الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مصدر» تسهم في إطلاق مبادرة عالمية لتعزيز أمن الطاقة

«مصدر» تسهم في إطلاق مبادرة عالمية لتعزيز أمن الطاقة
16 يناير 2013 22:48
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - أطلقت كل من “مصدر” ومعهد السلام الدولي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل بأبوظبي أمس، مبادرة عالمية جديدة تستهدف تعزيز أمن الطاقة. وتنص المبادرة على تشكيل مجموعة عمل جديدة حول الطاقة والأمن تهدف إلى دراسة دور الطاقة في إرساء الأمن والاستقرار، وتعزيز الآليات الدولية لتكثيف التعاون والمساهمة في الحيلولة دون وقوع النزاعات المرتبطة بالطاقة. وشهد إطلاق المبادرة خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بمركز أبوظبي للمعارض، كل من الدكتور سلطان الجابر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون الطاقة وتغير المناخ والرئيس التنفيذي لـ”مصدر”، وتيري رود لارسن رئيس معهد السلام الدولي، وكانديه يومكيلا المدير العام لمنظمة التنمية الصناعية “اليونيدو”، وشارك في النقاش الرئيس الإيسلندي أولافور جريمسون . وقال الدكتور الجابر في كلمته أمام المؤتمر، إن التنافس على الموارد سيزداد في المستقبل، في ظل الطلب المتنامي على الطاقة والذي من المتوقع أن يرتفع بنسبة تصل إلى 50% على مدى السنوات العشرين المقبلة، مما يجعل الطاقة جزءاً لا يتجزأ من الأمن العالمي. وأكد أن اتخاذ الخطوات الجادة الهادفة إلى التصدي لتحديات الطاقة، ستسهم بشكل فعال في إرساء السلم والاستقرار في العالم، موضحاً أن النجاح في هذه المهمة يتطلب إشراك نخبة الخبراء من القطاع الخاص والحكومات ومجتمع الباحثين والعلماء، وتوفير منصة لتعزيز التعاون فيما بينهم. وستقوم مجموعة العمل الجديدة، بدراسة الآليات الدولية الحالية الرامية إلى منع ونزع فتيل الأزمات ذات الصلة بالطاقة، إضافة إلى مراجعة الدروس المستفادة من التجارب السابقة، وتحديد تدابير بناء الثقة التي أثبتت نجاحها وفعاليتها. وبحسب مسؤولين بمعهد السلام الدولي، فإن مجموعة العمل ستنظر في الدور الذي يلعبه القطاع الخاص لتعزيز التعاون في مجال الطاقة، وستركز على عدد من المناطق التي تعد عرضة للنزاعات ذات الصلة بالطاقة، لاسيما المنطقة القطبية الشمالية، وآسيا الوسطى والقوقاز وبحر قزوين، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى غرب أفريقيا. من جانبه، أكد المدير العام لمنظمة اليونيدو أهمية العلاقة الوثيقة بين توافر الطاقة والاستقرار الأمني، لاسيما في المناطق الفقيرة أو تلك التي تشهد نزاعات، مضيفاً أن أكثر من 1,3 مليار شخص يعيشون بلا مصدر للطاقة، كما أن شعوباً عديدة في أفريقيا لا تجد إنارة لمنازلها، وتبحث عن مورد للطاقة لطهي طعامها. وأشار إلى أن المبادرة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة “الطاقة للجميع” تؤكد ضرورة أن تتوافر الطاقة لجميع الشعوب في العالم، لاسيما في المناطق التي تعاني نقصاً شديداً في الطاقة، وشحاً في الغذاء. وأشاد بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات ومن خلال مبادرة مصدر في إيجاد علاقة وثيقة بين توفر الطاقة وإرساء الأمن، داعياً المنظمات الدولية المالية ممثلة في البنك الدولي في القيام بدور محوري في تمويل المشاريع القائمة على الطاقة البديلة. وعلى هذا الجانب، ركز الرئيس الآيسلندي في مداخلته، مضيفاً أن الإمارات نجحت من خلال سياستها الخارجية في التأكيد على العلاقة الوطيدة بين الأمن والطاقة، وهو ما يجب أن تسعى له كافة حكومات العالم. وأشار إلى نزاعات عدة حول مناطق مختلفة في العالم بسبب شح موارد الطاقة التي يجب أن تتوافر للجميع، كما تدعو مبادرة الأمم المتحدة. بدوره، قال رئيس معهد السلام الدولي خلال كلمته أمام المؤتمر “ينبغي أن تكون الطاقة محركاً للتنمية والتعاون لا مصدراً للنزاعات والتوتر”. واستشهد بمجموعة من الأمثلة التي تعكس مدى تأثير التنافس على موارد الطاقة في زعزعة الاستقرار، ومن بينها التوترات في كل من شمال العراق وجنوب السودان ومنطقة دلتا النيجر وشرق البحر الأبيض المتوسط. وأوضح أن هدف المجموعة هو جمع نخبة متميزة في مجالات الطاقة والأمن من أجل تعزيز السياسات التي أثبتت جدواها، وبما يسهم في الحد من التوترات المرتبطة بموارد الطاقة. وأكد أن “مصدر” تتمتع بإمكانات كبيرة تؤهلها للقيام بدور ريادي في مجموعة العمل، لارتباطها بحكومة دولة الإمارات، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات، إضافة إلى المكانة المرموقة التي تحظى بها بين كبريات شركات الطاقة، ومؤسستها البحثية المتطورة. وأشاد لارسن بجهود دولة الإمارات في سياستها الخارجية التي تدعم توافر الطاقة للجميع، وخص في ذلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومدينة “مصدر” للمساهمة في إطلاق المبادرة التي دعا جهات مانحة ومشاركين وخبراء إلى الانضمام إليها ودعمها. وقال إن الأمانة العامة لمجموعة العمل الجديدة ستتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقراً لها، حيث تتواجد منظمة الدول العالمية المصدرة للبترول “أوبك” ومنظمة اليونيدو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©