السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شبح الإدارتين يطغى على إقليم كردستان العراق

شبح الإدارتين يطغى على إقليم كردستان العراق
17 أكتوبر 2017 23:31
باسل الخطيب (السليمانية، أربيل) رجحت مصادر كردية مطلعة أمس، عودة أوضاع إقليم كردستان العراق إلى نظام الإقليمين أو الوحدتين الإداريتين السابق، أو العودة للحكم الذاتي تحت مظلة بغداد بأفضل الأحول، وخسارة الصلاحيات والامتيازات وأوراق الضغط واسعة النطاق السابقة، واعتبرت أن ما حصل منذ إجراء استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر 2017، وحتى إعادة سيطرة الحكومة العراقية على كركوك، يشكل تدجيناً لرئيس الإقليم مسعود بارزاني وحزبه الديمقراطي الكردستاني، وتلقينه درساً قاسياً لخروجه على الإرادات العراقية والإقليمية (الإيرانية - التركية خصوصاً)، والأهم منها عدم استماعه النصائح الأميركية والأممية. وأضافت أن فقدان بارزاني السيطرة على النفط والمعابر الحدودية واستمرار سياسة خنقه اقتصادياً، ستجعله يعاني وضعاً غاية في الصعوبة والتعقيد، حد العجز عن دفع رواتب البيشمركة والموظفين، مما يفاقم النقمة الشعبية ضده، لاسيما مع احتمالات تقدم القوات العراقية نحو ربيعة وفيشخابور لتفتح معبراً حدودياً مباشراً مع تركيا يغنيها إلى حد كبير عن تلك الموجودة عبر إقليم كردستان. وبينت أن على بارزاني القبول بنتائج مجازفته أو بالأحرى مقامرته، وتقديم استقالته سواء من رئاسة الإقليم أم الحزب الديمقراطي، وفسح المجال لقيادات جديدة قادرة على إعادة ترتيب الأوضاع داخلياً وعراقياً وإقليمياً وعالمياً. وألمحت تلك المصادر إلى الاتفاق الذي رتب له قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مع جناح عائلة طالباني المتنفذ في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ووضع لمساته الأخيرة بافل النجل الأكبر لطالباني، مع قيادة مليشيات «الحشد الشعبي»، بنحو يؤمن استمرار سيطرة العائلة على الحزب وتولي بافل طالباني عرش والده، وإمكانية استحداث إقليم جديد يضم السليمانية حلبجة ومناطق من كركوك، وتشكيل حكومة جديدة لا يهيمن عليها الديمقراطي، على أن تدار محافظة كركوك بصورة مشتركة، فضلاً عن إعادة فتح مطار السليمانية الدولي ومعابرها الحدودية مع إيران ودفع رواتب موظفيها والقوات الأمنية التابعة للاتحاد من قبل الحكومة الاتحادية، وتسليم نحو 17 قضاءً أو ناحية أو منطقة كانت تحت سيطرة الحزب لبغداد، وهو ما يحظى بتأييد قوى سياسية ونواب في السليمانية وكركوك. وبشأن مستقبل الحزب الديمقراطي، رأت المصادر أن نفوذ الحزب سيقتصر على دهوك وجزء من أربيل، لكنه سيبقى رقماً مهماً في المعادلة الكردية كما العراقية، رغم تدجينه وفقدانه الكثير من عوامل قوته، معتبرة أن الأميركيين أرسلوا إشارات واضحة ومباشرة خلال الأزمة الحالية، مفادها أن العراق هو الأهم، وأنهم لا يمكن أن يجازفوا بخسارة تركيا، رغم أنهم لا يريدون خسارة حلفائهم الكرد بعامة والحزب الديمقراطي بخاصة. وفي السياق ذاته، انضم برهم صالح إلى القوى السياسية الداعية لتشكيل حكومة انتقالية في كردستان لانتشاله من الوضع الراهن، والبدء بحوار بناء مع بغداد، وسط تفاقم مشاعر الإحباط وخيبة الأمل في الشارع الكردستاني وسخطه على السياسيين عامة وحزبي الديمقراطي والاتحاد خاصة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©