أبوظبي (الاتحاد) - وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني ومجلس أبوظبي للتوطين أمس، اتفاقية تعاون تهدف لتأهيل وإعداد 2500 من المواطنين المسجلين لدى «توطين» من الباحثين عن العمل عبر إلحاقهم في برامج دراسية، تمكنهم من الحصول على شهادة دبلوم تقنية الهندسة الميكانيكية ودبلوم تقنية الهندسة الكهربائية وغيرهما من التخصصات، التي تتفق ومتطلبات واحتياجات أدنوك الوظيفية.
ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية ترجمة لحرص وتوجيهات القيادة الرشيدة باتخاذ كافة المبادرات والقرارات اللازمة التي تحتاجها عملية تأهيل وإعداد المواطنين عبر توفير الفرص التي تعينهم على مواصلة دراستهم في كافة المجالات، لاسيما التخصصات الهندسية والمهنية المطلوبة التي تعزز اقتصاد المعرفة على النحو الذي يعزز النمو الصناعي والاقتصادي في الدولة.
وبموجب الاتفاقية سيتم قبول عدد من الطلاب المسجلين لدى «توطين» للدراسة في مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في برامج دراسية تؤهلهم للحصول على دبلوم تقنية الهندسة الميكانيكية أو دبلوم تقنية الهندسة الكهربائية معتمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والهيئة الوطنية للمؤهلات، شريطة اجتياز الطالب بنجاح لمقرّر تدريب أكاديمي من عام واحد ونصف بحد أقصى، يهدف إلى رفع مهارات الطلاب في اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم لاستيفاء المتطلبات الأكاديمية الدنيا للالتحاق بالبرنامج.
بنود الاتفاقية
ووفقا لبنود الاتفاقية يقوم مجلس أبوظبي للتوطين بتزويد أدنوك بقائمة من المرشحين ليتم اختيار الطلاب الذين ينطبق عليهم الحد الأدنى من الشروط للدراسة في مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في برامج دراسية تتوافق مع متطلبات واحتياجات أدنوك الوظيفية.
وينص الاتفاق على أن تتولى أدنوك تحديد اختصاصات ونوع البرنامج الدراسي والعدد المطلوب من المرشحين واختيار الطلاب الذين سيتم إلحاقهم بالبرنامج الدراسي وفقا لشروط ومتطلبات التوظيف لدى أدنوك والاحتياجات الوظيفية المتوافرة لدى أدنوك ومجموعة شركاتها شريطة استيفاء الطلاب المرشحين لشروط ومعايير القبول التي يحددها المركز. وبناء على ما تم الاتفاق عليه تقوم أدنوك بدفع مكافآت شهرية للطلاب طوال فترة الدراسة وتوظيف خريجي البرنامج الدراسي في التخصصات المناسبة بناء على عقود التوظيف المبدئية التي توقعها أدنوك مع الطلاب قبل بدء المقرر الأساسي.
وقع الاتفاقية من جانب أدنوك محمد شليويح القبيسي، مدير دائرة الموارد البشرية وعن مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني مبارك سعيد الشامسي نائب مدير عام المركز وعن مجلس أبوظبي للتوطين عبدالله عبدالعالي الحميدان المدير التنفيذي للمجلس. وشهد توقيع الاتفاقية علي راشد الكتبي رئيس مجلس إدارة مجلس أبوظبي للتوطين وعدد من كبار المسؤولين من أدنوك ومركز أبوظبي ومجلس أبوظبي للتوطين.
واتفق الأطراف على تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن كل طرف تكون مختصةً بتحديد تاريخ البدء للدفعة الأولى من الطلاب الملتحقين في فصل المقرر الأساسي، كما تتولى مناقشة شؤون الطلاب الملتحقين بالبرنامج ومناقشة أي قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بالاتفاقية.
وأكد عبدالله ناصر السويدي، مدير عام أدنوك التزام أدنوك الراسخ بتطوير مهارات الشباب المواطنين ورفع قدراتهم للإيفاء بالحاجة المتزايدة من الأيدي العاملة المؤهلة التي يحتاجها قطاع النفط والغاز في الدولة، مشيرا إلى أن أدنوك تولي اهتماما كبيرا بالتوطين باعتباره هدفا استراتيجيا للقيادة الرشيدة.
وأوضح أن الاتفاقية تأتي في إطار مبادئ حكومة أبوظبي، التي تشجع على تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات والمؤسسات المحلية بهدف إيجاد إطار للتعاون المشترك، وأسس للشراكة والتنسيق، خدمة لأهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 في تطوير النظام التعليمي، وإيمانا من الطرفين بأهمية التعليم ودوره في تسريع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
وأشاد السويدي بتوقيع الاتفاقية مع مجلس أبوظبي للتوطين ومركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني مؤكدا حرص أدنوك على التعاون مع جميع دوائر ومؤسسات حكومة أبوظبي بهدف توفير كل ما يساهم في تعليم وتدريب وتأهيل المواطنين وإعدادهم لتولي مسؤولية قطاع النفط والغاز والذي يشهد تطورا وتوسعا كبيرا بفضل توجيهات القيادة الرشيدة للدولة.
وظائف للمواطنين
وعقب توقيع الاتفاقية قال رئيس مجلس إدارة مجلس أبوظبي للتوطين إن الاتفاقية تحقق رؤية المجلس بتمكين المواطن ليكون الخيار الأول للتوظيف من خلال المشاركة مع مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وأدنوك، لتأهيل الباحثين عن العمل وتدريبهم وتطوير كفاءاتهم الأمر الذي يساهم في إيجاد بيئة عمل جاذبة للمواطنين، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية ومنها «أدنوك» حيث يعتمد المجلس توقيع اتفاقيات التعاون التي تتعهد بطرح وظائف للمواطنين في الأنشطة الاقتصادية وزيادة مشاركتهم الفاعلة فيها.
ويأتي ذلك ضمن المنظومة التي أطلقها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي في الثامن من مارس 2011، والتي يتم من خلالها ربط المخرجات التعليمية بسوق العمل.
وأشاد الكتبي بدور مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في تخريج دفعات متقدمة من المواطنين إلى سوق العمل، حيث يعد المركز شريكا حكوميا مهما في الإمارة من حيث ترجمته لمتطلبات سوق العمل وتوفير خدمات التأهيل والتدريب المهني والتقني للمواطنين وصقل مهاراتهم وتطويع طاقاتهم في نتاجات تبشّر بمستقبل مشرق لاقتصاد الإمارة.
آلية مناسبة
من ناحيته قال مبارك الشامسي، إن التوقيع على هذه الاتفاقية يأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الإماراتية الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بضرورة العمل الوطني المشترك بين كافة المؤسسات المعنية في الدولة من أجل العمل الدائم لما فيه خير الوطن والمواطن.
وأشار إلى أن الاتفاقية تضع الآلية المناسبة ما بين المجلس والمركز وأدنوك بحيث يتم من خلالها تحديد المتطلبات الوظيفية التي تحتاجها «أدنوك»، ليتم بناء عليها قيام المركز بتصميم وتنفيذ مختلف برامج التدريب التقني والمهني التي تزوّد المواطنين بالمهارات الحديثة المطلوبة في مختلف التخصصات الهندسية والفنية التي تحتاجها «أدنوك» بما يضمن تمتع الخريجين بالأداء العملي المتقدم في كافة المهام والوظائف التي يعملون فيها.
وأكد أن «أدنوك» تعد شريكا استراتيجيا في صناعة الكوادر الوطنية التي تلبي طموحات القيادة الرشيدة.
ولفت الشامسي إلى أنه بموجب الاتفاقية سيتم قبول 2500 طالب للدراسة في مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في برامج دراسية تؤهلهم للحصول على دبلوم في الهندسة الميكانيكية أو دبلوم في الهندسة الكهربائية معتمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والهيئة الوطنية للمؤهلات، شريطة اجتياز الطالب بنجاح لمقرّر تدريب أكاديمي من عام واحد ونصف بحد أقصى، يهدف إلى رفع مهارات الطلاب في اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم للوفاء بالمتطلبات الأكاديمية الدنيا للالتحاق بالبرنامج. وأشاد نائب مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني بالاتفاقية والتعاون القائم بين الأطراف الثلاثة لما فيه خير الوطن والمواطن، مؤكداً أن كافة المؤسسات التابعة للمركز تملك الاستراتيجية والمناهج العملية العالمية التي تكفل تخريج الكوادر الوطنية التي تتوافق مع متطلبات التطور الصناعي الذي تعيشه الإمارات حالياً ومستقبلا.
بدوره أكد محمد شليويح القبيسي، مدير دائرة الموارد البشرية بادنوك أهمية التعاون والتنسيق مع مؤسسات التعليم الأكاديمي والمهني لمواءمة احتياجات القوى العاملة في أدنوك ومجموعة شركاتها مع مخرجات البرامج التعليمية والتدريبية التي توفرها مؤسسات التعليم عبر توفير فرص واعدة للشباب تمكنهم من استكمال مسيرتهم الدراسية بما يتناسب مع طموحاتهم وميولهم الأكاديمية في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
وأوضح القبيسي أن أدنوك تستهدف الوصول بنسبة التوطين إلى 75% بحلول عام 2017 كهدف استراتيجي.
إيجاد الحلول
وأضاف أن أدنوك تعمل على إيجاد الحلول لجميع المعوقات التي تواجه توظيف المواطنين عبر إقامة قنوات للاتصال المباشر والفعال مع جميع المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات التعليمية كما تحرص على التعاون مع جميع الجهات العليا المعنية بالتوطين عن طريق مجلس أبوظبي للتوطين.
وقال إن عدد العمالة في قطاع النفط والغاز في الدولة يبلغ 44 ألف عامل وموظف في جميع التخصصات الهندسية والمهن العمالية موضحا ان هذا العدد تحتمه التوسعات الضخمة والمشاريع الكبيرة التي تقوم بها أدنوك ومجموعة شركاتها مشيرا إلى أن تعداد الأيدي العاملة المواطنة في أدنوك ومجموعة شركاتها يبلغ 15 ألف موظف منهم 12 ألف مواطن و3 آلاف مواطنة. وأوضح أن 63% من هذا العدد يعمل في مواقع العمليات البرية والبحرية و37% في وظائف إدارية في المكاتب الرئيسية.
وأضاف أن خطة إدارة توظيف المواطنين في أدنوك ومجموعة شركاتها لعام 2014 تستهدف توظيف 4000 مواطن ومواطنة في مختلف التخصصات ذات الصلة بقطاع النفط والغاز 60% منهم في تخصصات هندسية ومهنية.
التعليم والتدريب
وأشار إلى أن تعليم وتدريب وتأهيل المواطنين يأتي في قمة أولويات أدنوك لذلك بادرت أدنوك بإنشاء العديد من المؤسسات التعليمية والبرامج التدريبية والدراسية وتقديم الرعاية المباشرة لها. كما تعمل بصورة مستمرة على تطويرها وزيادة طاقتها الاستيعابية موضحا بأنه قد تم قبول 161 طالبا وطالبة من أصل 525 طالبا وطالبة سيتم قبولهم بالمعهد البترولي للعام الدراسي 2013/2014 ليصل إجمالي عدد الطلبة بالمعهد البترولي إلى 1612 طالبا وطالبة. ومن المتوقع قبول 450 طالبا بمعهد أدنوك الفني للعام الدراسي 2013/2014 ليصل إجمالي عدد الطلاب إلى 1238 طالبا، بالإضافة إلى قبول 1327 طالبا وطالبة بجميع فروع مدرسة غلينلغ (أبوظبي ومدينة زايد والرويس) ليصل إجمالي عدد الطلبة بجميع فروع المدرسة إلى 5451 طالبا وطالبة، مع قبول 192 طالبا وطالبة بمدرسة غلينلغ فرع غياثي والمتوقع افتتاحها في سبتمبر 2013.
عدد اليوم
