عبدالله المطيري: المسكوكات مدوّنة لتاريخ الشعوب

محمد عبد السميع (الشارقة) علم النقود أو المسكوكات، من العلوم الهامة في دراسة التاريخ الإنساني، فالعملات وثائق صحيحة وقديمة ورسمية وليس من السهل الطعن فيها. وعبدالله المطيري باحث إماراتي متخصص في علم النميات (العملات) استطاع جمع مجموعة كبيرة منها، وتتميز مجموعته بأنها سابع مجموعة إسلامية في العالم، وهي تعود لفترات تاريخية متعددة. كما كان للمطيري دور كبير في تأسيس متحف دبي للمسكوكات. شارك في العديد من المعارض، ويشارك بجناح بقاعة الفنون بمركز إكسبو الشارقة ضمن فعاليات رمضان الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية. «الاتحاد» التقت عبدالله المطيري للتعرف على مقتنيات الجناح، والاطلاع على ما يملكه من معلومات وخبرة في عالم النقود والمسكوكات، وعن متحف المسكوكات في دبي. في البداية تحدث المطيري عن قصة العملات والمسكوكات وأهميتها: فقال: لكل عملة قصة وحكاية وتاريخ تحكيه من واقع ما تحتويه من معلومات وشعارات ورموز لها معان ومدلولات وغاية وهدف. وقد يعتقد البعض أن العملات والمسكوكات وسيلة لتسهيل وتنظيم وتقنين عملية البيع والشراء، لكن في الواقع العملات إلى جانب هذه المهمة فإنها أيضاً وسيلة إعلامية وترويجية مهمة ومؤثرة، توازي الصحيفة والتلفزيون والإذاعة في أيامنا هذه. فقد كانت تطبع عليها أوامر ومراسيم. كما استخدمت النقود وسيلة للإعلام عن الثورات والحركات المناهضة للخلافة. مرآة عاكسة أما عن الهدف من اهتمامه بالمسكوكات، فإن المطيري يؤكد أن هذه المسكوكات تعتبر مرآة عاكسة لتاريخ الحضارة الإسلامية، حيث يستطيع الباحث والمهتم التعرف من خلال القطعة على تاريخ الدولة ونشأتها وحجمها وأهميتها ودورها. أيضاً من خلالها يتم التعرف على قوة وهيبة هذه الدولة فصفاء المعدن يدل على قوة الاقتصاد وجمالية الخط تدل على الاهتمام الثقافي. حول العملات التي استخدمت في منطقة الخليج العربي، قال المطيري: شهدت المنطقة منذ بداية الخلافة الأموية وحتى الآن العديد من العملات وبحكم العلاقة الممتدة بين المجتمع الخليجي استخدمت نقود هرمز وصولاً إلى العصر الحديث الذي استخدمت فيه عملات عدة منها: الكلر النمساوي الذي يحمل صورة ملكة المجر والنمسا ماريا تريزا، البيزة العمانية والشاهي أو القران الفارسي، عملة شركة الهند الشرقية، روبية أم صلعة، روبية الشايب، روبية أم ولد، ثم «روبية أم صنم» التي ظلت قيد التداول حتى عام ? 1959م. وحول معرض «الرايات والشعارات على المسكوكات الإسلامية»، أكد المطيري على أهمية ودور الرايات والشعارات على المسكوكات الإسلامية في تفسير الكثير من الأحداث التاريخية والشواهد الإعلامية، قال: في هذا المعرض نغوص في غياهب الحقبات التاريخية لأنحاء العالم الإسلامي من خلال 46 قطعة نقدية أثرية من المسكوكات التي تعود لتواريخ متعددة، فتمثل للمهتمين صفحات من تاريخ العالم العربي والإسلامي، واستطرد قائلاً: كيف لا والعملات تاريخي تحاكي واقع الدول المتعاقبة، وتعكس جبروت الأمم أو كبواتها بما تحمل من صور لحكام ورموز وأرقام وأنواع خطوط وتواريخ وأسماء بلدان، فيغوص في شيفراتها علماء التاريخ والنميات. نقود الثوار وأشار المطيري إلى أن مقتنيات المعرض تضم: عملات تمثل الخلافة الأموية والعباسية، الفاطمية، دولة المرابطين والموحدين، الدولة السامانية، السلجوقية، السلفادية، الإيلخانية، النجاشية، الصليحية، الزريعية، الاخشيدية، الوجيهية. إضافة إلى نقود الثوار كثورة أبو السرايا السري أبو منصور في خلافة المأمون، وثورة صاحب الزنج، وثورة صاحب الحمار أبو يزيد مخلد بن كيداد، وثورة المعز بن باديس في القيروان، وثورة عبدالله بن معاوية على الخلافة الأموية. وأضاف المطيري من القطع المهمة المعروضة، درهم محمد الأمين سك بمناسبة بيعته لأبنه موسى الناطق بالحق وعزل المأمون من ولاية العهد، ودرهم الخارجي قطري بن الفجاءة ضرب سنة 75 هـ على الطراز الساساني، ودينار إيلخاتي أبو سعيد بهادر خان، مدينة السلام بغداد سنة 717 هـ، ودينار محمد بن تغلق شاه دهلي سنة 736 هـ، ونقود الثائر العلوي الحسن بن زيد في طبرستان. متحف دبي للمسكوكات حول متحف المسكوكات في دبي، قال المطيري إن المتحف افتتح سنة ?2010م. يضم عملات مختلفة ومتعددة واكبت مسيرة وأحداث وتطورات الدول بالمنطقة العربية والعالم. وهناك عملات نادرة لدويلات نشأت في بلاد فارس وما وراء النهر، إضافة إلى عملات للدولة القرخانية التي نشأت في أقاليم الصين الشمالية، وعملات لدويلات نشأت في الهند كدولة بني تغلق والأباطرة المغول.