الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جريمة دون عقاب

7 يونيو 2006
منذ بدء الخليقة جعل الله تعالى لكل فعل رد فعل فكما خلق سبحانه العداوة خلق مقابلها التسامح والمحبة، وكما خلق الإحسان جعل أيضاً جزاؤه الإحسان، وكما خلق الجريمة أو المجرم خلق لهما العقاب، ومنذ الأزل اعتاد الناس على أن لكل مجرم عقابه حسب نوع جريمته لكن وللأسف يعيش بيننا عدد كبير من المجرمين دون أن نراهم وقد نالوا عقابهم الذي يستحقون، ينعمون بحرية مطلقة هم ليسوا كفأ لها، هؤلاء المجرمون ليسوا سوى بعض أفراد المجتمع الذي نعيش فيه، حيث أن مجتمعنا يزخر بالعديد من الجرائم التي لا عقاب لها·
* مثلاً الإغفال عن تربية الأبناء التربية الصالحة الحسنة واهمالهم نفسياً وصحياً ودينياً وأخلاقياً هذه تعد جريمة كبرى لأنها برأيي أم الجرائم فلو اهتم الأهل بالتربية السليمة بأطفالهم منذ الصغر لما تفشت في مجتمعنا العديد من الأمراض الأخلاقية المزمنة·
* كذلك استغلال حاجة الناس وفقرهم ومحاولة الضحك على ذقونهم عن طريق ارسال رسائل نصية عبر الهواتف المتحركة تفيد بأن هناك مبلغاً خيالياً بانتظار صاحبه وما عليك إلا ارسال رسالة فارغة على الرقم (·····)!!! تؤهلك مباشرة للدخول في السحب الكبير الذي سيحقق لك كل أحلامك!!! أي هراء هذا وأي أمل كاذب تزرعه تلك الشركات في مخيلة المواطن البسيط الذي يحاول زيادة عدد فرصه بالفوز عن طريق ارسال المزيد والمزيد من الرسائل التي تصل تكلفة إحداها 10 دراهم!!! أليست هذه جريمة؟!!·
* سلب الحريات بأنواعها المختلفة: الفكرية، الدينية، والاجتماعية، وغيرها هو جريمة لا تغتفر فالموظف لا يسمح له بابداء رأيه الصريح في الإدارة التي يعمل بها بسبب مدير متسلط والزوجة يمنع عليها منعاً باتاً مناقشة أمور أسرتها مع زوجها المتخلف المستبد، والفتاة من العيب جداً أن تفصح بكلمة احتجاج أو رفض واحدة في محيط أسرتها لا لشيء إلا لأنها خلقت فتاة!!! والأمر ذاته يسري على الكاتب ذي القلم النزيه، والمفكر الاجتماعي الذي يبحث عن عيوب مجتمعه لمعالجتها، وغيرهما ممن سلبهم المجتمع حرياتهم الطبيعية·
وللحديث بقية··· مريم مبارك الظاهري
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©