الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بولسونارو».. هل يصبح «ترامب البرازيل»؟

17 أكتوبر 2017 22:17
الناس في بلاده يطلقون عليه «دونالد ترامب البرازيل»، لكن خايير بولسونارو لا يوافقهم الرأي؛ لأنه يعتقد أنه ليس شعبوياً، والبلاد لن تؤيد شعبوياً في الوقت الحالي على أي حال. وفي مقابلة استمرت ساعة كاملة في مقر بلومبيرج في نيوريورك، تحدث بولسونارو، النقيب السابق في الجيش الذي تتصاعد معدلات التأييد له قبل 12 شهراً من الانتخابات الرئاسية البرازيلية عن عدد من المواقف والآراء السياسية التي إن لم تكن شعبوية، فهي بالتأكيد غير تقليدية. فهو يرى أن الحكم العسكري البرازيلي في نهاية القرن العشرين لم يكن استبدادياً، ووصف الصين بأنها «بلا قلب». وأشار إلى تقييد إمكانية الدخول إلى الصناعات الرئيسة في البرازيل وزعم أنه سيدير حملته الرئاسية برمتها بميزانية تبلغ مليون ريال أي ما يعادل 315 ألف دولار. ويؤكد بولسونارو أنه، مثل ترامب، سيعتمد على العدد الكبير من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل رسالته إلى ملايين البرازيليين الذي سئموا من تصاعد العنف والفساد المتفشي والهجرة غير المرغوبة. ويرى أنه «تهديد للأولجاركية (الطبقة الغنية ذات النفوذ السياسي)، وللضالعين في الفساد ولمن يريدون تدمير قيم الأسرة». والطبقة الوسطى البرازيلية شهدت اضمحلالاً في مكانتها ودخلها مع تقلص الاقتصاد بنسبة 8% في العامين الماضيين مما يسمح لـ«بولسونارو» بأن يعتمد على مصدر قوي للغضب والإحباط. وسياساته الخاصة بتشديد الإجراءات الأمنية تعزز جاذبيته في ظل مستويات عنف لا تتوقف عن التصاعد في البلاد، وفي ظل ضعف الخدمات العامة بسبب تقلص الميزانية. وفي غمرة الكشف شبه اليومي عن جرائم فساد هائلة وسط النخبة السياسية في البلاد، يعزز سجل «بولسونارو»، الذي بلا شائبة أيضاً جاذبيته وسط الناخبين المستائين. وحظي «بولسونارو» بتغطية صحفية كبيرة بسبب تناوله لقضايا خلافية وإثارة غضب خصومه لصالح إرضاء أنصاره. «بولسونارو» أكد أن في جعبته أكثر من مجرد خطابه المثير للاستقطاب. ويعتزم خصخصة بعض شركات الحكومة بما في ذلك شركة «بتروبراس» النفطية التي تديرها الدولة وتقليص الإنفاق على القطاع العام والتخلص من الاحتيال في نظام الإعانات الاجتماعية. وأقر بصراحة أنه ليس لديه إلا «فهم سطحي» للاقتصاد. وعبر عن أمله في أن يتمكن من تقليص معدل الفائدة القياسي ليصل إلى 2% فقط رغم أن هذا المعدل لم ينخفض عن 7.25% في العقدين الماضيين.وقدم «بولسونارو» دفاعاً متيناً عن الحكم العسكري الذي استمر عقدين في البرازيل. ومضى يقول «هناك إحساس وسط أقلية تتضاءل دوما في البرازيل بأنني الرجل الذي قد يصبح مستبدا لكني أقول: لم يكن هناك استبداد في البرازيل. 30% من الشباب يؤيدونني وأنا أخبرهم أن يتحدثوا مع أجدادهم ليخيروهم عن كيف كان حال تلك الفترة وكيف هو الحال اليوم». ووصف علاقته الحالية بالقوات المسلحة بأنها «جيدة جدا». وعبر عن أمله في أن يعيين بعض أفراد الجيش في حكومته وخاصة في وزارتي الدفاع والعلوم. والتواجد العسكري في الشوارع والمناصب السياسية قد يثير استياء البعض. وأشارت بيانات مركز «داتا فولها» لاستطلاعات الرأي أن أكثر من نصف أنصار «بولسونارو» تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً، مما يعني أنهم لم يكونوا ولدوا أو كانوا صغاراً جداً أثناء الحكم العسكري الذي انتهى عام 1985. ويتبنى «بولسونارو» نهجاً لا يساوم فيما يتعلق بقضايا القانون والنظام. ويعتقد أن تحرير قوانين حمل السلاح في البرازيل سيساعد في معالجة معدلات الجريمة المرتفعة في البلاد. ويريد أن يكفل لأفراد الشرطة الحصول على مكافآت مقابل تصديها للجريمة بصرف النظر عن الوسيلة التي تتبعها لأن يتعرضوا للمحاكمة. معدلات التأييد لـ«بولسونارو» لا يتقدم عليها إلا معدلات التأييد للرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي أدين في تحقيقات بشأن فضيحة رشوة، وقد لا يتمكن من خوض الانتخابات. ويواجه بولسونارو عراقيل كبيرة. فإذا لم يفز أي من المرشحين بما يزيد على 50% من الأصوات في الجولة الأولى ستجرى جولة إعادة. وفي الوقت الحالي، ووفقاً لبيانات مركز «داتافولها» لاستطلاعات الرأي، فإن بولسونارو سيخسر في اثنين من احتمالات جولة الإعادة، وهو يفتقر أيضاً إلى دعم أي من الأحزاب السياسية الكبيرة. *صحفيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©