الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فهد خميس: من لم يشارك في المونديال لم يلعب كرة القدم !

فهد خميس: من لم يشارك في المونديال لم يلعب كرة القدم !
17 أكتوبر 2017 20:57
معتصم عبد الله (دبي) في مشوار العمر هناك محطات وصور ومشاهد وحكايات، نتوقف أمامها مع نجوم وأسماء وشخصيات، مروا من هنا وتركوا بصمات وسطروا أجمل الذكريات، نقلب في أوراقهم ونرصد شهادتهم على الرياضة، في حوار العمر. الزمان: التاسع من يونيو صيف عام 1990 المكان: ملعب ريناتو دالارا، بولونيا بإيطاليا الحضور: 30,791 مشجعاً المناسبة: مباراة الإمارات - كولومبيا «الجولة الأولى للمجموعة الرابعة» البطولة: كأس العالم - إيطاليا 1990 قبل الانطلاقة بدقائق معدودة، يتردد صدى عزف النشيد الوطني لدولة الإمارات، لاعبو «الأبيض»، فهد خميس، والذي زين ساعده بشارة القيادة، وزملاؤه محسن مصبح، عدنان الطلياني، حسين غلوم، شقيقه ناصر خميس، إبراهيم وعيسى مير، يوسف حسين، محمد عبد الله، علي ثاني، خليل غانم، يرددون مع بعض الجمهور الموجود في الملعب «عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا»، كلمات السلام الوطني للإمارات، على مرأى أنظار العالم في أكبر محفل كروي، مشهد مهيب، ظل محفوراً في ذاكرة تاريخ الرياضة الإماراتية على مدار أكثر من 27 عاماً، مثل الحدث الأبرز في مشوار كرة الإمارات ونجمنا فهد خميس. «مع كامل احترامي للجميع، من لم يعش أجواء كأس العالم، لم يلعب كرة القدم»، بهذه الكلمات المعبرة واصل فهد خميس، إفاداته في «حوار العمر»، وشهادته على تاريخ الرياضة، حول مسار رحلته «القصيرة» مع المنتخب، والتي امتدت لنحو أقل من 10 سنوات، لم يحقق خلالها الكثير من الإنجازات، قبل أن تنصفه الكرة رفقة زملائه من «جيل الذهب» بتحقيق أغلى إنجاز في تاريخ رياضة كرة الإمارات، بالتأهل إلى مونديال إيطاليا 1990، والذي فضل بعده النجم الموهوب اعتزال اللعب الدولي في سن الثامنة والعشرين، كقرار وجد الاحترام من الجميع، رغم محاولات المدرب الأسبق الأوكراني فاليري لوبانوفكسي إعادته مجدداً إلى صفوف «الأبيض». ويقول فهد عن مشوار السنوات العشر، والتي خاض خلالها نحو 82 مباراة دولية، وسجل 37 هدفاً، بداية من دورة الصداقة بأبوظبي، ودورات كأس الخليج أعوام 1982، 1984، 1986، 1988، 1990، وكأس الأمم الآسيوية 1984، 1988، والتصفيات الأولمبية 1987، وتصفيات كأس العالم 1985، 1987، ونهائيات مونديال إيطاليا 1990: «لم أكن محظوظاً باللعب لمنتخب الناشئين، وبدايتي الفعلية مع منتخب الشباب تحت قيادة مهاجراني». ويضيف: «من أهم لحظات البدايات لمشواري مع المنتخب، كانت في كأس آسيا بالكويت 1980، برغم أنني لم أكن مسجلاً بصورة رسمية في القائمة الأساسية، لم أفهم المغزى من استدعائي آنذاك، وأخبرت إدارة المنتخب برغبتي في العودة إلى الإمارات، كوني لست ضمن القائمة، وحينما عرف مهاجراني بالقصة تحدث معي صراحة بأن هدفه من وجودي التعرف إلى الأجواء، وقال لي نصاً: أنا أجهزك لكأس الخليج 1982، ستكون المهاجم رقم 1، هززت رأسي، وقلت ربما يقصد ترضيتي بهذه المجاملة». لم تفارق كلمات مهاجراني مخيلة فهد خميس لأكثر من عامين، وحينما حانت اللحظة في نسخة خليجي السادسة بالإمارات 1982، لعب الحظ دوره إلى جانب المهاجم الموهوب، والذي لم يكمل العشرين من عمره آنذاك، حيث غاب أحمد عبدالله، واعتذر سالم حديد عن المشاركة من البداية بداعي الامتحانات الدراسية، قبل أن يلتحق بالفريق لاحقاً، ويعلق خميس: الظروف لعبت إلى جانبي، ومن مقاعد الاحتياط كانت البداية، حيث وفقت في تسجيل هدف الفوز على قطر في مباراة الافتتاح، قبل أن أعود للتسجيل أمام عُمان، بجانب حمدون وسالم خليفة في المباراة التي انتهت بفوزنا 3 - 1، حصدنا المركز الثالث، أعتقد أنها بداية موفقة». تعددت بعدها المشاركات في «خليجي 7» عام 1984 بمسقط، لم تكن بطولة جيدة، اكتفى خلالها فهد خميس بتسجيل هدف وحيد، بالتعادل مع عُمان 1-1، قبل أن تأتي المشاركة في «خليجي 8» بالبحرين 1986، والتي حقق خلالها «الأبيض» الوصافة، ويقول فهد: خليجي البحرين مثلت انطلاقتي الحقيقية مع المنتخب، جاهزيتي مع الوصل قدمتني بشكل جيد، الإعداد النفسي والبدني كانا في أعلى المستويات، كنا نستحق اللقب بدلاً من الوصافة»، سجل خميس في تلك البطولة خمسة أهداف خلال ست مباريات لعبها «الأبيض»، باستثناء مواجهة الكويت 0 - 1، وأضاف: في النسخة التالية أيضاً، وبرغم غيابي المتكرر بداعي الإصابة كنا الأحق باللقب. زاجالو.. و«ثقب الإبرة» أمام فالديراما! دبي (الاتحاد) التأهل إلى المونديال، وارتداء شارة قيادة «الأبيض» في أكبر محفل عالمي، بدا أشبه بالحلم الذي تحقق أمام أنظار الملايين، يقول فهد عن أجواء مونديال إيطاليا: متعة لا توصف، وأجواء لا تعبر عنها الكلمات، مباراتنا الأولى أمام كولومبيا وتحذيرات زاجالو من ترك ولو خرم إبرة أمام كارلوس فالديراما، صافرة البداية والدخول في أجواء المباراة»، وأضاف: للأسف لم أتمكن من إكمال المباراة، تعرضت لإصابة بـ«عضلة الفخذ»، ما زلت أحمل تذكارها إلى الآن جرح بطول 4 سم، وشاركت لدقائق معدودة في الشوط الثاني، قبل استبدالي ودخول زهير بخيت في الدقيقة 57، وخسرنا بهدفين، قبل أن أغيب عن مباراة ألمانيا الغربية، والتي أقيمت في أجواء ماطرة وسط حضور جماهيري كبير فاق 70 ألف مشجع، وخسرنا 1 - 5». ويمضي خميس في حديث الذكريات: كنت قريباً من تدوين اسمي في سجل أهداف المونديال، خلال مباراة يوغسلافيا، شاركت في الشوط الثاني، بديلاً لعلي ثاني، وحصلت على فرصة من كرة ركنية ارتدت من الحارس تمويسلاف إيفكوفيتش أبعدها الدفاع في اللحظة الأخيرة».اختار فهد خميس محطة المونديال لتكون الأخيرة في مشواره الدولي مع المنتخب، مفضلاً «الاعتزال الدولي المبكر»، وقال: «حساباتي كانت مختلفة بعد نحو 10 سنوات دولية، فالكثير من الأشخاص لا ينظرون إلى العطاء، ويركزون على عامل السن برغم أنني وقتها لم أتجاوز الـ28، وأعتقد أنه كان قراراً صائباً». ضد عقارب الساعة دبي (الاتحاد) يدين فهد خميس في مشواره بالكثير للبرازيلي كارلوس ألبرتو، والذي تولى تدريب «الأبيض» في 1984، للدرجة التي يصفه فيها بأنه الأفضل على الإطلاق و«أستاذ التكتيك»، بعد أن عمل مع المنتخب «ضد عقارب الساعة»، من أجل لحاق «الأبيض» بصفوة منتخبات القارة، ويقول: أعتقد أننا تعلمنا كرة القدم الحقيقية على يد كارلوس ألبرتو، وهو من صنع شخصية منتخب الإمارات، مدرب مختلف عن الآخرين، وهو شريك أساسي في صناعة إنجاز التأهل لمونديال 1990». ويستذكر فهد أحد مواقفه مع الخبير البرازيلي، قائلاً: في التصفيات الأولمبية 1987، لعبنا أمام الأردن والعراق، لم أكن أمر بحالة جيدة آنذاك، وغبت عن التسجيل في أكثر من مباراة، وقبل مباراة الأردن الثانية بالإمارات خاطبني كارلوس أثناء الأحماء قائلاً: في البرازيل عندما لا يسجل اللاعب لا يخرج الأمر من خيارين: إما استبدال اللاعب أو ذهاب المدرب، وكما تعلم فإن عقدي مستمر إلى الآن»، عقب هذه الكلمات «المحفزة» دخلت إلى الملعب، ونجحت في تسجيل هدفين، وقدمت واحدة من أجمل المباريات التي انتهت بفوزنا 3 - 0، حينها عاد كارلوس لمخاطبتي مازحاً: الآن يستمر المدرب، ويبقى المهاجم في مركزه. «الآسيوية» للنسيان دبي (الاتحاد) هدف وحيد أمام الهند في نهائيات كأس آسيا بسنغافورة 1984 حصيلة المهاجم الهداف خلال مشاركتين على التوالي في نهائيات أمم آسيا 1984 بسنغافورة، وقطر 1988، خرج خلالها المنتخب من الدور الأول في البطولتين، يعلق فهد: لم تكن المشاركة في النهائيات القارية بقدر التوقعات في المرتين، ولكننا استفدنا من دروس الوجود خلال مشوار تصفيات المونديال». وعلى العكس من مشوار النهائيات القارية، كان للظهور الأول لـ «الأبيض» في تصفيات المونديال صدى واسع، كان لـ «الفهد الأسمر» شرف تسجيل أول هدف للإمارات في التصفيات، ويعود تاريخ الهدف إلى أبريل 1985 في شباك الحارس السعودي عبدالله الدعيع من رأسية متقنة، مستفيداً من عرضية عبدالرحمن محمد، هدف اهتزت له مدرجات ملعب زعبيل الذي احتضن اللقاء، وعلق فهد قائلاً «أن تسجل أمام بطل آسيا المنتخب السعودي، وأن يكون هدفك الأول هو للمنتخب في تصفيات كأس العالم، أعتقد أنه هدف ساعدني فيه الزملاء وحمل الكثير من المعاني، بعد أن منحنا الانتصار فرصة التفوق على (الأخضر)». اتهامات ظالمة لـ «جيل الإنجاز» دبي (الاتحاد) أبدى فهد خميس استياءه من وصف إنجاز التأهل لمونديال 1990 بالمصادفة، موضحاً أن عدم النجاح في تكرار التأهل لا يلغي مجهود السنوات التي سبقت مشوار الوصول إلى إيطاليا. وقال: «صحيح أن «جيل 90» لم يحقق كأس الخليج، ولم يظفر بآسيا، ولكن من الظلم وصف التأهل بالمصادفة، منتخب 90 كان نتاج تراكمات 7 سنوات من المجهودات المستمرة بداية مع مهاجراني، وكارلوس ألبرتو، وصولاً لمواطنه زاجالو، ومن بعد النهائيات الآسيوية في 1984 كانت الانطلاقة لنحصد وصافة الخليج مرتين، وكنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لمونديال المكسيك 1986، وكانت التصفيات أصعب من الوقت الحالي، ولا أدري لماذا يشعر البعض بالاستغراب لنجاحنا في تحقيق ذلك الإنجاز». وأضاف: «لا أحبذ المقارنات ما بين الأجيال، ولسنا ضد أحد، وأعتقد أن الجيل الحالي من أفضل الأجيال التي مرت على كرة الإمارات، بوجود أسماء أمثال عموري، ومبخوت وأحمد خليل اللذين يمثلان امتداداً لحقبة فهد خميس والطلياني، ولكن تبقى المقارنات بشكلها الحالي ظالمة، خاصة مع الأسماء الرنانة التي توجدات في المونديال أمثال عدنان، فهد، زهير، عبد العزيز محمد، علي ثاني وغيرهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©