الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المتأهلون: نتحمل مسؤولية إيصال رسالة المعرفة عبر مجتمعاتنا القرائية الصغيرة

17 أكتوبر 2017 22:41
نوف الموسى (دبي) الاستجابة المعرفية الأهم في «تحدي القراءة العربي»، هي الوعي المتجلي بين الطلبة المشاركين من مختلف الدول العربية، والذي شكل انبهاراً استثنائياً بين كل الإعلاميين والصحافيين المشاركين في تغطية اليوم الثاني من التصفيات النهائية لحدث «تحدي القراءة»، مجسداً بانوراما من التواصل اللامتناهي بين الجهة المنظمة والطلاب المشاركين بحضور المشرفين والأسر بصفة شخصية، إلى جانب المتابعة الإعلامية المعنية بطرح السؤال الحضاري حول مآلات القراءة ودورها التنموي المستدام، وصولاً إلى خلق جسور رئيسية بين البيئة المدرسية وعالم الكتب والنشر في الوطن العربي. إذاً فإن تحدي القراءة العربي، هو نقطة مفصلية في التحول الذاتي للفكر العربي، وبشهادة من المشاركين في التحدي، من أعلنوا أن القراءة خيارهم لتحديد مصيرهم ومصائر مجتمعاتهم نحو التغير للأفضل، وتحمل مسؤولية إيصال رسالة المعرفة، عبر منابر النشر واللقاءات المفتوحة، وعقد النوادي وبناء مجتمعات قرائية صغيرة في حيزهم المدرسي والعملي. «سراب» الطالب محمد مختار السلمان، مشارك من المملكة العربية السعودية، يعمل حالياً على إنجاز كتاب بعنوان «سراب»، متأملاً من خلال فصوله المتعددة، المقرر نشرها في عام 2018، أن يغير المنظور العام في العالم حول ما يسمى بـ «السوداوية»، مؤمناً أن المسألة بأكملها تعتمد على قدرتنا العقلية في رؤية الأمور بجوانبها الجمالية، برغم عدم منطقية القدرة على قبول الموضوع. وقال الطالب محمد مختار: «إن الكتاب يحاكي الصراع بين الإنسان ونفسه، وكيف أنه يتحمل مسؤولية تغير منظوره الخاطئ للأمور، عبر الإيمان الكامل بأن كل ما يحدث، يمثل أمراً غير متجزأ عن وعينا الكبير، وأن تعريف المشكلة هو افتعال صنعه العقل، ويمكننا تجاوزه، أما السراب فإننا نظن أنه فراغ، ولكنه في الحقيقة منطقة الخيال والطموح». وأضاف محمد: أن حضوره في تحدي القراءة العربي، إنما رغبة منه للاستمرار بتجاه تأكيد مسألة الإيمان بالذات والثقة بالنفس، إلى جانب أن القراءة بطبيعة مكنوناتها تجعلنا نحتفي بالآخر ولا نستخف به أبداً. الأكوان العديدة وناقشت الطالبة تيماء عبدالله من الكويت معنى أسمها المرتبط بالنجوم، وقالت إنه التحدي بيني وبين أسمي، كيف أستطيع أن أصل إلى الأكوان العديدة من خلال القراءة، وأتحمل مسؤولية إلقاء المحاضرات والندوات، لأصل إلى كل فتاة في الكويت وخارجها، وأخبرهن عن تجربتي في تحدي القراءة، التي ساهمت في تغيرات كبيرة على مستوى شخصي، وأضافت تيماء: أن القراءة هواية، تحتاج إلى زخم من الحب لتنمو وتتعاظم، ومشاركتها في المسابقة لا تقف عند عرض النتائج فقط، بل هي مسيرة حياة بالكامل، معتبرة أن الكتاب لم يخذلها يوماً، ليس على مستوى المعلومة فقط، وإنما على مستوى قراءة التجربة الإنسانية، واختزال سنوات عديدة في كتاب واحد، فالقارئ لا يحتاج للوصول إلى عمر الـ 40، لمعرفة أمور حياتية مختلفة، لأن تجربة القراءة تهديه ذلك في جلسة كتاب واحدة أحياناً، وأوضحت الطالبة تيماء طبيعة العلاقة العاطفية التي تجمعها بالكتاب، في كونها تجسد علاقة إنسانية بينها وبين الكاتب، حيث تعيش حياة إنسان آخر، قد يختلف عنها في عمره وتجربته، ما يؤصل فيها دهشة لافتة ومؤثرة. لم تجد الطالبة عذراء سامي أحمد من الدنمارك طريقة للوصول إلى الكتاب العربي، إلا من خلال الذهاب إلى شارع المتنبي في بغداد خلال إجازتها الصيفية لتشتري من مصروفها الخاص كتبا عربية، وبذلك تستطيع المشاركة في تحدي القراءة العربي، تقول عذراء إنها تمثل بلدها العراق أيضاً، مبينة أنهم في الدنمارك يواجهون معضلة الحفاظ على لغتهم العربية. تطرح الطالبة عذراء على نفسها أسئلة عديدة عبر القراءة أهمها معنى «الصمت»، الذي يفوق الكلام ذهباً، وأدركت معنى ذلك بقولها: «عرفت لماذا يمثل الصمت ذهباً، لأن القراءة تترجم جنون الصمت في داخلنا». حوار عفوي بين الأمهات الطالبة سما صالح من سلطنة عمان، وتحديداً ولاية نزوى، تعرفت إلى عائشة بديع من مملكة البحرين، وصرحتا لـ «الاتحاد»، بصداقتهما اللطيفة التي تمت من خلال اجتماعهما في التصفيات النهائية لـ تحدي القراءة العربي، بحضور أسرتيهما، اللتين سعتا بشكل فعلي أن يُقبل أبنائهما على التعارف ودعم بعضهما البعض، والجميل في الموقف الذي جمع أسر المتسابقين من الكويت وعمان والبحرين، بحضور أمهات الطالبات المشاركات، هو الاحتفاء العفوي والمحب بين الأمهات في تحدي القراءة العربي، تحدثت عنه أم تيماء من الكويت، مبينة أنهن سعين إلى تشجيع أبنائهم عبر حوارات ودية ومناقشة علمية. ولفتت أم تيماء إلى أن تحدي القراءة العربي، فكرة جبارة في الفحوى والهدف السامي، مبينة أن ما حدث بشكل عملي، هو حراك ثقافي مذهل للنهوض بالمؤسسات التعليمية، بإشراك المعلمين والمشرفين وأولياء الأمور، مؤكدةً إبان حديثها أن ابنتها تيماء تمثل الجيل الثالث من العائلة المنتمين للقراءة، بدايةً مع الجدة وصولاً إلى تيماء، وأن «تحدي القراءة» سيمثل استمرارية لأجيال نوعية نحو القراءة والمعرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©