الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاكل مصفاة «تكساس» تعرقل صادرات السعودية للولايات المتحدة الأميركية

مشاكل مصفاة «تكساس» تعرقل صادرات السعودية للولايات المتحدة الأميركية
24 يونيو 2012
دبي، نيويورك (رويترز) - تحيط التساؤلات بزيادة غير متوقعة لصادرات السعودية النفطية للولايات المتحدة العام الجاري عقب تفاقم المشاكل هذا الشهر في مصفاة بتكساس للمملكة حصة فيها وحيث نفذت عمليات توسع في الآونة الأخيرة. ومع توقعات بتوقف العمل في وحدة لتقطير الخام بطاقة 325 ألف برميل يوميا في مصفاة موتيفا في بورت أرثر بولاية تكساس لمدة قد تصل إلى 12 شهرا مما يعطل أكبر مصفاة في الولايات المتحدة بعد أسابيع فقط من استكمال مشروع توسعة تكلف عشرة مليارات دولار يحتمل أن تقلص السعودية الصادرات للولايات المتحدة بعد أن ارتفعت لأعلى مستوى في أربعة أعوام في الأشهر الأخيرة. تأثيرات محتملة لكن نظرة أعمق لبيانات الواردات المفصلة تشير إلى أن أي خفض للإنتاج ربما لن يكون كبيرا كما يتوقع كثيرون. وفي الواقع فان تحليلا أجرته “رويترز” لبيانات حكومية يظهر أن زيادة الشحنات السعودية بنسبة 27% في الربع الأول من العام ترجع لمبيعات أعلى لعدد من العملاء وليس لموتيفا فقط، وهي مشروع مشترك بين رويال داتش شل والمملكة. ورفعت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم الشحنات لشركات تكرير مستقلة هي فاليرو وماراثون بتروليوم وبي.بي.اف انرجي مع زيادة الصادرات بواقع 300 ألف برميل يوميا في الربع الأول، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. ويرجع ذلك في جزء منه لانخفاض الواردات في أوائل عام 2011. لكن ربع ذلك فقط مخصص لمصفاة موتيفا، حسبما يفيد تحليل رويترز لبيانات أكثر تفصيلا تحدد أي المصافي تستهلك نفطا مستوردا. واقتربت زيادة المبيعات لفاليرو من نحو المثلين. ومن المؤكد أنه سيتعين على شركة ارامكو السعودية أن تتحرك لإعادة ترتيب خطط الشحن لتفادي تراكم فائض من الخام في خزانات موتيفا أو دفع الأسعار للهبوط من خلال إعادة بيع الفائض وفي حكم المؤكد أن يستدعي ذلك كبح الإنتاج الذي يصل لأقصى طاقة. وقال مصدر في قطاع النفط في السعودية إن موتيفا خفضت طلبيات تسليم الخام في يوليو، ولكنه احجم عن ذكر تفاصيل عن الكميات. وقال مصدر في القطاع مطلع على سياسة النفط السعودية “من المرجح أن يتأثر الإنتاج”. والسؤال الأهم كيف يؤثر تعثر الإمدادات على سياسة النفط على مستوى أعلى. ولم يخف وزير البترول السعودي علي النعيمي رغبته في خفض سعر برميل النفط الذي يتجاوز مئة دولار من اجل تحفيز الاقتصادات العالمية المعتلة، وأيضا زيادة الإنتاج هذا العام ليتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا وهو مستوى قياسي. لكن الآن ومع نزول خام برنت دون 95 دولارا للبرميل وهو أقل مستوى منذ أوائل 2011، ربما يكون توقف العمل في موتيفا عذرا مفيدا لكبح الإنتاج دون الإخلال بتعهدها بالمساعدة في استعادة النمو العالمي. وقال جيمي وبستر من بي.اف.سي انرجي في واشنطن “قبل شهرين فقط .. كان البعض يقول.. انظر لكل هذا الخام السعودي”. وقال “كمية كبيرة ذهبت لموتيفا، السؤال الذي يتردد الآن هل سيجدون عملاء أخرين يشترون 325 ألف برميل يوميا أم سيخفضون الانتاج ام يواصلون اضافته الى المخزونات؟”. وأغلقت التوسعات الضخمة في مصفاة بورت أرثر في يونيو بعد أسابيع فقط من بدء التشغيل بسبب ما وصفته مصادر بتآكل واسع في وحدة الخام الجديدة. وكان متوقعاً في بداية الأمر أن يستأنف التشغيل في غضون شهرين إلى خمسة أشهر، لكن مصادر قالت إن الإغلاق قد يستمر لمدة تصل إلى عام. وزادت الشحنات السعودية بواقع 300 ألف برميل يومياً لمصاف أميركية خلال الربع الأول مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وهي أكبر زيادة سنوية في عقد، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وإجمالا استوردت موتيفا 315 ألف برميل يوميا في الربع الأول بزيادة 112 ألف برميل يوميا عن العام السابق كما تبين الحسابات. وتشمل هذه الكمية 250 ألف برميل يوميا ذهبت إلى بورت أرثر وهي الأكبر منذ أوائل 2007 وكافية لتلبية الطلب الكلي للمصفاة قبل التوسع. لكن الشحنات لبورت ارثر زادت 74 ألف برميل يوميا فقط عند المقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وهي زيادة متواضعة نسبيا ولكنها منطقية من اكثر من وجه إذ لا يحتاج القائمون على تشغيل المصفاة سوى لزيادة طفيفة لتكوين مخزونات إضافية قبل تشغيل الوحدات الجديدة التي لم يبدأ العمل بها سوى في منتصف أبريل. وذهبت بقية واردات موتيفا من الخام السعودي إلى مصفاة كونفنت في باتون روج بلويزيانا والتي لم تشتر أي كميات من السعودية تقريبا قبل عام. زيادة المشتريات وتفيد البيانات أيضا أن السعودية وجدت عملاء على استعداد لزيادة المشتريات لمستوى غير مسبوق. وقفزت واردات فاليرو في الربع الأول نحو 130 ألف برميل يوميا لتصل إجمالا إلى 217 ألف برميل يوميا، بحسب البيانات أي بزيادة أكثر من 50% عن متوسط العام الماضي ورفعت الشركة الواردات من الخام السعودي لأعلى مستوى منذ 2008. وقالت مصادر مطلعة على مشتريات فاليرو إن الزيادة ترجع لانخفاض الإمدادات المعتادة للخام الثقيل من أميركا اللاتينية والمكسيك. وانخفضت واردات الولايات المتحدة في الربع الأول من المكسيك بواقع 300 ألف برميل يوميا عنها قبل عام لتبلغ مليون برميل يوميا فقط. وتبين البيانات أن مارثوان بتروليوم وبولسبورو للتكرير - وهي وحدة مستقلة لمصفاة بي.بي.اف انرجي - سجلتا زيادة كبيرة بنحو 40 ألف برميل يوميا لكن ذلك يرجع إلى قلة الكمية في الفترة السابقة. وارتفعت واردات بولسبورو أكثر من 15 ألف برميل يوميا مقارنة بمتوسط العام الماضي. ولم يتضح ما إذا كان نفس العملاء قد واظبوا على شراء الخام السعودي بنفس المستوى. ويجري الاتفاق على معظم عقود الإمداد على أساس سنوي ما يتيح شيئا من المرونة في توقيت التسليم. ولن تعلن تفاصيل إحصاءات واردات النفط في الربع الثاني حتى أواخر أغسطس. كما أنه من السابق لأوانه تقييم تأثير ذلك على إنتاج السعودية ومن الناحية النظرية قد تسعى المملكة لمواصلة الضخ قرب المستوى القياسي حول عشرة ملايين برميل يوميا على أمل العثور على عملاء جدد أو تخزين النفط.لكن سعة التخزين المتاحة تنفد. وقال كامل الهرمي المحلل النفطي المستقل “تبين السعودية للعالم أنها قادرة على الضخ عند مستويات مرتفعة تزيد على عشرة ملايين برميل يوميا وبالطبع لا تباع كل هذه الكمية ويجري تخزين جزء كبير”. وفي مارس الماضي، قال النعيمي إن الصهاريج داخل السعودية وفي روتردام وسيدي كرير واوكيناوا ممتلئة بالفعل بنحو عشرة ملايين برميل، ولم يتبق سوى الولايات المتحدة للاحتفاظ بملايين البراميل. وتشكل الشحنات السعودية الإضافية للولايات المتحدة زيادة سنوية نحو 26?75 مليون برميل في الربع الأول فقط. وفي نفس الفترة زادت المخزونات في الولايات المتحدة نحو 28 مليون برميل. زيادة المخزونات وأظهرت بيانات جديدة لإدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء الماضي أن المخزون في الولايات المتحدة ارتفع بشكل مفاجئ في الأسبوع السابق بعد أن تراجع على مدار أسبوعين ليعود إلى أعلى مستوى في 22 عاما الذي سجله في مايو. وبصفة عامة استمرت صادرات الخام السعودي للولايات المتحدة عند مستويات مرتفعة غير معتادة في شهري أبريل ومايو وبلغ متوسط حجم الشحنات 1?54 مليون برميل يوميا في ستة أسابيع حتى منتصف يونيو، بحسب بيانات الواردات الأسبوعية الأولية لإدارة معلومات الطاقة. والسؤال ما هي الكمية التي كانت مخصصة لمصفاة بورت ارثر وطاقتها 600 ألف برميل يوميا ولكنها تعمل بنصف طاقتها الآن؟. وفي أواخر مايو دشن كبار المسؤولين من شل وأرامكو السعودية التوسعات التي تكلفت عشرة مليارات دولار، وقال رئيس موتيفا ورئيسها التنفيذي بوب بيز إنه من المتوقع أن تستهلك الوحدات الجديدة الخام السعودي الثقيل لمدة شهرين قبل تنويع الإمدادات. وأحبطت الخطة خلال أيام لان الوحدة الجديدة واجهت مشاكل في الثالث من يونيو وتوقفت عن العمل وبعد أسبوع عقب محاولتين فاشلتين لإعادة التشغيل تردد أنه قد تتوقف عن العمل لفترة تصل إلى عام. وقالت الشركة إنها لا تستطيع التكهن بتوقيت استئناف العمل. وقال شكيب خليل المحلل النفطي ووزير النفط الجزائري السابق “كل هذا الخام سيذهب للصهاريج، وإذا امتلأت فينبغي أن يذهب لمكان آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©