دبي- علي مرجان:
رفعت معظم العائلات في الدولة حالات التأهب القصوى مع انطلاق أول أيام ماراثون امتحانات الشهادات العامة أمس والتي خاضها نحو 33648 طالبا وطالبة على مستوى الدولة، وقد ظهرت شكوى من امتحان مادة الرياضيات ، بينما خرج الطلاب من امتحان مادة التاريخ في منتصف الوقت، ويؤدي الطلاب اليوم امتحان الورقة الثانية في مادة الرياضيات للقسم العلمي بينما يخوض طلاب القسم الأدبي امتحان مادة الأحياء·
وقد بدأ يوم أمس منذ السادسة والنصف صباحا بتوجه رؤساء اللجان لاستلام نماذج الأسئلة من الكنترول الرئيسي في دبي، ومع دقات السابعة والنصف صباحا بدأ الطلاب والطالبات في التوافد على مقار لجان الامتحانات·
'الاتحاد' تابعت التفاصيل منذ لحظة دخول الطلاب إلى مقار اللجان ثم القاعات وحتى انتهاء يوم امتحاني شاق·
البداية كانت من لجنة مدرسة آمنة بنت وهب للتعليم الثانوي والمخصصة لطالبات القسم العلمي، حيث قالت جميلة عاضد رئيسة اللجنة قبل انطلاق الامتحانات بساعة كاملة : انتهينا من الاستعدادات لاستقبال الطلاب، وداومنا طوال الفترة الماضية صباحا ومساء، مشيرة إلى أنه سيتم السماح للطالبات بدخول اللجان قبل موعد الامتحان بحوالي 15 دقيقة·
التكييفات كانت تمارس عملها هي الأخرى منذ السادسة صباحا ، والمياه المعدنية المبردة في انتظار الطالبات بعد تعاون بين وزارة التربية وجمعيتي الاتحاد التعاونية وجمعية الإمارات·· أما الطالبات فمنهن من افترش الأرض ، وأخريات غرقن في المراجعة النهائية من الملازم التي حملتها أياديهن·
تقول هالة صلاح مراقبة دور باللجنة: لدينا 290 طالبة مقسمين داخل 18 قاعة وراعينا أن لا تزيد أعدادهن عن 18 طالبة في كل قاعة، ولم تقتصر الإرشادات التي تتعلق بموعد الامتحانات والأماكن المخصصة لجلوس الطالبان بمقر اللجان مقار اللجان على مداخل اللجان فقط ، بل قمنا بوضع تلك الإرشادات داخل قاعات جلوس الطالبات·
حالة من التفاؤل الممزوج بقلق نسبي سيطرت على الطالبات، والكلام على لسان دانه الخياط الطالبة بالمدرسة الأهلية الخيرية · وتوافقها مروة بني هديل مشيرة إلى أنها على استعداد لاستقبال الورقة الامتحانية بشجاعة وثقة وهدوء·
زحام الدقائق الأخيرة
على الجانب الآخر كان طلاب القسم الأدبي الذين سيؤدون امتحان مادة التاريخ في لجنة مدرسة المهلب للتعليم الثانوي أقل سرعة في الحضور إلى مقار اللجنة، ومع دقات الثامنة وعشر دقائق توافد الطلاب محدثين زحاما أمام اللوحة الإرشادية في بهو اللجنة، كانت تبدو عليهم علامات سهر مضني، وداخل غرفة الكنترول، جلس أحمد الملا - رئيس اللجنة يتابع استعدادات اللحظات الأخيرة·· سألناه وأجاب: بدأنا العمل منذ وقت مبكر، وعلى مدار الساعات القليلة الماضية كان هناك تنسيق بين رؤساء اللجان ومنطقة دبي التعليمية، وتلقيت اتصالا هاتفيا مساء أمس من سعادة أحمد بن فارس مدير منطقة دبي التعليمية للوقوف على أدق التفاصيل والترتيبات الخاصة باللجنة خصوصا وأنها من اكبر اللجان عددا من حيث طلابها الذين وصل عددهم إلى 355 طالبا يتابعهم 50 ملاحظا و7 مراقبين·
مفاجأة خاصة
وبينما تشير الأوضاع إلى أن الهدوء التام سيصبح شعار تلك اللجنة، إذ بمفاجأة غريبة تسيطر على الأجواء، فهناك ثلاثة طلاب من المكفوفين لديهم لجنة خاصة ولجنة السير لا تعرف عنهم شيئا··جلس الطلاب الثلاثة في الانتظار وقد أصابتهم حالة من التوتر لأنهم لا يحملون أرقاما للجلوس ولا يعرفون إلى أي القاعات سيتوجهون ·· اصطحب المرشد اثنين منهم إلى القاعة والثالث إلى غرفة التمريض·
يقول محمد راشد حمد - أحد طلاب اللجنة الخاصة - : لا يوجد تنسيق منذ البداية، ولولا أن حضرنا مبكرا في تمام السابعة والنصف لنخبرهم بأننا لجنة خاصة لما حصلنا على أرقام الجلوس·
قاطعه نبيه عبادة متسائلا : من يتحمل مسؤولية تأخرنا في استلام نماذج الأسئلة حتى الآن، وتحسس بأصبعة ساعة يده ليجدها قد اقتربت من الثامنة وخمسين دقيقة·
في تلك اللحظة تصادف حضور سعادة خليفة بن فارس مدير منطقة دبي التعليمية في جولة تفقدية ·· وتوجه إلى الطلاب بعد أن أنهى مشكلة الطالب غالب مسند الذي تأخر عن موعد اللجنة بحوالي 20 دقيقة ·· غالب بدا متوترا ودخل في نقاش طويل مع مراقب الدور حول أسباب تأخره والتي انحصرت في بعد مقر اللجنة عن سكنه·
أمام طلاب اللجنة الخاصة وقف مدير منطقة دبي التعليمية يقلل من حجم المشكلة حتى لا تتأثر الحالة النفسية للطلاب المعروف عنهم تفوقهم دراسيا طوال مراحل التعليم السابقة، وخلال دقائق معدودة تم تخصيص ملاحظا لكل منهم ·· يقرأ عليهم الأسئلة ويكتب إجاباتها من أفواههم ·
ولكن تخصيص 3 ملاحظين لكل منهم أثر على اللجان الأخرى ليقرر مدير منطقة دبي التعليمية زيادة عدد الملاحظين لتلك اللجنة بعد أن قال رئيسها بأنه يريد خمسة ملاحظين لسد العجز المفاجئ ·
طلاب القسم الأدبي في لجنة المهلب والذين أدوا مادة التاريخ أكدوا أن الورقة الامتحانية في مستوى الطالب المتوسط باستثناء سؤال وحيد اشتكى بعضهم من صعوبته لكنهم قالوا بأنه لتحديد المتميزين، واتفق الطلاب أن أسئلة 'اختر' لعبت دورا كبيرا في التسهيل عليهم ، لدرجة أن منهم من خرج من اللجنة بعد اكتمال نصف الوقت المحدد للامتحان·
مراقبة الآلة الحاسبة
بعد انتهاء الجولة في لجنة المهلب التي شهدت حالة غياب واحدة ، انتقل مدير المنطقة التعليمية إلى لجنة مدرسة المدينة المنورة التي استقبلت الطالبات من القسم العلمي، ليتابع إشكالية المكيفات التي لم يتم التمكن من تركيبها كاملة نظرا لعيوب في شبكة الكهرباء·
وقالت فاطمة خلفان رئيسة اللجنة: لا أنكر حرارة الجو ، وقمنا بنقل الطالبات اللاتي كان مقررا لهن الجلوس في قاعات بالدور العلوي إلى الدور الأرضي، وكان للجنة المسرح ' الحارة' هي الأخرى دور في مواجهة الأمر حيث استقلبت 46 طالبة في مكان واحد·
وأضافت: لم يتم ابلاغنا بالتعليمات والضوابط التي يجب على الطالبات الالتزام بها·
ورد خليفة بن فارس: ربما لم تدرك طالبات المدارس الخاصة الإجراءات والضوابط التي تتعلق بلجان السير، مشيرا إلى انه هناك متابعة لنوعيات الآلة الحاسبة التي يستخدمنها خصوصا وأن طالبات التعليم الخاص يستخدمن نوعيات مختلفة عما هو متعارف عليه·
عدد اليوم
