يعتبر الحكم البرازيلي السابق المثير للجدل كارلوس سيمون، الذي تقلد الشارة الدولية من 1998 إلى 2010، الوحيد من قارة أميركا الجنوبية الذي شارك في ثلاث بطولات لكأس العالم أعوام 2002 و2006 و2010، كما شارك في إدارة العديد من البطولات الأخرى مثل أولمبياد 2000 في سيدني، كان خلال مسيرته مثيراً للجدل، وتم إيقافه عام 2009 في البرازيل لستة أسابيع لاتهامات تتعلق بالفساد، ومع ذلك تم اختياره للتحكيم في كأس العالم في العام التالي.
«الاتحاد» التقت بالحكم المثير للجدل في مدينة ريو دي جانيرو، حيث أكد أنه لا يمكن أن ينسى الحكم الدولي السابق علي بوجسيم الذي كان حكماً من طراز عالمي، وكان أحد أفضل الحكام في تاريخ كأس العالم، فقد كان قوياً وحازماً، وكان رجلاً رائعاً بكل معنى للكلمة، وكان رمزاً بارزاً ومصدر فخر للتحكيم الآسيوي، وأبدى سيمون أسفه لغياب الحكم الدولي السابق علي حمد عن المشاركة في كأس العالم الحالية، حيث اعتبره أحد أفضل الحكام، وكان يستحق أن يكون من ضمن نخبة الحكام في النسخة الحالية.
وعن مستوى التحكيم في كأس العالم الحالية، قال إنه كان مرتفعاً، رغم بعض الأخطاء التي شابت بعض المباريات، ولم تكن مؤثرة، وأشار إلى أنه كان قلقاً بعد خطأ الحكم الياباني نيشيمورا في مباراة الافتتاح، عندما احتسب ضربة جزاء غير صحيحة لمنتخب البرازيل، ولم يكن القرار موفقاً، ولكنه يعتقد أن هذا كان الخطأ الوحيد المؤثر في هذه البطولة، إضافة إلى الخطأ الذي ارتكبه الحكم المساعد في مباراة المكسيك والكاميرون بإلغاء هدفين للمكسيك، إلا أنه بعدها مضت كل المباريات بشكل جيد وخالٍ من الأخطاء.
وأكد سيمون أن هذه هي النسخة الأفضل تحكيمياً مقارنة بالبطولات السابقة وكان جميع الحكام عند مستوى المسابقة، وعلى الرغم من المفاجآت الكثيرة التي شهدتها المباريات والمنافسة القوية، إلا أن الحكام كانوا على مستوى متميز، ولم تشهد المباريات الكثير من الانتقادات، كما كان يحدث في السابق، وهذا يعني أن البطولة كانت رائعة على المستوى التحكيمي.
وأرجع سيمون تطور المستوى التحكيمي إلى رئيس لجنة الحكام والحكم السابق السويسري ماسيمو بوساكا، الذي يتولى المسؤولية منذ 3 سنوات، وشهدت لجنة الحكام خلال هذه السنوات نهضة شاملة، وأضاف أنه كان حكماً رائعاً ويملك الخبرة الكافية لإدارة لجنة الحكام، ويعرف تماماً ما الذي يحتاج إليه من عمل، من أجل تطوير هذه اللجنة، وبالتالي انعكس كل هذا بشكل إيجابي على مستوى التحكيم.
وعن الحكم الأفضل في العالم حالياً، قال سيمون إن هناك 5 أو 6 حكام هم الأفضل، ولكن أبرزهم الإنجليزي هوارد ويب لأنه الأفضل، حيث يملك قدرة كبيرة على إدارة المباريات المهمة، ويتمتع بالخبرة اللازمة، والشخصية القادرة على التحكم في خيوط المباراة.
وعن التحكيم في القارة الآسيوية، أشاد سيمون بالحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف، الذي يعتبر أحد أفضل الحكام في العالم، وكذلك الياباني نيشيمورا والذي على الرغم من الخطأ الذي ارتكبه في المباراة الافتتاحية، إلا أنه من أفضل الحكام، وأكد سيمون أنه في كأس العالم لا تهم جنسية الحكم أو القارة التي أتى منها، ولكن الحكم الجيد هو الذي يفرض نفسه، ويجب أن يتمتع أي حكم بالخبرة اللازمة للسيطرة على المباريات.
وقال سيمون الذي يعمل محللاً للحكام في أحدى القنوات البرازيلية، إن البطولة الحالية كانت رائعة في مختلف جوانبها، وشهدت العديد من المباريات القوية كما كان التنظيم على أفضل مستوى، وأضاف أن البرازيليين يحبون كرة القدم والجو العام كان مثالياً لتكون البطولة متميزة، ولكنه أبدى أسفه لعدم قدرة المنتخب البرازيلي على الفوز باللقب، وقال إنه شعر بخيبة أمل كبيرة شأنه شأن كل البرازيليين الذين كانوا يتمنون التتويج في البطولة التي تستضيفها البرازيل، ولكنه أشار إلى أن هذا لا يقلل من النجاح الكبير الذي حققته البطولة.
ريو دي جانيرو - الاتحاد)
عدد اليوم
