الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات إندونيسيا.. بين الحرس القديم والجديد!

انتخابات إندونيسيا.. بين الحرس القديم والجديد!
12 يوليو 2014 00:51
نيل تشاترجي وكريس بلاك جاكرتا صوّت الإندونيسيون يوم الأربعاء الماضي لاختيار رئيس ثالث أكبر دولة ديمقراطية في العالم، لكن حتى كتابة هذا التقرير لا يزال الموقف متلبساً فيما يخص نتائج ذلك الاقتراع، حيث أعلن كل من المتنافسين الرئيسيين فوزه بأصوات الناخبين. هذا فيما تظهر استطلاعات الرأي منافسة متقاربة بين المرشحين، حاكم جاكرتا «جوكو ويدودو»، والجنرال السابق «برابوو سوبيانتو». وتعتبر الانتخابات مهمة صعبة في دولة يحق فيها لـ190 مليون ناخب التصويت في أنحاء الأرخبيل الذي يمتد على مساحة تضاهي المساحة من نيويورك إلى ألاسكا، ويوجد به أكثر من 900 جزيرة. ونشرت لجنة الانتخابات، التي من المزمع أن تعلن النتائج الرسمية في 21 و22 من يوليو الجاري، نحو 4.1 مليون موظف في الدوائر الانتخابية، أي ما يزيد على سكان مدينة لوس أنجلوس. ورغم أن كلا المرشحين تعهد بمحاربة الفساد وتحسين البنية التحتية في أكبر دولة مسلمة في العالم، فقد كان على الناخبين الاختيار بين شخصيتين متباينتين هما: رئيس مدينة يتبنى منهجاً وطريقة عملية في علاج المشكلات، وقائد قوات خاصة سابق يتعهد بقيادة قوية بعد عقد من حكم الرئيس «سوسيلو بامبانج يودهويونو» الذي شهد تباطؤاً اقتصادياً، إذ سجّل النمو أضعف مستوياته في غضون أربعة أعوام. وأفاد أحمد سوكارسونو، الزميل المشارك في معهد جاكارتا للأبحاث لدى «مركز حبيبي»، بأن الناخب الإندونيسي سيكون عليه الاختيار بين شخصين واضحين جداً، هما زعيم يمثل الشعب وعيوبه، وآخر يعد بقيادة الدولة وتحقيق المجد المؤكد من دون القلق كثيراً بشأن التفاصيل. وتقدم «ويدودو»، المعروف أيضاً باسم «جوكوي»، بـ2.7 نقطة مئوية في استطلاع للرأي أجراه مركز «سيف الموجاني» للأبحاث والاستشارات. ويقل هامش الخطأ في نتيجة الاستطلاع الذي شمل 1997 شخصاً بنسبة 2.2 في المئة. ورغم ذلك، تقدم «جوكوي» الخمسيني بفارق طفيف على «برابوو» الستيني في استطلاعات أخرى للرأي، وهو ما دعم أسواق المال الإندونيسية التي تراهن على أنه سيتمكن من تطبيق نجاحه في التغلب على الروتين في جاكارتا. وأغلق المؤشر القياسي للبورصة قبل يوم من الانتخابات عند أعلى مستوى في سبعة أسابيع، وارتفعت قيمة الروبية أمام العملات الأجنبية. وتشير التوقعات إلى أن نسبة المشاركة في التصويت هذه المرة قد تزيد مقارنة بنسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أبريل الماضي وبلغت 70 في المئة لتمنح «حزب النضال الديمقراطي الإندونيسي» كثيراً من المقاعد في برلمان هش. وتعتبر الانتخابات الإندونيسية أكبر منافسة على منصب الرئيس تجرى في يوم واحد، ذلك أن الانتخابات الهندية تنظم على مدى أسابيع، في حين أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأميركية تكون أقل بكثير. ويبدو أن الانتخابات الرئاسية تتجه لتصبح الأكثر استقطاباً وإثارة للشقاق في إندونيسيا منذ أن سلكت طريق الديمقراطية الكاملة بعد إقصاء الديكتاتور «سوهارتو» في عام 1998. وزاد الاستقطاب بين مؤيدي المرشحين بشكل كبير خلال خمس مناظرات متلفزة في الحملة الانتخابية التي جذبت عناوين الصحف في البلاد المولعة بكرة القدم أكثر مما جذبها كأس العالم. ويزيد ذلك من احتمالية وقوع اضطرابات بعد أن أعلن كلا المرشحين فوزهما. وذكر رئيس مؤسسة «إيه. تي. كيرني» للاستشارات في جاكارتا، أن هذه الانتخابات تقدم لإندونيسيا اختياراً مثيراً بين تواضع ومحاسبة «جوكوي» وإقدام وقوة «برابوو»، لافتاً إلى أنها فرصة كي تختار إندونيسيا التعبير عن نفسها من خلال شخصية مرشحيها. وأيّا كان من سيفوز في الانتخابات فإنه سيواجه تحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ إذ سيتعين على الفائز توفير فرص عمل وتعليم للسكان الذين يتزايد عددهم في خامس أكبر اقتصاد آسيوي في وقت تراجع فيه الطلب على السلع التي تصدرها الدولة مثل الفحم وزيت النخيل. وسيواجه أيضاً علاقات إقليمية شائكة وبالغة التعقيد، بما في ذلك النزاعات على الأراضي مع بكين، في بحر الصين الجنوبي. وقد ارتكزت حملتا كلا المرشحين على برامج شعبوية، تعد بتحفيز النمو وتقليص الفقر ودعم التعليم وتدشين بنية تحتية ومساعدة المزارعين. وأكد «جوكوي» أنه سيحسن القوانين الجاذبة للاستثمارات ويقلص الروتين، في حين يريد «برابوو» جمع مزيد من الأموال من أسواق المال والضرائب، إضافة إلى تحفيز توسع الاقتصاد عن طريق زيادة الاقتراض. وأوضح «سوكارسونو» أن «جوكوي» يمثل نموذجاً جديداً للحكم في إندونيسيا، وهو ما يشي بتحدي النموذج المعتاد للعمل، ويخيف ذلك كثيرا من الناس في مؤسسة الرئاسة. أما مع «برابوو»، فإن شركات كثيرة تعرف ماذا يمكنها أن تتوقع، ولكن لا يمكنها ذلك حال فوز «جوكوي». وتحدث كلا المرشحين في بعض الأحيان بنبرة قومية، متعهدين بحماية الموارد الطبيعية في البلاد. ولكن بالنسبة لكثير من الناخبين يرتكز القرار على الشخصية أكثر من السياسات. و«برابوو» الذي كان متزوجاً من ابنة «سوهارتو» ونجل رئيس وزراء سابق، هو شخص منتم للطبقة الأرستقراطية التي حكمت إندونيسيا منذ استقلالها عن هولندا. وعلى الرغم من ذلك فإن «برابوو» لم يتقلد أي منصب منتخب. أما «جوكوي» فيمثل الابتعاد عن الخلافة السياسية في الدولة، فهو رجل أعمال عصامي من أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وهو الذي أسر خيال الناخبين في أنحاء إندونيسيا بعد أن دخل عالم السياسية في مدينة «سولو» التي ينحدر منها. يُنشر بترتيب خاص مع «خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©