الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القارة الآسيوية تفتح الباب واسعاً أمام تمويل قطاع التكنولوجيا

القارة الآسيوية تفتح الباب واسعاً أمام تمويل قطاع التكنولوجيا
11 يوليو 2014 23:04
ترجمة: حسونة الطيب أصبحت ظاهرة شراكة مؤسسات التقنية الأجنبية مع نظيراتها الآسيوية، منتشرة بشدة في الآونة الأخيرة. وبرزت آسيا كمصدر أساسي لتمويل قطاع التكنولوجيا، لتحجز سنغافورة وهونج كونج موقعاً مهماً في خريطة شركات التقنية الناشئة الباحثة عن الأرباح. وعندما بدأت شركة تانجو الأميركية لتطبيق رسائل الفيديو، البحث عن شريك استراتيجي، انتهى بها المطاف في مدينة هانجزو الصينية معقل شركة علي بابا. ومن المعروف أن الأموال الآسيوية تدفقت منذ وقت طويل في الاستثمارات التقنية، من خلال الشركات الغربية الخاصة أو صناديق رأس المال الاستثماري. لكن أصبحت الاستثمارات الآسيوية الحالية سواء شركات أو أموال أكثر تعقيداً، حيث تملك برامج أكبر، وتقوم بتنفيذ استثمارات مباشرة. وشكلت تيماسيك وهورايزون فينشرس وعلي بابا وتن سنت، أكبر أربع شركات في قطاع التقنية، صفقات مع بعضها في مجال الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري بقيمة قدرها 2,4 مليار دولار خلال العام الجاري، من واقع 1,7 مليار دولار في السنة الماضية وما لم يتجاوز سوى 186 مليون دولار في 2012. وعلى الرغم من أنه لا يزال أصغر حجماً من سيلكون فالي في أميركا، فإن قطاع التقنية في آسيا وفي ظل عمليات الاندماج والاستحواذ القائمة والمتوقعة، يبشر بمستقبل واعد. وبلغ إجمالي عمليات الاستحواذ في قارة آسيا باستثناء الشركات اليابانية نحو 678 صفقة، بقيمة تجاوزت 131 مليار دولار خلال العام الحالي، بزيادة على 554 صفقة قوامها 12 مليار دولار أبرمت في السنة الماضية، وفقاً للبيانات الواردة من مؤسسة ديلوجيك للخدمات المالية والمصرفية. وتشكل شركات التكنولوجيا الآسيوية نحو 24% من قطاع التقنية العالمي، في نسبة هي الأكبر من نوعها في تاريخ هذه الشركات. وزاد نشاط اثنين من أكبر شركات التكنولوجيا في الصين حجماً وتنافساً، في أخذ الحصص في العديد من الشركات حول العالم، حيث ساعدها الارتفاع في عمليات التقييم، في الحصول على التمويل بسهولة أكثر. وفي غضون ذلك، ارتفعت القيمة السوقية لشركة تن سنت من 60 مليار دولار، إلى 140 مليار دولار خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، بينما من المتوقع أن يكون الطرح الأولي العام لشركة علي بابا والمرتقب نهاية العام الجاري، الأكبر من نوعه ليحدد قيمتها بأكثر من 150 مليار دولار. وتضمنت الصفقات التي عقدتها تن سنت في الآونة الأخيرة، 450 مليون دولار مقابل الحصول على حصة في شركة سوجو محرك البحث في الصين، بجانب استثمارات في كل من بلين فانيلا، وآيسلاندك للألعاب ومنصة الشبكات الأميركية ويبلي. كما زادت علي بابا أيضاً من نشاطها من خلال الاستثمار في محرك البحث كويكسي، بالإضافة إلى تانجو وشركة ليفت لتطبيقات سيارات الأجرة. وتملك الشركتان الآن فرق من الموظفين الدوليين المتخصصين في عمليات الاستحواذ. لكن لا تقتصر موجة الإنفاق على قيام شركات القطاع، بشراء حصص في شركات أخرى لأسباب استراتيجية. كما زادت شركات الاستثمارات المالية مثل الصناديق السيادية المدعومة من وتيرة عملياتها، شجعها في ذلك الأداء القوي في الأسواق لبعض شركات التقنية والسباق العالمي والتنافس المحموم بين الشركات، من أجل إنشاء شركة قادرة على مقارعة فيس بوك. وتُعد تيماسيك الوكالة الحكومية السنغافورية، أكثر مؤسسات القطاع رسوخاً. ومع أنها ظلت نشيطة في الاستثمار في شركات التكنولوجيا لعدة سنوات، استمرت في بناء الخبرات في القطاع، في الوقت الذي تضع في اعتبارها الصفقات المختلفة من المؤسسات الصغيرة الناشئة إلى الشركات الحكومية الكبيرة. كما أظهرت صناديق سيادية مدعومة أخرى مثل، خزنة في ماليزيا وسي آي سي في الصين وجي ىي سي في سنغافورة، رغبة متزايدة أيضاً في دخول القطاع، حيث يتوقع بعض المحللين أن ينتج عن ذلك، نشاطات مباشرة في القطاع. ومن الأسماء المشهورة الأخرى، هورايزون فينشرس العاملة في مجال رأس المال الاستثماري والتي تتخذ من هونج كونج مقراً لها والمدعومة من قبل لي كاشينج، أغنى رجل في قارة آسيا. وكانت هذه الشركة من أول الشركات التي استثمرت في فيس بوك وسبوت فاي وسكايب. ومن استثماراتها، البالغ عددها 56 حتى اليوم، ثلاث فقط في آسيا و17 في أميركا و22 في دول أخرى. وتغيرت المعادلة بالنسبة للمشترين أيضاً، حيث تعتبر آسيا والصين تحديداً، من أهم فرص النمو بالنسبة لقطاع التقنية العالمي، حيث بدأت الشركات الآسيوية التجارية منها والمتخصصة في مجالات مثل الألعاب والرسائل، في إحراز تقدم ملموس على الصعيد العالمي. ونتيجة لذلك، أصبح مديرو الشركات ومؤسسوها من مختلف بقاع الأرض، أكثر ترحيباً بالشركاء المحتملين من منطقة آسيا. ومن أمثلة ذلك، جوان كارتاجينا، مؤسس موقع تريتي لإدارة السمعة على الإنترنت، الذي يعتقد أن إمكانية الشراكة مع أي مستثمر آسيوي، فرصة لا يمكن رفضها، خاصة عندما أُتيحت لهم مع هورايزون. ويقول جوان: “تمكنا من الانتشار بقوة في الأسواق الآسيوية عبر بوابة هورايزون، التي ساعدتنا على إرساء قواعدنا حول العالم والتحول لشركة عالمية منذ اليوم الأول. ويعلم الجميع أن آسيا هي الخطوة التالية بالنسبة لكل شركة ناشئة تقريباً”. كما أن اكتساب الخبرة هو واحد من العوامل أيضاً، حيث يرى بعض خبراء القطاع، أن سوق آسيا للرسائل أكثر تطوراً من نظيرتها في الغرب، في ظل تجاوز شركات مثل، كاكاو تاك الكورية الجنوبية ولاين اليابانية وتن سنت الصينية، لحدودها الجغرافية والوصول إلى الأسواق الخارجية. أما بالنسبة لشركة تانجو الأميركية، فإن وجود الشريك الذي يفهم السوق الصينية، جعل الشراكة مع علي بابا خطوة موفقة للغاية. كما بث دخول كل من جوجل وفيس بوك لعالم الخدمات المالية في مايو الماضي مخاوف المنافسة، في نفوس مدراء الصناديق الاستثمارية حول العالم. واستثمرت هورايزون في 2011 أيضاً في شركة إتش زد أو، في ولاية يوتا الأميركية، التي طورت تقنية تحمي الهاتف المحمول من الماء بطليه بطبقة شفافة غير مرئية من الخارج والداخل. وتسعى شركة نانو ليف من مقرها في شينزين، والتي أسسها اثنان من رواد الأعمال الكنديين، إلى إعادة اختراع مصابيح الإضاءة، من خلال استخدام تقنية أل إي دي لجعل هذه المصابيح خالية من الحرارة واقتصادية في استهلاك الطاقة. وبعد تطوير الألياف المجوفة وتقليل سمكها بنحو 100 مرة مقارنة مع شعر الإنسان وتزويدها بالبكتريا النافعة، توصل المهندسون في شركة نانوسبن، إلى إنتاج ألياف قادرة على تنقية المياه دون الحاجة لاستهلاك قدر كبير من الطاقة. وتقوم شركة موديرن ميدو، آخر الشركات التي انضمت لقائمة استثمارات هورايزون خلال العام الجاري، بصناعة مواد حيوية مثل، منتجات اللحوم والجلود، بدون ذبح الحيوانات، وذلك من خلال عملية يطلق عليها اسم التصنيع الحيوي. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©