الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطواحين» يتخلص من الحديث الدائم عن مشكلة «الدفاع الهش»

«الطواحين» يتخلص من الحديث الدائم عن مشكلة «الدفاع الهش»
12 يوليو 2014 00:28
عندما يطرح اسم المنتخب الهولندي في التداول، يصب الحديث دوما ناحية مهاجميه الرائعين ثم يصل المتحادثون إلى محطة «ولكن» التي عادة ما تتصاحب مع الحديث عن الدفاع الذي لطالما كان نقطة ضعف «البرتقاليين». لكن في مونديال البرازيل 2014، كان الوضع مختلفاً تماماً، فرغم فشل المنتخب الهولندي في الوصول الى النهائي للمرة الثانية على التوالي بخروجه من نصف النهائي على يد نظيره الأرجنتيني بركلات الترجيح «صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي»، فانه سيعود الى بلاده بنقطة إيجابية «فريدة» بالنسبة له متمثلة بخط دفاعه الذي تألق في النسخة العشرين رغم عناصره الشابة. ودع منتخب «الطواحين» نهائيات البرازيل 2014 دون أن يخسر أي مباراة، حتى في تلك التي تسببت بخروجه خالي الوفاض «ركلات الترجيح لا تعتبر خسارة في سجلات الانتصارات والهزائم»، وذلك بفضل دفاعه الذي حافظ على نظافة شباكه في 240 دقيقة موزعة مناصفة على مباراتي الدورين ربع ونصف النهائي بعد أن خاض التمديد مرتين أمام كوستاريكا «صفر-صفر في الوقتين الاصلي والإضافي» . وباستثناء المخضرم رون فلار «29 عاماً» الذي يلعب في الدوري الانجليزي الممتاز مع استون فيلا، فالمدافعون الآخرون شبان واعدون قادمون من دوري بلادهم دون أي خبرة احترافية في الخارج. لكن افتقاد الثلاثي الشاب دالي بليند «24 عاماً ويلعب مع أياكس» وبرونو مارتنز ايندي «22 عاماً، ويلعب مع فيينورد» وستيفان دو فريي «22 عاماً ويلعب مع فيينورد»، إلى الخبرة الكافية لم يؤثر عليه بتاتاً في نهائيات البرازيل بل على العكس، لأنه فرض نفسه مركز الثقل في منتخب طالما تميزه بمهاجميه وعابه دفاعه. «الدوري الهولندي ليس بالضعف الذي يعتقده البعض»، هذا ما يؤكده بليند الذي قام بواجباته الدفاعية والهجومية التي تجلت بأفضل حللها في تمريراته الطولية الرائعة لروبن فان بيرسي أمام إسبانيا حاملة اللقب (5-1)، مانحاً مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي فرصة تسجيل أحد أجمل الأهداف في النهائيات بكرة رأسية رائعة من حدود المنطقة. «ساورتني الشكوك حول قدرات المنتخب قبل انطلاق المونديال، لكن سرعان ما تبددت»، هذا ما أشار إليه مؤخراً ويسلي شنايدر الذي كان صاحب الحظ السيئ في ركلات الترجيح أمام الأرجنتين إلى جانب فلار. هذه الصلابة الدفاعية تحمل إمضاء المدرب الفذ لويس فان جال الذي كان مدركا أمام الأرجنتين لافتقاد مدافعيه الشبان إلى الخبرة اللازمة، ما دفعه إلى اعتماد أسلوب دفاعي مدمج جداً بوجود خمسة مدافعين ولاعبي وسط محوريين، مضحياً بذلك باللعب الجميل الذي اشتهر به الهولنديون منذ 1974. وكانت النتيجة أن أحداً لم ير نجم الأرجنتين ليونيل ميسي في مباراة الأربعاء في ساو باولو. «الخطة طبقت بطريقة مثالية»، هذا ما احتفل به ستيفان دي فريي. كان ميسي مراقبا من قبل نايجل دي يونج أو جورجينو فينالدوم، وما أن تصل الكرة إلى الأرجنتين حتى يتولى المدافع الأقرب منه «من ميسي» مهمة الضغط عليه». في الواقع، كان هناك لاعبان على الدوام في «لعبة حصار ميسي»، فيما كان الدفاع بخمسة لاعبين كافياً لتولي أمر أي لاعب أرجنتيني آخر يحاول الاستفادة من الرقابة على «البعوضة»، من أجل التوغل في المنطقة الهولندية. وكانت النتيجة أن غابت الفرص عن المرمى الهولندي، كما عجز رجال فان جال عن الوصول الى المنطقة الأرجنتينية، ما جعل المباراة مملة جداً بالنسبة لأكثر من 63 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات «أرينا دي ساو باولو». وفي وسط المدافعين الشبان كان هناك فلار الذي قدم أفضل مباراة في مسيرته، بعدما وقف سداً منيعاً في مواجهة ميسي وجونزالو هيجواين وإيزيكييل لافيتزي ثم رودريجو بالاسيو وسيرخيو أجويرو. «فلار كان حائطاً أسمنتيا»، هذا ما عنونته أمس الأول صحيفة «الجيمين داجبلاد» الهولندية عن لاعب تألق وأبدع طيلة 120 دقيقة قبل أن يخونه الحظ في ركلات الترجيح. «هذه هي الرياضة وهذا أمر صعب»، هذا ما قاله فلار بعد المباراة، مضيفاً «لكني رجل، ولن أبكي، بالطبع، أعرف أني كنت جيداً خلال المباراة، لكن هذه المشاعر الإيجابية تصبح جانباً الآن بعدما أهدرت ركلتي الترجيحية، نغادر فارغي الأيدي، هذا أمر مؤسف لأن ما يؤخذ في الحسبان هو اللقب، لا تزال هناك تلك المباراة على المركز الثالث، لكن الأمر ليس سيان». ما هو مؤكد أن فان جال ترك لخلفه جوس هيدينك الأسس الصحيحة التي ستساعده على المحاولة مجدداً في نهائيات روسيا 2018، وقبلها في كأس أوروبا 2016، خصوصاً من الناحية الدفاعية التي لطالما شكلت مشكلة لمنتخب «الطواحين» الذي لم يتلق في البرازيل سوى أربعة أهداف في ست مباريات، بينها اثنان من ركلتي جزاء. (ساو باولو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©