الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن ودلالات العودة إلى القواعد الآسيوية

24 يونيو 2012
جريج ويتلوك محلل سياسي أميركي في الوقت الذي تجري فيه إدارة أوباما مراجعة شاملة لاستراتيجيتها الآسيوية كرد فعل على قوة الصين الصاعدة، ينظر الجيش الأميركي إلى إمكانية الرجوع إلى بعض القواعد العسكرية القديمة التي يعود بعضها إلى آخر صراع خاضته أميركا في المنطقة، متمثلاً في حرب فيتنام. ففي الأسابيع الأخيرة كثف "البنتاجون" مناقشاته مع تايلاند بشأن إنشاء موقع للإغاثة من الكوارث في إحدى القواعد الجوية الأميركية القديمة، التي كانت تستضيف طائرات B-52 خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ويضيف المسؤولون الأميركيون أنهم مهتمون أيضاً بزيارات أكثر للموانئ التايلاندية وإجراء طلعات جوية مشتركة بغرض المراقبة لضمان انسيابية أكبر لطرق التجارة والتحركات العسكرية. وفي فيتنام المجاورة قام وزير الدفاع "ليون بانيتا" بأول زيارة لمسؤول أميركي رفيع إلى البلد لتفقد القواعد البحرية والجوية في خليج "كام ران"، وذلك منذ انتهاء حرب فيتنام، مشيراً إلى "الإمكانات الهائلة"، التي تتيحها فيتنام واحتمال عودة السفن الأميركية إلى الميناء ذي المياه العميقة. ولم يقتصر الأمر في الجولة الآسيوية على بلد بعينه، فعدا فيتنام وتايلاند يحاول المسؤولون الأميركيون تطوير العلاقة مع الفلبين فيما يتعلق بالقاعدة البحرية بخليج "سوبيك" والقاعدة الجوية السابقة المعروفة بقاعدة "كلارك"، والتي كانت إحدى أكبر المنشآت العسكرية الأميركية في آسيا. وبعدما تخلت أميركا طيلة عقود خلت عن قواعدها العسكرية في العديد من البلدان الآسيوية تنامى الاهتمام مؤخراً بالمواقع القديمة وسط الانشغال بصعود الصين في المنطقة ومطالبتها ببعض المناطق الحدودية في آسيا، وهو ما دفع بلداناً مثل تايلاند وفيتنام والفلبين إلى فرش السجاد الأحمر ترحيباً بالعودة الأميركية إلى المنطقة وإن كان ذلك يتم حتى هذه اللحظة بحذر كبير. وأمام هذا الترحيب الآسيوي بالعودة الأميركية إلى قواعدها القديمة انتقل قادة البنتاجون على عجل إلى المنطقة لتسريع التفاوض حول تمتين العلاقات، وقد اقتصر التقارب مع تلك البلدان حتى اللحظة على القيام بخطوات محدودة مثل إجراء زيارات لبعض الموانئ والقيام بتدريبات عسكرية مشتركة. لكن الإدارة الأميركية، تتطلع إلى أن تقود هذه الخطوات إلى تواجد عسكري أميركي أكبر في المنطقة، وعن هذا الموضوع يقول أحد المسؤولين البارزين في وزارة الدفاع الأميركية رفض الإفصاح عن اسمه "تكتسي المواقع التي تتطلع أميركا للعودة إليها في آسيا بعداً رمزياً، لأنها كانت هناك يوماً ما، واليوم يبقى أن نتصالح مع تلك الرموز بالعودة إليها مجدداً". وفيما دأبت الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية على زيارة المواقع العسكرية في البلدان الآسيوية الصديقة وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة معها، اتخذت المباحثات مع تلك البلدان طابعاً استعجالياً منذ شهر يناير الماضي، عندما أعلن أوباما عن التغيير في الاستراتيجية الأميركية تجاه آسيا بعد عقد من الحروب في العراق وأفغانستان. وقد نفت الإدارة الأميركية، أن يكون اهتمامها المستجد بقواعدها القديمة في آسيا يرمي إلى احتواء الصين التي أخافت عدداً من جيرانها بعدما طالبت بأراض ومناطق في بحر جنوب الصين الغني بالموارد، بالإضافة إلى مناطق أخرى في بحر شرق الصين، بحيث أكد المسؤولون الأميركيون أن هدفهم الأساسي يكمن في الحفاظ على الاستقرار من خلال تأمين حرية الملاحة وضمان استمرار التجارة الأميركية مع الاقتصادات الأكثر نمواً في العالم بما فيها الصين. لكن محللين آخرين أفادوا بأن التغيير في الاستراتيجية الأميركية تجاه آسيا والعودة إلى القواعد العسكرية القديمة هي إجراءات ضرورية لطمأنة الحلفاء، بأن واشنطن ستحترم التزاماتها الأمنية وستلعب دور الضامن للتوازن إزاء الصعود الصيني، وذلك رغم تقليص الولايات المتحدة لموازنة الدفاع. وفي هذا السياق، يقول "باتريك كرونين"، المدير البارز في برنامج آسيا والمحيط الهادي بمركز القرن الأميركي الجديد بواشنطن "إنها لعبة طويلة ومستمرة، فأميركا تقوم بأحسن ما لديها بالإمكانات الموجودة حالياً في آسيا، وهي إمكانات كبيرة على كل حال ستساعدها على العودة مجدداً إلى قواعدها القديمة، والسؤال الذي يطرحه الجميع سواء في أميركا، أو في المنطقة هو ما إذا كان ذلك قابلاً للاستدامة". فبعد سنوات من إهمال الولايات المتحدة، لتايلاند التي شهدت انقلاباً عسكرياً في 2006 عاد المسؤولون الأميركيون ليكتشفوا بانكوك مجدداً، بحيث اعتبرت زيارة رئيس هيئة الأركان، "ديمبسي"، إلى العاصمة التايلاندية الأولى من نوعها لأكثر من عقد من الزمن، ومن المقرر أن يعقب هذه المحطة زيارة أخرى إلى تايلاند يقوم بها خلال الشهر المقبل نائب وزير الدفاع، "آشتون كارتر". ويناقش البلدان إمكانية إنشاء موقع عسكري مشترك لمواجهة الكوارث الطبيعية التي تضرب تايلاند، لا سيما الأعاصير الاستوائية المدمرة والكوارث الطبيعية الأخرى التي تضرب المنطقة بين الفينة والأخرى محدثة أضراراً بشرية كبيرة، ومن المتوقع أن يختار الطرفان القاعدة البحرية الملكية "أوو تابو" البعيدة بحوالي تسعين ميلاً جنوبي بانكوك. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©