الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرية التراث في الفجيرة ترصد ماضي الأجداد

قرية التراث في الفجيرة ترصد ماضي الأجداد
23 سبتمبر 2010 20:45
تعتبر قرية التراث في الفجيرة نافذة مهمة للإطلالة على تاريخ وتراث الأجداد، فهي تحمل عبق الزمان الماضي بما فيه من خصائص ومظاهر اجتماعية واقتصادية عاشها الأجداد بكامل تفاصيلها في حلوها ومرها خلال تلك الأيام العصيبة في سبيل الحصول على لقمة العيش والحياة الكريمة. فقهروا الظروف القاسية بإرادة لا تلين وعزيمة صلبة. بدأ تشييد القرية عام 1996 حيث قامت بلدية الفجيرة كما يقول عبدالله المزروعي- مشرف على القرية التراثية «بإنشاء القرية بهدف إحياء التراث والمحافظة عليه ووضعه في المكان اللائق كي يتعرف عليه جيل اليوم ويكون هناك ترابط بين الماضي والحاضر. أقيمت القرية على مساحات واسعة من الأرض بالقرب من منتجع حديقة «عين مضب» المجاورة لقصر حاكم الفجيرة وسورت بقلعة من الطوب الطيني الذي جلب خصيصاً من «البثنة» و»الغرفة» حيث تتوفر فيهما التربة المعمرة. يشاهد الزائر للقرية تلك التفاصيل التراثية المتصلة بحياتهم اليومية فيشعر بالفخر والاعتزاز نحو الأجداد الذين قدموا الكثير من الجهد والكفاح والصبر، وكانوا قدوة يحتذى بها. فيما تضم القرية مظاهر الحياة القديمة لأهل الإمارات قبل تفجر الثروة النفطية وما صاحبها من تحول كبير في شتى مناحي الحياة. من أهم هذه المعالم البيوت والمساكن والسفن وأدوات الصيد والأزياء الشعبية والأسلحة، ويتصدر العريش هذه المعالم وهو بيت مصنوع من «سعف النخل» يرص بشكل محكم ويربط بالحبال بطريقة متداخلة، وترفع «الدعون» على جذوع النخل لتكوّن السقف، ويستخدم الباقي منها في تشكيل جدران العريش. وتبنى هذه المساكن أيام القيض وتصمم بشكل يسمح بمرور الهواء عبر النوافذ الضيقة. أما البيت البدوي فيبنى من الحجر وحطب أشجار السمر والسدر، وهذا النوع من المساكن شديدة التحمل خاصة أيام الأمطار. وفي الجانب الشرقي من القرية التراثية تقع «الحامية» وهي عبارة عن خيمة شيدت من الحصى والطين وكانت ملاذاً للأهالي خاصة للنساء والأطفال بغية الاحتماء بها أيام الحروب. وخلال السنوات القليلة الماضية ازداد الاهتمام بالقرية التراثية ويتضح ذلك من خلال ارتفاع عدد الزوار خاصة خلال أشهر الشتاء وأشهر الذروة التي تبدأ في نوفمبر حتى يتضاعف عددهم ليصل إلى 30 ألف زائر في الشهر، الأمر الذي يؤكد -بحسب عبدالله المزروعي- «رغبة الناس وتعلقهم في معرفة الماضي الحنين إلى تاريخ الآباء والأجداد وما يحمله من تفاصيل في شتى من مناحي الحياة خلال تلك الأيام وما يميزها من بساطة». وأضاف المزروعي موضحاً: «تفتح القرية أبوابها للزائرين خلال الفترتين الصباحية والمسائية كما تستعد منذ الآن للاحتفال باليوم الوطني الذي يصادف الثاني من ديسمبر كما هو معتاد. حيث تخصص الساحة المواجهة للقرية لإقامة مثل هذه الاحتفالات لتجسيد أهمية المحافظة على الفنون الشعبية والثقافة التراثية في المناسبات الوطنية.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©