العربية» طوال 12 عاماً

حروف العلة والخاء أعاقت تعلمي «العربية» طوال 12 عاماً
25 يونيو 2015 00:45
فيسيلا تودوروفا* من حين لآخر أثناء إجراء حوارات مع المواطنين الإماراتيين، يتوقف بعض الأشخاص الذين أتحدث معهم لبرهة ويعتذرون عن ضعف فهمهم للغة الإنجليزية، متمنين لو أنه كان أفضل. وأرد دائماً بابتسامة. أولا، لأن لغتهم الإنجليزية في كثير من الأحيان تكون جيدة. والثاني، لأنه مقارنة بلغتهم الإنجليزية، فإن لغتي العربية محزنة ومؤسفة على أقل تقدير. وينبغي أن أكون أنا من يعتذر، خصوصاً أنني أعيش في الإمارات منذ أكثر من 12 عاماً، ثبت لي بعدها أن تعلمي للعربية صعب لدرجة الاستحالة، خصوصاً بسبب الفوارق الدقيقة بين حروف العلّة، وبالطبع نطق حرف الخاء. وربما أسهم في ضعف مهاراتي اللغوية حقيقة أن معظم الناس الذين التقيتهم يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ويتعاملون بلطف مع الصحفيين الأجانب. ولأنني أكتب موضوعات عن البيئة، فإن معظم مصادري من العلماء الذين تكون معرفة الإنجليزية بالنسبة لهم ضرورية إذا أرادوا حضور المؤتمرات الدولية أو نشر أعمالهم في الدوريات المعتمدة والتفاعل مع أقرانهم في الخارج. وكثير منهم تعلموا في جامعات أجنبية، ويوجد عدد قليل من الأجانب مثلي، بينما تواصل الإمارات تطوير قدراتها في مجال البحث العلمي. وفي ضوء الحديث عن التطوير، هناك شيء لاحظته هو تطور مفاهيم الناس تجاه البيئة. فقبل 8 أعوام، عندما بدأت الكتابة عن البيئة، بدا عدد قليل من الناس مهتم بالأمر. ولكن بات الآن الاهتمام بالبيئة إحساسا يتقاسمه الشعب، ويسعدني القول إن صحيفة «ذا ناشيونال» كانت أداة محورية في هذا التغيير.وقد كان لذلك جانب آخر، فاحترام البيئة صار الآن على الموضة، وتحاول شركات كثيرة تسويق نفسها بهذه الطريقة. وفي بعض الأحوال، يمكن أن تكون ادعاءات بعض هذه الشركات مضللة، لكن هناك أيضاً تأكيد على إبراز الإنجازات والاحتفال بالمناسبات البيئية. وعلى رغم أن الاحتفال ببعض هذه الأحداث أمر مهم، لكن الأكثر أهمية هو الحفاظ على التزاماتنا تجاه البيئة طوال العام. لقد حكى لي أحد مصادري عن شركة طلبت صناديق إعادة التدوير قبيل بضعة أيام من مناسبة بيئية كبيرة. وقد كان من الواضح أن الشركة لا تعرف بالضبط الاحتياجات الحقيقية المطلوبة في إطار تلك المناسبة. وإلى جانب إلهام كثير من الناس لفعل الصواب، أحاول أيضاً أن أثير نوعاً من الفضول حول جمال دولة الإمارات. وربما لا يوجد في الإمارات كثير من البساتين الخصبة، التي اعتدنا عليها نحن كأجانب، ولكنها حقيقة بلد جميلة وبها تنوع كبير. فلديها الكثبان الرملية الساحرة بالصحراء، فضلا عن البساتين والوديان والسهول الحصباء وأشجار السنط والأشجار استوائية وشواطئ، وشعاب مرجانية ونباتات في قاع البحر. ولكن بعض هذه المشاهد تختفي الآن بينما يبني الناس المصانع والمراسي والمنازل وكل المكونات الأخرى في الحياة المعاصرة. وفي بعض الأحيان، أتمنى لو تمكنت من إبطاء فداحة بعض هذه التغييرات، وسلطت الضوء على عدم إمكانية استعادتها. وكبشر، فإننا لا نقدر الشيء حق قدره إلا بعد أن نخسره، لكن الإمارات لا تزال في وضع يمكنها من تفادي ذلك. vtodorova@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©