الإمارات تؤكد حرصها على التعاون الدولي لمكافحة المخدرات

دبي (الاتحاد) - أكد اللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، حرص دولة الإمارات على متانة العلاقات الثنائية بينها وبين مختلف دول العالم في مجال مكافحة المخدرات، ووصفها بالعميقة والراسخة، لكونها مبنية على أسس واضحة في مقدمها تقليل فرص عرض المخدرات عالمياً، وتعزيز وتيرة التعاون الدولي لضرب الرؤوس الكبيرة من تجار المخدرات والمهربين، والتعاون للأخذ بيد الدول التي لم تسمح لها ظروفها التنموية بالتغلب على الصعوبات التي تواجهها في مجال مكافحة هذه الآفة، لتواكب الدول المتقدمة في هذا المجال. جاء ذلك في ورقة العمل التي شاركت بها دولة الإمارات في المؤتمر العالمي التاسع والعشرين لمكافحة المخدرات الذي عقد في جزيرة بالي بإندونيسيا خلال الفترة من 12 إلى 14 يونيو الجاري، بهدف توحيد الرؤى والاستراتيجيات وإيجاد أسس وخطط موحدة وناجعة لمحاربة تجارة وتهريب المخدرات، والعمل على تسهيل تبادل المعلومات وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة. وترأس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المؤتمر، اللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي، في حين ضم الوفد كلا من العقيد جهاد ساحوه مدير إدارة مكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، والعقيد عبد الرحمن العويس نائب مدير إدارة المكافحة الاتحادية في وزارة الداخلية، والمقدم خالد بن مويزة مدير إدارة المعلومات المركزية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي. وافتتح الجلسة العامة للمؤتمر الفريق قوس ميري المدير العام لمكافحة المخدرات في أندونيسيا، بحضور الوزير المفوض الأمريكي السيدة كاميشلايون هارد، ومشاركة ثلاثمائة مسؤول أمني يمثلون 73 دولة من مختلف القارات في العالم. وأوضح اللواء عبد الجليل مهدي أنه تم تقسيم الوفود المشاركة في المؤتمر إلى مجموعات إقليمية لمناقشة القضايا الخاصة بكل مجموعة حيث جاء موقع دولة الإمارات ضمن مجموعة دول وسط وغرب آسيا، التي ناقشت الخطر المتمثل بارتباط تجارة المخدرات بالإرهاب، حيث لجأت المنظمات الإرهابية مؤخراً إلى الاستفادة من تجارة المخدرات بغرض تمويل عملياتها بعد تضييق الخناق عليها من قبل الجهات التي تعمل على مكافحتها، وتجفيف مصادر تمويلها، وكذلك التأثيرات الاقتصادية وإحصائيات الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول من آفة المخدرات، والبرامج التقنية الجديدة المستقبلية التي ستستخدم في السيطرة ومراقبة شحنات السلائف الكيميائية. كما ناقشت الوفود عموماً تنامي التحالفات بين المنظمات الإجرامية، مما يستدعي تضافر الجهود، وضرورة فتح الدول الأبواب على نحو واسع لتسهيل عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية بما يتناسب مع تنامي تجارة المخدرات. وقال إن مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر كانت موضع اهتمام دولي واسع، نظرا لما عكسته من اهتمام القيادة السياسية في الدولة بمكافحة آفة المخدرات، والعمل على تجفيف منابع أي نشاط يتعلق بها تجارة أو تهريبا أو ترويجاً. وقال اللواء عبد الجليل العسماوي إن وفد الدولة قدم عرضاً وافياً عن دور الإمارات محليا وعالميا في محاربة المخدرات والإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية الإماراتية والجهود والاستراتيجيات والخطط التي وضعتها لتطوير إداراتها وأجهزتها الأمنية والمدنية لمحاربة المخدرات والجرائم المنبثقة عنها كغسيل الأموال والترويج الإلكتروني للمخدرات والمؤثرات العقلية. كما قدم الوفد شرحاً وافياً حول إحصائيات خاصة بعمليات تم إحباطها مصحوباً بعرض فيديو لإحدى العمليات الكبرى والناجحة في الدولة، وأكد التزام الإمارات بالتعاون الدولي مع البلدان والجهات المعنية في مكافحة المخدرات. ولفت إلى أن مجموعة دول وسط وغرب آسيا أوصت بتعزيز التعاون بين دولها على مستوى تبادل المعلومات والخبرات بما يخدم الأهداف المشتركة لها، ومد يد العون والمساعدة لدولة أفغانستان لحل معضلة المخدرات التي تعاني منها، والتي تنعكس بصورة سلبية مباشرة على بقية دول العالم، وضرورة إنشاء وحدات داخلية في الإدارات متخصصة بمحاربة غسيل الأموال وسن تشريعات قانونية لمصادرة الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات لتضييق الخناق على التهريب وتجفيف مصادره.