أميركا تعزز ترسانتها المضادة للصواريخ في مواجهة إيران

بدأت الولايات المتحدة تسريع نشر أنظمة مضادة للصواريخ في الخليج استعدادا لأي هجوم محتمل قد تشنه إيران. في حين بحث رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أيه” ليون بانيتا في إسرائيل ملف إيران النووي، وسط مخاوف إسرائيلية من ضربة إيرانية تنتج عن تصعيد الضغط الدولي على إيران. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول عن مسؤولين عسكريين وآخرين في الإدارة الأميركية أن واشنطن تنشر سفنا متخصصة قبالة السواحل الإيرانية، إضافة إلى صواريخ اعتراض في الخليج. وأضافت أن دول المنطقة باتت تتقبل بشكل أكبر موضوع نشر أسلحة دفاعية أميركية على أراضيها خشية القدرات العسكرية لإيران. ونقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤولين القول إن عملية نشر النظم الدفاعية تأتي في مرحلة تحول حاسمة في تعامل الرئيس الأميركي باراك أوباما مع إيران فهو يحذر من أن مساعيه الدبلوماسية سوف يصاحبها الآن “تبعات” كما صاغها بنفسه في خطابه عن حالة الاتحاد، مشيرا إلى إصرار إيران على برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع قوله إن “هدفنا الأول هو ردع الإيرانيين” عن مهاجمة جيرانهم، مضيفا أن “الهدف الثاني هو طمأنة الدول العربية لئلا تشعر بأنها مجبرة على امتلاك السلاح النووي بنفسها، لكن الأمر يتعلق جزئيا بتهدئة الإسرائيليين”. وتهدف هذه الاستعدادات إلى الحؤول دون قيام إيران بأي رد عسكري في حال تشديد العقوبات الدولية بحقها. وقد تردع أيضا إسرائيل عن توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية. وسيقدم البيت الأبيض للكونجرس اليوم مراجعة لاستراتيجية الصواريخ الباليستية والتي تضع إطارا لتغييرات أوسع. ووفقا لوثائق حصلت عليها الأسيوشيتد برس فإن العناصر الرئيسية في هذه الدراسة تتضمن الاهتمام بتعزيز الدفاعات في منطقة الخليج العربي والتركيز على شبكات واسعة من أجهزة الاستشعار والأسلحة والتعاون مع روسيا. وذكرت “نيويورك تايمز” أن عمليات نشر النظم الدفاعية تهدف أيضا للرد على الانطباع بأن إيران تتحرك بسرعة نحو التحول لأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط ولإحباط أي تصعيد لإيران في مواجهتها مع الغرب في حال فرض عقوبات جديدة عليها. وأفاد المسؤولون الأميركيون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم أن الادارة الأميركية تحاول أن تظهر لاسرائيل أنه لا حاجة لتوجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية والصاروخية الإيرانية. من جهتها، طالبت قالت مسؤولة الشؤون الخارجية الجديدة بالاتحاد الأوروبي كاترين اشتون أمس بإحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أنها تشعر بخيبة أمل تجاه رفض إيران الدخول في محادثات بشأن برنامجها النووي. وأوضحت “ينتابنا القلق مما يحدث في إيران، الخطوة القادمة بالنسبة لنا هي نقل مناقشاتنا إلى مجلس الأمن”. وفي السياق ذكر موقع “بوليتيكو” الأميركي على شبكة الإنترنيت أن رئيس الـ”سي آي أيه” زار إسرائيل الأسبوع الماضي، واجتمع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أيهود باراك ورئيس الموساد ميئير دغان. ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي قوله “إن المحادثات تركزت على الملف الإيراني والعلاقات الإسرائيلية الأميركية بشكل عام”. إلى ذلك قالت صحيفة “معاريف” العبرية أمس أن “الضغط المتواصل على إيران من مجلس الأمن قد يؤدي إلى هجوم ضد إسرائيل.