الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هـــل في بيتنا ضيــوف؟!

17 أكتوبر 2017 22:07
أُعجبت في قراءة مقالة بعنوان: «هل في منزلنا ضيوف أم هم معاقون»!! مشهد يتكرر في كل بيت.. شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه. يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب، فالأم أو الخادمة ستتولى ذلك. ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن، فالأم أو الخادمة ستتولى جمعها وغسلها وكيها وإعادتها للغرفة. يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده، لا يتعب نفسه بغسل كوب أو صحن، فالأم أو الخادمة ستتولى كل ما يترتب على هذا. يذهب لمدرسته أو إلى جامعته ويعود لينام أو يسهر على «سنابشات» أو «تويتر» أو «إنستجرام» أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد، يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن «يأخذ بريك» ويمد يده ليأكل، جزاه الله خيراً على ذلك، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب. وأحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم بالجلوس مع بقية أفراد أسرته لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه الذين يقضي معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته لا سمح الله تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون. صاحبنا هذا لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل. يترك المكان في فوضى ويزعل إن لم يعجبه العشاء، وإن رأى في البيت ما يستوجب الإصلاح أو التبديل يمر مر السحاب، طبعاً الإصلاحات مسؤولية والده أليس كذلك؟ والتنظيف والترتيب مسؤولية أمه أو الخادمة فقط. النتيجة الواحدة التي لا جدال فيها: أظن أننا نجحنا في خلق جيل معوق، نعم جيل معاااااااق وبتفوق.. لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله، لا يساعد ولا يساهم ولا يتحمل مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الكلية وحتى بعد حصوله على الوظيفة.. هو وهي يعيشان في بيت والديهما كضيوف، ولا يعرفان من المسؤولية غير المصروف الشخصي ورخصة قيادة السيارة. ويبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات عن البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد.. فالوالدان (لا يريدان أن يتعبا الأولاد). التقدير وتحمل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك «لا تُخلق فيهم فجأة» ولا حتى بعد الزواج، لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهليهم إلى بيت الزوجية، وأي ثقافة تلك.. ثقافة الإعاقة.. الاتكالية، وبالتالي جيل لا يُعتمد عليه أبداً في بناء بيت أو أسرة أو تحمل مسؤولية زوجة وأولاد، فهل هكذا تأسست أنت في بيت أهلك؟ وإن كان نعم فكيف هي نتائج تأسيسك؟ عزيزي وليّ الأمر: أن تعود ابنك أو ابنتك على تحمل بعض المسؤوليات في البيت يساعد في بناء شخصيته وبناء جيل مسؤول اجتماعياً. تحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلاً. ويساعدك أنت في الاعتماد عليهم ويساعدهم هم في التفكير بالآخرين، ما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديراً وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن ثم وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلاً.. في حين اتكالهم عليك أو على الخادمة يجعلهم أكسل وأضعف وأكثر سطحية ولا يعدهم للمستقبل. بل كيف لشخص اتكالي أن ينشئ أسرة مستقلة ومستقرة؟ وبعدها نتساءل عن ارتفاع معدلات الطلاق في جيل اليوم «وليش ما عندهم صبر!». الحمل والولادة شيء فطري، لكن أن تجتهد لأسرتك، وأن تتحمل مصاعب الحياة ذكراً أم أُنثى هذه مهارة يجب اكتسابها من الوالدين أولاً. وأخيراً أيتها الأم وأيها الأب: إن لم تربِّ ابنك على تحمل المسؤولية في منزلك، ستعلمه الدنيا، لكن!!! دروس الدنيا ستكون صادمة ومتأخرة وأقل حناناً وأكثر قسوة منك، فأعنه عليها ولا تكن عوناً عليه فيها. لا تنشئ ابنك أو ابنتك ليكونوا ضيوفاً في بيتك، بل ربهم ليكونوا عوناً لك، فاعلين في بيتك ومن ثم في بيوتهم ومجتمعهم. فارس رحال - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©