الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيمونو تحديث أم تجريح؟

7 يونيو 2006

من منا الذي لم يسمع أو يتذكر الأغنية الشهيرة التي تغنى بها عدد من المطربين القدامى 'يا أم العباية حلوة عباتك ·· جمالك آية ·· زينة صفاتك'؟! فالتغزل بمن ترتدي العباءة والتعرض لجمالها وصفاتها وبيان مواصفات ما ترتديه بالتحديد لم يكن أمراً سهلاً أو محل عبث أو اطراءً عادياً، لأنه في السابق كان الناس أشد ما يكونون تحفظاً وحذراً بذكر مناقب وصفات الحبيب، فغالباً ما يكون غزلاً غير صريح، أو اعترافاً ضمنياً مهذباً، لا يخدش الحياء، حفاظاً على قيمة الحبيب ومنزلته وصوناً لشرفه واسمه، واحتراماً للقيم والاعراف الاجتماعية التي تستنكر غالباً الغزل المصرح·· هذا كان زمان! ·· أما الآن ولو أن أحدهم فكر بغناء أغنية حديثة 2006 تواكب آخر صيحات أو 'صرعات' العباءات المعاصرة، ترى ماذا يمكن أن يكون المذهب للأغنية؟!، يعني ممكن أن يكون على سبيل المحاولة:- 'يا أم العباية الفتحات ·· عباتك عبايه·· أو بلكونات'؟!!·· تعتبر محاولة بريئة جداً نوعاً ما!·
وبعيداً عن الأغاني، فموضوع العباءة قد شغلني كثيراً منذ مدة متزامناً مع تطوراته، بعد أن لاحظت المقربات مني تحفظاً كبيراً في تدخيل تعديلات قد لا تنسجم مع شخصيتي في شكل وتصميم العباءة التي أرتديها إلا فيما ندر وبشكل غير مبالغ، معللات جمودي وتحفظي هذا بأني لست من البنات' 'الستايل' وغير مرنة ولست مع الموضة! و···· و····، مردفات محاولاتهن اليائسة بأمثال وحكم من نوع متطور يبرر خطواتهن ونزعاتهن الجريئة!·
مثل:- (حشر مع الناس عيد) و(كل ممنوع مرغوب) و(كل اللي يعجبك والبس إللي يعجب الناس)!!، أما أنا فيرضيني صفة:- (دقة قديمة) وبكل فخر!·
لطالما بت أتفاجأ بتصاميم عجيبة ليشيب لها رأس الرضيع لجرأتها، حتى بت أشك بأن ما أرتديه ليست بعباءة وإنما هي في الأصل بدلة رقص شرقي محسنة!
ومنذ القدم كان من صور الوقار للمرأة عباءة الرأس الرائعة إلى أن هبطت إلى الكتف والله أعلم إلى أين ستؤول؟!، وما يؤكد هذه القيمة وخاصة في المناسبات والأعراس بالذات، هو ذلك التميز والخصوصية التي تحظى بها امرأة ترتدي عباءة الرأس، فغالباً ما تكون محطاً للأنظار وموضع احترام بالغ!، بالرغم من بساطة عباءتها التي لزمت شكلها التقليدي الأصيل، وهذه الصورة قد عززت قناعاتي بكثير من الثقة بأن كل شيء قديم وأصيل بلا أدنى شك جميل وموضع تقدير إذا ما حسن توظيفه و'عرضه' إذا أجاز التعبر وذلك بالمحافظة على سماته الأساسية الخاصة، أما اليوم فشكل العباءة بدا أقرب إلى أزياء الفرق الكرنفالية الغجرية 'الجبسي' أو إلى لوحات تشكيلية سريالية متنقلة!·
مسميات عدة وصمت بالعباءة، فحتى العباءة 'أم فتحات' أخذت صفة العباءة كيف؟!، إلى أن تلاقت عباءتنا الغالية بآخر صيحات الموضة ·· 'الكيمونو' حتى تفاجأت بهذا التطور بطرقها ومحاكاتها للثقافة اليابانية!، ولكن الكيمونو الأصلي زي يتسم بالحشمة وبقي اليابانيون من أشد المحافظين على لباسهم غير مهتمين بإدخال تعديلات قد تخفي ملامحه، وغير آبهين بنعتهم بالرجعيين، بل على العكس كانوا ولا يزالون موضع احترام الشعوب لشدة تمسكهم بتقاليدهم العريقة، فيكفيهم وحسب تفوقهم التكنولوجي المشهود للعالم أجمع!'·
ترى ماذا ينقصنا حتى نأبى ألا نحافظ على أصالتنا ومواريثنا الغنية بعد أن أصبح زينا الوطني مستهدفاً وفي عقر دارنا من قبل (المصممين) المصرين على تشويهه ولأغراض مادية فقط؟!، وأخيراً:- أما آن الأوان لإعادة الهيبة للعباءة ولغير العباءة؟!·
همسة:-
كلما كنت بسيطاً ·· كلما كنت قريباً من القلب!
فاطمة اللامي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©