السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البرازيل والأوروجواي قمة «قارية» بنكهة «لاتينية» اليوم

البرازيل والأوروجواي قمة «قارية» بنكهة «لاتينية» اليوم
25 يونيو 2013 22:08
بيلو هوريزونتي (أ ف ب) - تفتح البرازيل المضيفة صفحة مختلفة في كأس القارات لكرة القدم عندما تواجه الأوروجواي في نصف النهائي الليلة في بيلو هوريزونتي. فبعد تصدرها مجموعتها الأولى بسهولة بفوزها على اليابان 3-صفر والمكسيك 2-صفر وإيطاليا 4-2، سيكون الدور نصف النهائي أكثر تعقيداً في مواجهة جارتها الأوروجواي، وصيفة المجموعة الثانية بخسارة أمام إسبانيا بطلة العالم 2-1 وفوزين على نيجيريا 2-1 وتاهيتي 8-صفر. وستعيد مباراة اليوم إلى الأذهان المباراة الأسطورية التي جمعتهما في المباراة الحاسمة في مونديال 1950 في ريو دي جانيرو. جرت المباراة الحاسمة في 16 يوليو 1950 على ملعب ماراكانا الذي يتسع لمئتي ألف متفرج والذي شيد خصيصا لهذا الحدث. وبالنسبة إلى كثيرين كان الأمر تحصيل حاصل بالنسبة إلى البرازيل أولا لأنها كانت في حاجة إلى التعادل نظرا ألى أن الدور نصف النهائي أقيم بنظام الدوري، وثانيا لأنها تغلبت على إسبانيا 6-1 وعلى السويد 7-1، في حين جهدت الأوروجواي للتغلب على السويد 3-2، وتعادلت بصعوبة مع إسبانيا 2-2، وثالثا لأنها كانت تضم أفضل لاعبي البطولة وهم زيزينيو وأديمير وجاير. وحذر مدرب البرازيل فلافيو كوستا فريقه من مغبة الاستهتار بالمنتخب المنافس، وقال بالحرف الواحد: “يملك منتخب الأوروجواي اسلوبا يزعجنا كثيراً، وأنا خائف أن يدخل أفراد منتخب البرازيل مفرطين بالثقة الزائدة”. أما مدرب الأوروجواي فكان يذكر الجميع بان منتخبه سبق له أن هزم البرازيل قبل انطلاق بطولة كأس العالم، ولا شيء يمنع أن يكرر ذلك. نتيجة تاريخية وقد ضاقت المدرجات بالمتفرجين ومعظمهم من البرازيليين، وبدأت المباراة بإدارة الحكم الانجليزي ريدر وسط هتاف المشجعين البرازيليين “برازيل إلى النصر”، وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي. وفي الثاني وبعد مضي دقيقة واحدة استطاعت البرازيل أن تتقدم بهدف سجله فرياكا، لكن فرحة الجمهور لم تدم طويلا فقد سجل خوان ألبرتو سكيافينو أحد نجوم المباراة والدورة هدف التعادل، وفجأة وجد حارس البرازيل باربوسا الذي كان ضيف شرف طوال الدقائق السبعين الأولى نفسه مدعوا إلى الدفاع عن عرينه ببسالة، حتى كانت الدقيقة 80 حين سجل جيجيا هدف الفوز للأوروجواي وسط ذهول الجميع. وما أن أعلن الحكم انتهاء المباراة حتى تحول ملعب ماراكانا إلى ساحة نحيب بعدما كان لساعة خلت مهرجانا كرويا في حد ذاته. وهرب كل المسؤولين الرسميين من المنصة، ولم يبق سوى رئيس الاتحاد الدولي “الفيفا” الفرنسي جول ريميه، فيما خرج مدرب البرازيل فلافيو كوستا وسط حراسة مشددة خوفا على حياته. وأصبح الحارس باربوسا كبش فداء، ولم يحمل ألوان البرازيل سوى مرة واحدة لاحقا، وكثر الحديث عن حالات انتحار تلت المباراة. قال نلسون رودريجيز الكاتب البرازيلي: “كل دولة لها كارثتها الوطنية، مثل هيروشيما، كارثتنا كانت الخسارة أمام الأوروجواي عام 1950”. رفع القائد أوبدوليو فاريلا الكأس وعادت إلى مونتيفيديو بعد 20 عاماً، علما بأن الأوروجواي، التي نالت استقلالها من البرازيل عام 1828، لم تدافع عن لقبها عام 1934 وتغيبت عن النسخة الثانية عام 1938. خيبة “ماراكانزو” وصحيح أن خيبة “ماراكانزو” هزت نفسية البرازيليين، إلا أن أبناء الأمازون ردوا بسرعة بعد ثماني سنوات في السويد بافتتاح باكورة ألقابهم الخمسة في كأس العالم بفضل موهبة “الجوهرة” بيليه. الأوروجواي الصغيرة نسبيا (5, 3 ملايين نسمة) على الخاصرة الجنوبية للدولة العملاقة في أميركا الجنوبية، صنعت اسما لنفسها على الساحة العالمية، فعلى رغم البعد الزمني للقبيها في كأس العالم (1930 و1950)، إلا أنها قوة لا يستهان بها، فقد حلت رابعة في مونديال 2010 الأخير، وتوجت بلقب كوبا أميركا 2011، كما أنها تملك في تشكيلتها مهاجمين تلهث وراءهما أبرز الأندية الأوروبية، هما أدينسون كافاني هداف نابولي الإيطالي ولويس سواريز مشاغب ليفربول الانجليزي. لكن اللافت تدهور نتائج فريق المدرب أوسكار تاباريز في تصفيات مونديال البرازيل 2014، حيث يحتل المركز الخامس في مجموعة أميركا الجنوبية الموحدة. وحذر حارس البرازيل جوليو سيزار من عدم الوقوع في الأفخاخ في بيلو هوريزونتي، المدينة التي شهدت مباراة تاريخية أخرى في مونديال 1950 عندما فازت الولايات المتحدة على إنجلترا: “المواجهات بين الفريقين تكون صعبة دائماً، وتحسم من خلال بعض التفاصيل”، مؤكداً أن فوز فريق في المواجهات القليلة الماضية في السنوات الأخيرة لا يعني أن المنتخب البرازيلي له أفضلية. أول مباراة يذكر أن المواجهات مع أوروجواي منذ 2001 شهدت تعادلين وستة انتصارات للمنتخب البرازيلي، بينها انتصاران في كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2004 في بيرو و2007 في فنزويلا). ويعود الفوز الأخير للأوروجواي إلى العام 2001 عندما كان لويز فيليبي سكولاري، المدرب الحالي، يقود البرازيل في أول مباراة له في فترته الأولى قبل أن يتابع المشوار ويحرز لقب مونديال 2002. وستكون المباراة الـ 71 بين المنتخبين، ففازت البرازيل 32 مرة والأوروجواي 19 مرة وتعادلا 19 مرة. وعن المباراة الثانية في نصف النهائي بين إسبانيا بطلة العالم وأوروبا وإيطاليا وصيفة أوروبا غداً، قال سيزار: “إسبانيا تقدم كرة جيدة تحظى بالاحترام في كل أنحاء العالم، ولكنها ستلتقي إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، لا يمكنني الإشارة إلى المنتخب الإسباني الآن على أنه أحد طرفي النهائي لأن هذا يعني عدم احترام للمنتخب الإيطالي”. العبقري والمشاغب وستتركز الأنظار مرة جديدة على نيمار “العبقري”، النجم الصاعد بقوة في سماء الكرة العالمية والمنتقل حديثا من سانتوس إلى برشلونة الإسباني، فهو عدا عن كونه اللاعب الوحيد الذي في سجل في كل مباريات الدور الأول، إلا أن أهدافه جاءت بحرفية رائعة ألهبت عشاق الفريق الأصفر. واللافت أن المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي، أحرزت لقب كأس العالم 12 مرة فيما بينها، بمعدل 3 ألقاب للمنتخب الواحد، وهي نسبة مرتفعة للغاية كون بطولة العالم أقيمت 19 مرة. في المقابل، سيعود إلى تشكيلة الأوروجواي كافاني وسواريز “المشاغب”، بعدما أراحهما تاباريز في مباراة العبور ضد تاهيتي، بالإضافة إلى النجم المخضرم دييجو فورلان صاحب 34 هدفاً مع “لا سيليستي”. وقال تاباريز إن فريقه حقق “الهدف الأدنى في مهمته” بتخطي الدور الأول، وفي وقت يعتبر فيه البرازيل مرشحة احتفظ ببعض التفاؤل: “في كرة القدم لا شيء مستحيلاً، على رغم ان البرازيل فريق كبير وهو يلعب على أرضه”. وستقام المباراة على ملعب مينيراو في بيلوهوريزونتي، ثالث أكبر مدن البلاد وعاصمة ولاية ميناس جيرايس، التي شهدت حملتين من التظاهرات التي ضربت البرازيل في الأسبوعين الأخيرين، بسبب مطالبات اجتماعية. واحتشد نحو 20 ألف شخص الأسبوع الماضي في الطرقات، للاحتجاج على نفقات استضافة كأس العالم، ثم نزل 70 ألف شخص السبت الماضي للاحتجاج في وسط المدينة، حيث أصيب 25 شخصاً بجروح، وأوقف عدد مماثل من قبل الشرطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©