دبي- 'الاتحاد': 'إذا اشتكى ساكنو أحد المباني بانتظام من ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا، فإن السبب يمكن أن يكون المبنى نفسه وليس الفيروس أو المرض'!
ربما تقرأ الجملة السابقة وتشك في أن قائلها مجرد مستأجر متعنت أو تتهم قائلها بخلل ما في قواه، لكن عندما تعرف أن قائلها أحد خبراء إدارة المرافق فلا شك أنك سوف تواصل قراءة ما يقوله· الخبير هو أزهر شريف، الرئيس التنفيذي لشركة سيرفيس ديزاين تكنولوجي انترناشيونال، الذي حث شركات تطوير المباني في الشرق الأوسط أن يأخذوا ظاهرة 'المباني المريضة' على محمل الجد· وقال في اليوم الختامي لمعرض اف ام اكسبو، المتخصص في إدارة المرافق في دبي:' عندما يشتكي قاطنو المباني من أعراض كالآم في العيون، وحلق جاف وإصدار صفير عند التنفس ومرض عام، يجب عدم إهمال هذه الأعراض لأنها يمكن أن تكون ناتجة عن بيئة المباني والقاطنين فيها· لذا من الضروري إحضار أخصائيين لتحديد المشكلة وتصحيح تدفق الهواء في داخل المباني من أجل تحسين بيئتها وتقليص استهلاك الطاقة'·
ووفقاً لشريف فإن من أسباب هذه الأعراض نظم التهوية الصحية والمركبات العضوية في الهواء والغبار وقلة الإضاءة الطبيعية·
وشدد شريف على ضرورة تهوية المباني بصورة جيدة وصيانة أجهزة ومعدات تكييف الهواء بانتظام لتفادي انبعاث روائح كريهة وتراكم البكتيريا في المباني·
وإذا لم تؤخذ صيانة المعدات والأجهزة الميكانيكية والكهربائية ونظم الصرف الصحي بعين الاعتبار، فمن الممكن ان تنتج عن ذلك أضرار كبيرة للقاطنين وشركات تطوير العقارات· وأضاف شريف:' يجب العناية بالسجاد والأثاث وتنظيفها بانتظام للحيلولة دون التسبب بالحساسية والأمراض، كما تلعب الإضاءة الاصطناعية دوراً كبيراً في الصحة العامة للقاطنين·
وأشار إلى أن 'الإصغاء لما يقوله القاطنون يقلص أية مشكلة إلى النصف كأدنى حد'·
وأوضح خبراء أن مفهوم إدارة المرافق العامة على توفير إدارة متكاملة لمختلف أنواع المباني والمنشآت، وتقوم الشركات المتخصِّصة في إدارة المرافق العامة بالإشراف على إدارة المباني منذ البدء بتشييدها، وخلال دورة حياتها حيث توفر مجموعة متكاملة من الخدمات مثل تحديد استراتيجية العقار وإدارة المساحات المتاحة والطاقة وصيانة المباني وإدارتها وتشغيلها وإدارة عقودها·
وتشهد صناعة إدارة المرافق حالياً ازدهاراً هائلاً في سوق منطقة الشرق الأوسط الذي قدر الخبراء حجمه الحالي بحوالي 144 مليار دولار أميركي في دبي فقط·
عدد اليوم
