الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا نحصي نعم الله

17 أكتوبر 2017 22:06
تلقينا خبراً باستقبال حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكنت مع طاقم العمل عند الباب لاستقبالها، ولكن لم أكن أعتقد أن الحالة الصعبة لذوي الاحتياجات الخاصة بالصورة التي رأيتها في عيني لدى هذه الفتاة، فالأعراض المرضية الجسيمة كانت واضحة عليها بشكل كبير، واستجابتها لردة فعلنا كانت بطيئة جداً وتكاد تكون منعدمة، ناهيك عن أنها كانت تعاني أمراضاً جسدية، جعلتنا نقرر عودتها فوراً إلى المنزل، نظراً لحالتها السيئة والوضع الأليم الذي كانت عليه. عندما رأيت هذه الفتاة، ورأيت معاناتها وآلامها الواضحة، فكرت في نفسي وأوضاعي، وحمدت ربي ألف مرة لأن الدنيا بعدها بخير، وآلامي وهمومي وأحزاني لا تساوي نقطة في بحر المآسي التي تعانيها هذه الفتاة، فالمعاناة في هذا السياق ليست فقط متعلقة بالفتاة نفسها، ولكنها مرتبطة وبشكل وثيق جد بأهلها وذويها ومن معها في المنزل، فالأم تعاني والأب يعاني والإخوة والأخوات يعانون في المنزل، ليس لأنها ثقيلة النبذ عليهم، بل لأن وجود هؤلاء أمر يحز في نفس الجميع، ويثير الحزن في القلوب، في كل ساعة وفي كل دقيقة وثانية من مكوثها ووجودها داخل المنزل وخارجه، ناهيك عن أن هذه الحالات بحاجة إلى رحابة صدر واهتمام كبير وثقافة عالية من قبل الأم والأب، وهنا نطرح السؤال الأكبر: هل كل الأسر التي تضم أفراداً من ذوي الاحتياجات الخاصة لديها ثقافات واسعة تمكنهم من اجتياز العقبات وتذليل الصعاب وتقبل واقع حال أبنائهم؟ أعتقد أن الإجابة «لا»! نحن بألف خير، والدنيا بخير، وكلنا ولله الحمد في نعمة عظيمة جداً، لن نحس بعظمتها إلا إذا فقدناها، وبالتأكيد كلنا لا يريد أن يفقد نعم الله، وكلنا يود أن يحيا حياة سعيدة، لذا لا تكل ولا تمل عن شكر ربك والثناء عليه، فالله تعالى كريم ورزاق، وإذا ما ابتلي أحد بجوع أو مرض أو فقر أو خسارة في الأموال والأنفس، فإن غيره قد ابتلي بأكثر من كل هذا، فاحمد الله واشكره ليل نهار، واعلم أن كل شيء عند الله بمقدار، ودوام الحال من المحال، فعلينا دائماً وأبداً أن نحمده في السراء والضراء، ونثني عليه في كل شيء، ونعين ونعاون من حولنا من المبتلين في هذا الزمان، وأن نصبر أنفسنا وإياهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©