الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات ملاذ الكفاءات الغربية المتضررة من أزمة الائتمان

الإمارات ملاذ الكفاءات الغربية المتضررة من أزمة الائتمان
7 فبراير 2008 23:13
أكد خبراء دوليون في قطاع التوظيف أن التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد العالمي حاليا نتيجة الانكماشات في الأسواق الاميركية والأوروبية وأزمة الائتمان العالمية،سيترك انعكاسات ايجابية على سوق التوظيف في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وسوق دولة الإمارات على وجه التحديد،أهمها زيادة تدفق الكفاءات البشرية من البلدان الغربية إلى المنطقة· وقال اندرو بانكس العضو المنتدب في مؤسسة تالنت 2 انترناشونال:'' في الوقت الذي سيترك فيه تراجع الاقتصاد العالمي أثارا سلبية على معدلات النمو في كثير من الاقتصادات وخاصة في الأسواق الاميركية والأوروبية التي تشهد حالة من الانكماش،سيكون لهذا التراجع آثاره الايجابية على اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الاقتصاد الإماراتي الذي ينمو بمعدلات مستقرة منذ سنوات طويلة'' وأوضح بانكس في حديث لـ ''الاتحاد'' :''من ابرز ايجابيات هذا التراجع على المنطقة هو تزايد جاذبية دول الخليج ذات النمو المرتفع ليس فقط للاستثمارات الأجنبية،بل أيضا للكفاءات البشرية من الأسواق الاميركية والأوروبية التي بدأت تبحث عن بيئة ديناميكية جديدة للعمل''· وأضاف:''بعد أزمة الائتمان العالمية نتيجة ما حدث في سوق الرهن العقاري في أميركا تأثرت قطاعات أعمال مختلفة مثل سوق المشتقات والعقارات والقطاعات المالية،مما تسبب في قيام العديد من العاملين في هذه القطاعات للبحث عن وظائف جديدة في أسواق ذات نمو مرتفع وبيئة عمل ديناميكية مثل الإمارات التى باتت الملاذ الآمن لهذه الكفاءات وخاصة في القطاع المالي· ويعكس النمو الكبير في أعداد الشركات التى انضمت إلى مركز دبي المالي العالمي منذ تأسيسه في عام 2005 وحتى اليوم والتي تصل إلى 546 شركة،قوة الطلب في القطاع المالي بالدولة،حيث يعمل بهذه الشركات ما يزيد عن عشرة آلاف كفاءة من مختلف أنحاء العالم مقابل 6 آلاف كفاءة في أوائل عام ·2007 ولفت بانكس إلى ان تواجد العديد من الشركات المالية العالمية في الإمارات وتزايد أعمال هذه الشركات وضع القائمين عليها أمام تحدي إيجاد الموارد البشرية ذات الكفاءة للعمل لديها،الأمر الذي يحتم عليها البحث عن هذه الكفاءات في الأسواق العالمية''· وبالرغم من تأكيد بانكس على تزايد تدفق الكفاءات البشرية إلى الإمارات من الأسواق الغربية،إلا انه أكد في المقابل على وجود تحديات تواجه استمرارية هذا التدفق،وفي مقدمتها عامل التضخم الذي يثقل كاهل الشركات،مشددا على أهمية قيام الجهات المسئولة بإدارة التضخم بشكل جيد وان يتم ربطه بالرواتب كأحد الحلول· من جهته اعتبر فندالى دونان المدير الإقليمي الشريك في شركة تالنت بارتنر ان الطلب على الكفاءات البشرية والخبرات العالمية في الإمارات ، الأسرع نموا بين بلدان دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة الازدهار الاقتصادي الذي تشهده الدولة في كافة المجالات وخاصة المالية والسياحية والعقارية· وأضاف:''لم تكن مهنة إدارة الموارد البشرية في المنطقة من المهن البارزة، لكنها صعدت سلم الأهمية في الآونة الأخيرة بسبب توجه أصحاب الأعمال في الخليج نحو مواجهة التحدي الكبير والمتمثل في اجتذاب الموظفين الأكفاء وتطوير قدراتهم والعمل على الاحتفاظ بهم''· وتشير دراسة حديثة لشركة جلف تالنت إلى أنه مع تقلص حجم تدفق العمالة الماهرة من الأسواق التقليدية مثل الهند ومصر، يبحث الكثير من أرباب الأعمال عن مصادر جديدة مثل الصين وأوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية· كما يجبر النقص في الكوادر المهنية، في نفس الوقت، الشركات على التوجه لشركات أخرى لتنفيذ عملياتها أو التحوّل إلى عمليات وتقنيات جديدة تساهم في تخفيض الاعتماد على العنصر البشري· وفي الوقت الذي يستمر فيه أرباب الأعمال في الإمارات،وفقا للدراسة، في الاستفادة من الشعبية النسبية التي تتمتع بها دولة الإمارات بين الوافدين بفضل الفرص الوظيفية الجذابة والبنية التحتية المتقدمة والتسهيلات الحديثة،فانهم في الوقت ذاته يعملون على جذب المهنيين والاحتفاظ بهم بزيادات في الرواتب تقل عن معدلات التضخم، مع أنهم يواجهون صعوبة في ذلك أكبر من أي وقت مضى· وترى الدراسة ان النمو الاقتصادي المستمر والمنافسة الشديدة للحصول على الكوادر والمواهب ساهما في الزيادات المتتالية في الرواتب، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة في بعض أرجاء المنطقة وخاصة في قطر والإمارات، والزيادة الكبيرة التي حصل عليها موظفو القطاع الحكومي في عدد من دول الخليج· كما وجدت الدراسة أن الانخفاض في سعر صرف العملات المحلية المرتبطة بالدولار الأميركي يقلل من قيمة رواتب وبدلات الوافدين الأوروبيين ويضع ضغوطاً إضافية لرفع معدلات الزيادة في الرواتب
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©