الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال.. معركة ضد الإرهاب

17 أكتوبر 2017 22:16
ارتفعت خسائر الأرواح الناجمة عن انفجار شاحنتين مفخختين في العاصمة الصومالية مقديشو، مسجلة زهاء 300 قتيل أمس الأول، فيما يمثل أعنف هجوم دموي في الحرب الدائرة ضد المتطرفين في الصومال منذ أكثر من عقد، وهو ما يشير إلى أن التمرد هناك أبعد ما يكون عن الهزيمة، على الرغم من سنوات من عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها الولايات المتحدة. ومعظم الضحايا سقطوا بسبب القنبلة الأولى، التي انفجرت يوم السبت خارج فندق مشهور قرب تقاطع مزدحم في مقديشو، وأدت إلى ارتفاع سحابة دخان في سماء المدينة أمكن مشاهدتها في أرجاء العاصمة كافة. والعاصمة الصومالية هدف دائم لهجمات «حركة الشباب» الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، غير أن السكان أكدوا أنهم سرعان ما أدركوا أن الانفجارين يحملان دلالة على قوة مختلفة. واستمرت خسائر الأرواح في التزايد أثناء الليل، وبحلول ليلة الأحد، أكد المسؤولون أنهم كانوا لا يزالوا يحصون عدد الضحايا. وفي خطاب إذاعي، أفاد عمدة مقديشو ثابت عبدي، قائلاً: «لقد خسرنا أكثر من 240 شخصاً بريئاً». وقال وزير الإعلام الصومالي: «إن خسائر الأرواح كانت قد ارتفعت إلى 276 شخصاً»، قبل إعلان مسؤولين عن ارتفاعها إلى زهاء 300 شخص. وتم تدمير جزء كبير في المدينة، وشوهد عدد كبير من السيارات المحترقة في موقع التفجير، وأكدت تقارير صحفية أن كثيراً من الناس كانوا تحت أطلال فندق «سفاري»، واستمرت السلطات في إخراج الجثث من تحت الركام طوال يوم الأحد. وأعلن الرئيس الصومالي، محمد عبدالله محمد، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وأنحت الحكومة باللائمة على «الشباب»، بيد أن الحركة لم تعلن مسؤوليتها. وقال محمد في تدوينة على موقع «تويتر»: «إن الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع يبرهن على أن عدونا لن يتوقف عن التسبب في الألم والمعاناة لشعبنا، فدعونا نتوحد ضد الإرهاب». وذكر أحمد عثمان، وهو ممرض في «مستشفى المدينة» بمقديشيو، الذي نُقل إليه عدد كبير من القتلى والجرحى: «إنه أسوأ يوم في حياتي، بسبب الارتفاع المروّع في خسائر الأرواح، وأعمل في هذا المستشفى منذ أكثر من سبع سنوات، ولم أرَ أو أسمع عن ذلك العدد من الوفيات». وتخوض الصومال معركة شرسة ضد متمردي حركة «الشباب» الإرهابية منذ عام 2007، بمساعدة أكثر من 22 ألف جندي من الاتحاد الأفريقي، وحملة مكافحة الإرهاب الأميركية، التي توسعت في ظل إدارة الرئيس ترامب. وعلى مدار سنوات، كانت ضربات الطائرات من دون طيّار محوراً مركزياً في الاستراتيجية العسكرية الأميركية، وجرى تنفيذها مع توقع أن تتفكك الجماعة المسلحة إذا ما تم القضاء على قياداتها، غير أن ذلك لم يحدث. وعلى الرغم من أن العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة وقوات الاتحاد الأفريقي أجبرت المتمردين على الخروج من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، فإنها لم تكبح قدرة «الشباب» على شن هجمات قاتلة ومتكررة في مقديشو، مستهدفة المطاعم والفنادق وأماكن تجمع المسؤولين في كثير من الأحيان. وفي بداية العام الجاري، خفف البيت الأبيض من القواعد التي تحكم العمليات العسكرية هناك، معلناً أجزاء من الصومال «منطقة أعمال عدائية نشطة». وتم تعيين جنرال أميركي لتنسيق العمليات العسكرية من خلال مجمع حصين داخل مطار مقديشو. وترفض وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» الإفصاح عن عدد الأميركيين المنتشرين في الصومال، ولكن يُعتقد أنهم بضع مئات على أقصى تقدير، غير أن وزير الدفاع «جيم ماتيس» أشار في بداية العام الجاري إلى أن إدارة ترامب ستدرس إرسال مزيد من القوات، إذا طلب منها الرئيس الصومالي ذلك. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©