الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التاريخ يقول: «أزمة لاجئين» أدت إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية !

التاريخ يقول: «أزمة لاجئين» أدت إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية !
30 يناير 2017 16:27
وسط التفسيرات المتعددة التي يسوقها المؤرخون لانهيار الإمبراطورية الرومانية والتي تفوق الـ 200 تفسير ونظرية، بدأ البعض في تبني تصورٍ؛ يبدو ذا صلةٍ بالأحداث التي يشهدها العالم في الفترة الحالية، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الأميركية الأخيرة ضد القادمين وطالبي اللجوء من بعض الدول. ففي مقالٍ نُشر على موقع Quartz الإلكتروني الأميركي، اعتبرت الكاتبة الإيطالية أناليسا ميرللي أن سوء معاملة الرومان للاجئين تدفقوا على امبراطوريتهم قبل وقت قصيرٍ من بدء الأحداث التي قادت في نهاية المطاف إلى سقوطها، ربما شكل العامل الرئيسي في تفكك تلك الإمبراطورية وزوال مجدها. فبحسب المقال؛ تُعزى بداية تلك الأحداث عادةً إلى معركة دارت عام 378 بين قوات الإمبراطورية الرومانية من جهة والقوط – وهم عبارة عن قبائل جرمانية شرقية - من جهة أخرى في منطقة أدريانوبل، الواقعة في شمال غرب تركيا الحالية، بالقرب من حدودها مع كلٍ من اليونان وبلغاريا. وانتهت تلك المعركة، التي وُصفت بالملحمية، بانتصار القوط الذين كانوا قد تدفقوا على أراضي الإمبراطورية الرومانية قادمين مما يُعرف حالياً بدول شرق أوروبا. وبدا ذلك الانتصار مفاجئاً بشدة حينذاك، فالقادمون الجدد هؤلاء، كانوا قد اضطروا إلى النزوح من أماكن سكناهم، فراراً من غزاة رُحْل يُعرفون باسم «الهون» قَدِموا – بدورهم - من القوقاز وآسيا الوسطى. وترى ميرللي في مقالها – الذي استعرضته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية – أن الطريقة التي عامل بها الرومان القوط هي التي حولتهم إلى أعداء، بدلاً من أن يصبحوا إضافةً تعزز قوة الإمبراطورية الرومانية. فبعد هجرتهم من مناطقهم الأصلية، استقر القوط في منطقة تراقيا جنوب شرق البلقان، على ضفاف نهر الدانوب. وقد أرسل الرومان جيشاً إلى هذه المنطقة لاستقبالهم، في ظل خططٍ أولية، كانت تقضي باستيعابهم في الإمبراطورية الرومانية مترامية الأطراف. لكن سرعان ما بدأ الرومان في النظر إلى القادمين من شرق أوروبا على أنهم «همج». وزاد الطين بلة أن المسؤولين عن التعامل مع «المهاجرين الأجانب» إلى الإمبراطورية كانوا يتسمون بالفساد، واعتبروا أن قدوم القوط يشكل فرصةً للتكسب من ورائهم واستغلالهم. وهكذا تفشت الأوبئة والمجاعات بين القوط، الذين أُجبر من يتضورون جوعاً منهم على منح أطفالهم للرومان بغرض استرقاقهم، مقابل حصولهم على كلاب للتغذي عليها، حسبما ذكر المؤرخ دبليو.برادفورد سميث أستاذ التاريخ في جامعة أوغلثورب الأميركية. ووصل الوضع إلى شفا الانفجار، بعدما احتجز الرومان ملك إحدى المجموعتين الرئيسيتين اللتين كان القوط ينضوون تحت لوائهما في تلك الفترة، وهو ما كان أسلوباً شائعاً لدى قادة الإمبراطورية الرومانية لفرض السيطرة على المجموعات التي يعتبرونها «همجية». وأشارت الكاتبة الإيطالية إنه على الرغم من إطلاق سراح الملك لاحقاً، فإن هذا لم يحل دون توحيد القوط صفوفهم – بفعل ما لاقوه من معاملة قاسية من قبل الرومان - ليرفعوا السلاح في وجه جيش الإمبراطورية، الذي لم يكن مستعداً للقتال في ذلك الوقت، وهو ما قاد في نهاية المطاف إلى دحره، وإطلاق سلسلة من الأحداث أدت لانهيار إمبراطورية ظلت قائمة ومزدهرة لعدة قرون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©