الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات عاصمة التسامح

الإمارات عاصمة التسامح
17 أكتوبر 2017 21:51
إن التسامح مبدأ جميل ومحبب للنفس السوّية، وهو من أهم مبادئ ديننا الحنيف، حيث إن دين الإسلام دين تسامح ويسر وعفو وصفح وإخاء مع النفس، ومع الآخرين التي تجمعهم الحياة والعيش المشترك. إن التسامح منبثق من السلام وهو رسالة الإسلام بعالميته، ودليل ذلك قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنيفية السمحة»، أي التي تصل إلى الناس بأسهل الطرق وأيسرها وتزرع في قلوبهم الرحمة والعطف والحب والتيسير. التسامح لغة: «التاء» و«السين» و«الميم» و«الحاء» حروف تحمل في طياتها الترقيق والتخفيف والتسهيل والتيسير. إن الإمارات تتميز بأخلاقها الأصيلة المنبثقة من تعاليم الدين الحنيف، وتقاليد الآباء والأجداد، التي تعلي من قيم التسامح والتعاون والاحترام، وسوف تمضي دائماً بإذن الله، على نهج التسامح الذي أقره سياسياً وسلوكياً واجتماعياً الوالد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله وطيب الله ثراه. وسيراً على هذا النهج القويم سار خلفه أنجاله واتبعوا هذا النهج. وبذلك استطاعت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات دعم مسيرة السلام والعدالة وبث روح التعايش السلمي في الداخل والحث عليها في الخارج، حيث إن دولة الإمارات ترفض الإرهاب بكل أشكاله رفضاً تاماً وتدين فاعليه في المجال الإقليمي والدولي وتتعاون مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب في العالم. وعلى المستوى الفكري تسعى دولة الإمارات لنشر ثقافة السلام والتفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم العربية والإسلامية والعالمية. وقد حثت قيادتنا الحكيمة شعبها على التسامح والتعاون وحب الخير للآخرين، وخير دليل ما صرح به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «ماضون في نشر قيم الإسلام القائم على التسامح والعدل والسلام». الله سبحانه وتعالى خلق الكون وما فيه من المخلوقات المختلفة ووضع فيها صفة التسامح والتعاون المشترك لاستمرار الحياة، والضمان الوحيد لاستمرار بقاء الإنسان في هذا الكون وعيشه بأمان وأمن واستقرار هو التمسك بمبدأ التسامح والعفو والعدل والرحمة والحب، كما نرى إلى ما يحدث في عالمنا الحاضر لبعض الدول والشعوب من قتل وهتك وتشتيت للأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ، ما هو إلا ناتج من الانحراف والابتعاد عن مفهوم التسامح والتوجه إلى مفهوم التشدد والتطرف والغلو والكراهية، والمجزرة التي حدثت في لاس فيغاس في أميركا لهي خير مثال تنطبق عليه «شروط ومواصفات التطرف والغلو والكراهية والإرهاب» هذه الجريمة التي قام بتنفيذها الإرهابي ستيفن بادورك «64 عاماً»، التي راح ضحيتها 59 شخصاً بريئاً، والعالم تابع وتأثر بهذه الجريمة الإرهابية، والإمارات أول من أنكر هذه الجريمة البشعة وقتل الأبرياء. والذين يتصفون بصفات التشدد والتعصب والتزمت، ويحملون هذه الأفكار الهدامة لا مكان لهم في الإسلام والعالم، بل يصدق عليهم قول الله عز وجل: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ»، يدعون الإصلاح بينما يحملون معاول الهدم والتدمير في الإنسان والبناء والحرث والنسل. والإمارات منذ تأسيسها أرست قواعد قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، دون أي تفرقة مبنية على أساس العرق أو اللون أو الدين، وقد أصبحت الإمارات مكاناً آمناً لجذب الناس من مختلف أنحاء العالم، حيث أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة قانوناً بإنشاء المعهد الدولي للتسامح، وذكر سموه أن «الإمارات هي العنوان الأول للتسامح والتعايش وقبول الآخر، وأن التسامح قيمة أساسية في بناء المجتمعات وأهم سر في استقرار الدول وسعادة الشعوب، لافتاً إلى سعي دولة الإمارات لترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري في مجتمعاتنا والمساهمة في نبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري. الدكتور محمد الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©