السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قضاء الحوائج» عبادة وتعاون على البر والتقوى

11 يوليو 2014 22:55
حاجة الناس لبعضهم أمر لا بد منه، وتقديم العون وإغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين، خلق إسلامي أصيل، وأمر الإسلام الحنيف بقضاء حوائج الناس، وأن نغيث الملهوف ونفرج كرب المكروب ونساعد المظلوم، فقد كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إتماماً لمكارم الأخلاق ومنها إغاثة الملهوف ذلك الخلق الذي كانت تفتخر به العرب، ويمتدحون حماية الضعيف، واشتهر رسول الأمة ونبي الهداية بهذا الخلق، وإغاثة الملهوف من شيم ذوي المروءة والشهامة، وتقديم العون والنصرة لمن يحتاج إليها سلوك إسلامي أصيل، وخلق رفيع. وقد ورد كثير من الترغيب في السعي في قضاء حوائج الناس فمن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل»، وقال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة». باب للخير قضاء حوائج الناس باب عظيم للخير عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قوله: «إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم،هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة»، ولقد أدرك ابن عباس فضل قضاء الحوائج فترك اعتكافه في المسجد ليمشي في حاجة أخ له، وقال من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة، وقال الحسن البصري، لأن أقضي حاجة لأخي أحب إلي من عبادة سنة. ويقول العلماء، هناك عبادات نسيت أو تناساها البعض، وعلى رأس تلك العبادات المنسية عبادة التعامل والتخلق بخلق الإسلام، ومن بينها التعاون على البر والتقوى، التي جعلها الإسلام صفة أساسية من صفات المجتمع المسلم، فإغاثة المكروب من اعظم الصدقات واجل الحسنات عند رب الأرض والسماوات، فقال تعالى: (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، «سورة المائدة: الآية 2»، وإن أصحاب النجدة والمروءة لا تسمح لهم نفوسهم بالتأخر أو التردد عند رؤية ذوي الحاجات؛ فيتطوعون بإنجاز وقضاء حوائجهم طلبا للأجر والثواب من الله تعالى، وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج من قبيل شكر الله تعالى على نعمه، وبالشكر تدوم النعم. النجدة والمروءة النجدة والمروءة صفة من صفات الأنبياء، فها هو نبي الله موسى عليه السلام، حين فر هاربا من بطش فرعون، وقد أصابه الإعياء والتعب، فلما ورد ماء مدين و وجد الناس يسقون، وجد امرأتين قد تنحيتا جانبا تنتظران أن يفرغ الرجال حتى تسقيا، فلما عرف حاجتهما لم ينتظر منهما طلباً، بل تقدم بنفسه وسقى لهما: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، «سورة القصص: الآيتين 23 - 24)، «القصص: 23، 24». وقد يحتاج الناس في قضاء حوائجهم إلى من يتوسط اهم عن أصحاب الشأن، وقد وضع الإسلام لذلك ضوابط، قال تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ...)، سورة النساء: الآية 85»، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: «اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب»، والشفاعة هنا معناها التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة، والشفاعة الحسنة هي الإصلاح بين الناس، وقيل الشفاعة الحسنة هي حسن القول في الناس ينال به الثواب والخير، فالشفاعة الحسنة هي التوسط بالقول في وصول إنسان إلى منفعة دنيوية أو أخروية أو إلى الخلاص من مضرة وتكون بلا مقابل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©