أبحرت بفكري لماض ليس ببعيد وبالتحديد في احدى الأزقة الضيقة في حارتنا لأمتع خيالي بذلك الحياء الفريد خيمة سوداء تمشي وما ان تسمع بأحد يمر بجانبها تقف وتكاد تلتصق بالجدار حياء واحتراما وخوفا لتعاود سيرها مسرعة الى بيتها بخطوات خافتة وظل حفيف هذه لمحة رائعة من لمحات فتاة الماضي الجميل·
ولكن بعد هذه المتعة الخاطفة يتهجم على فكري كابوس الحاضر المؤلم عندما يتبادر في ذهني نظرة الفتاة في مجتمعنا اليوم كيف اصبحت، كيف يعتصر قلبي وينزف الجرح بين حين وآخر عندما نرى فتاة وقد شقت طريقها في احد المراكز التجارية وقد بدت عليها ملامح الفتنة والاغراء من عباءة ضيقة وما عليها من الوان وصور وفتحات ووجه كأنه مهرج تمشي متوسطة الطريق بخطوات متمردة وغرور ينبعث من خلجات وجهها العبوس وكلها كبرياء وفخر وتحدي بأنها هي افضل من في الوجود فلا يجرأ احد من المارة سوى الانعطاف جانبا عند مروره بها، يسترقون النظر اليها بنظرات تحمل ربما في مضمونها الازدراء والغيرة وربما الاعجاب الغبي لسلعة باتت مكشوفة للجميع·· لماذا غدت فتاة العرب بهذه الحالة ومن اجبرها على ذلك؟ ولماذا ابت الستر وباتت تبحث عن هذا الغثاء تحت ستار التطور والمدنية؟
وسؤالي الآن: من المسؤول؟ وأين هو؟ وهل هو راض عن ذلك؟ فأي شاب سيقبل بها ان تكون له زوجة ثم أماً لأولاده والنصف الثاني لمجتمعه·
فأنا وبكل جرأة اعلنها لن ولن اقبلها وأي شاب يحمل في داخله غيرة الرجل الشرقي فلن يرضى بهذه الدمية شريكة له·· فأي ثقافة وتربية وتعليم وعقيدة واخلاقيات ستحملها هذه الانثى الفارغة·· يا ليت تعود شخصية جدتي وخالتي وامي في صغرهالاختارها··
أه لو تعود·
مروان الميل
رأس الخيمة