أطفال مصريون يفجرون طاقاتهم الإبداعية فوق الورق والحجر

لوحات فنية مميزة أبدعتها أنامل أطفال شاركوا في الورش الفنية التي أقامتها دار الأوبرا المصرية تحت شعار “الكل في واحد” وجاء المعرض الذي أقيم بالقاعة الرئيسية للفنون التشكيلية بالأوبرا تتويجاً لجهودهم في الرسم والنحت والتصوير والخط. للسنة العاشرة على التوالي تقدم المعارض والمتاحف بدار الأوبرا “الورش الفنية” للأطفال على مدار شهر ونصف الشهر. وقالت فايزة عبدالمنعم، مديرة المعارض والمتاحف في الدار، “شعارنا لهذه الورش” الكل في واحد” ليكون الأطفال يداً واحدة ويتعاونوا في الفن كعمل جماعي، والتجديد هذا العام أننا جعلنا للورش موضوعين يلتف حولهما الأطفال هما “تحب تشوف مصر إزاي” وفيه استطعنا تدريب الأطفال على إطلاق العنان لمخيلتهم بالرسم والموضوع الثاني عن الأمثال الشعبية وحاولنا فيه إحياء هذا التراث القيّم ودائماً نجلس في حوارات مفتوحة مع الأطفال ونترك لهم حرية اختيار الورشة الفنية”. ورشة النحت في القسم الخاص بعرض إنتاج ورشة النحت يلتقط الأطفال صوراً لمنتجاتهم الفنية، إلى ذلك، قال محمد الشوربجي (14 سنة) “أحببت النحت وكان عندي فضول لأعرف كيفية نحت شكل أو منظر من الحجر والورشة أعطتني هذه الفرصة”. وقال الطفل عبدالرحمن شوقي، الذي نحت مقولة “العدل أساس الملك”، “استثمرت الإجازة بمشاركتي في ورشة النحت وأنا سعيد بالمعرض لأنه يتوج مجهودنا وفرصة ليرى أبي وأمي ما صنعته في الورشة”. من جهته، قال د. عادل بدر، أستاذ النحت والمشرف على ورشة النحت، “العمل اليدوي له متعته عند الأطفال والشباب وهذه الورش تبين تطور الفن في كل وقت وتظهر الطفل أو الشاب المتميز والنحت من الأعمال الشاقة لذا وفرنا للأطفال الحجر الجبس ليسهل حمله وتشكيله وليتعلموا عليه المبادئ الفنية واخترنا موضوع الأمثال الشعبية لينحتوها وكيف تحب أن ترى مصر ليمثلوا منظراً معيناً على الحجر والورشة تتكون من 50 طفلاً وساعدني مجموعة من التربويين في التعامل مع الأطفال لضمان النظام واستفادة جميع الأطفال وأجد سعادة كبيرة عند إتمامهم لأشغالهم الفنية وهذه هي السنة الثامنة لي في الإشراف على ورشة النحت”. ورشة الرسم حظيت ورشة الرسم بنصيب الأسد من حيث الإقبال على المشاركة. وقالت بسنت عمرو (13 سنة)، إحدى المشاركات فيها، “أحب الرسم وأجد فيه متعتي ولهذا شاركت في ورشة الرسم”. وقالت آية عبدالمنعم (14 سنة) “كان موضوع كيف تريد أن ترى مصر رائعاً ويشجع على الرسم والإبداع وتعرفت خلال الورشة إلى صديقات كثيرات”. وقالت مرح أيمن (16 سنة) “أشبعت هوايتي باشتراكي في ورشة الرسم بالأوبرا وسأحرص على الاشتراك فيها السنة القادمة”. وقالت رنا علي “عرض منتجاتنا التي رسمناها يسعدني والتقطت العديد من الصور مع رسومي ومع صديقاتي”. من ناحيتها، قالت الدكتورة ثريا حامد، المشرفة على ورشة الرسم، “الفن وسيلة الوصول للسلام النفسي والتواصل وأرقى طريقة للتعامل بين الأطفال”، مشيرة إلى أنه كان يحضر الورشة طفل مصاب بالتوحد واستطاع التواصل مع الأطفال عن طريق الرسم”. وبأنامل الأطفال خرجت لوحات الخط العربي تزين جدران المعرض. وقال مدرس الخط حماد الربع المشرف على ورشة الخط المكونة من 14 طفلاً، “الخط العربي حقه مهضوم في المدارس والأطفال الذين يحضرون الورشة ليسوا على دراية كاملة بقواعد الخط العربي ومن خلال الورشة اعلمهم المبادئ واجعلهم يمارسون الكتابة خلال أسبوع وأتابعهم خلال الورشة وخرجت لوحات رائعة بخطوطهم وأصبحت لديهم ثقة بأنفسهم وقدرتهم على الكتابة بخط جميل”. لوحة الموزاييك حول لوحة الموزاييك التي صنعها مجموعة من الأطفال وأظهرت رؤيتهم لمصر وأملهم في الغد، قالت الطفلة مي “استخدمنا الزلط والصدف لتكوين اللوحة التي رسمناها ومثلت الصورة التي نريدها لبلدنا وفيها ظهرت الأهرامات والبرج ومعالم مصر”. وقالت ياسمين “رسمنا الكنيسة والمسجد بجوار بعضهما رمزاً للوحدة الوطنية، فنحن جميعاً نعيش كمصريين في وطن واحد وفي استقرار وهدوء”. وقال الفنان سعد الروماني المشرف على ورشة فن الموزاييك إن “22 طفلاً من سن 10 إلى 15 سنة انجذبوا لتعلم فن الموزاييك واستخدام الزلط والصدف وكسر الزجاج لإخراج لوحة بديعة وصمموا أولاً الرسم ثم وضعوا عليه هذه الخامات وكل طفل رسم جزءاً خاصاً به في اللوحة واستخدم الخامات لتكتمل الصورة”. وهناك لقطات فنية مميزة استطاعت عدسات الأطفال التقاطها بعيون فنية ظهرت في المعروضات الخاصة بورشة التصوير. وقال وليد كمال عضو صالون مصر الدولي للتصوير والمشرف على ورشة التصوير “استطعت خلال الورشة تدريب الأطفال على مبادئ التصوير من دراسة نسب الوجه وكيفية التقاط الصورة وزاوية الإضاءة المناسبة وضبط الزووم وتركتهم يلتقطون الصور داخل الأوبرا وخارجها وبهرتني قدرتهم على التقاط صور مميزة”.