السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

45 عاما ًتحت ظلال شجرة الثقافة

45 عاما ًتحت ظلال شجرة الثقافة
1 ديسمبر 2016 21:44
استطلاع: إبراهيم الملا محمد عبدالسميع عبير زيتون ترسم كلمات الأدباء والكتاب والفنانين خريطة زاهية للواقع الثقافي على أرض الإمارات. واقع يتجاوز مداه وحضوره الحاضر البهي والمدهش معرفياً وجمالياً، إلى صناعة مستقبل مغاير يضع الثقافة بكل روافدها في عمق الاهتمام والتوجه والتخطيط والتنفيذ، إنها شجرة المعرفة والتثقيف والعلم التي نبتت على أرض الإمارات، وتمتد فروعها بالظلال والوعي والخير إلى المستقبل، وكما يقول المشاركون في هذا الاستطلاع، فإن الاحتفال باليوم الوطني فرصة للزهو بالثقافة الإماراتية التي فرضت نفسها على العالم طوال 45 عاماً، بما تحمله من قيم عالية وأفكار راقية. بداية يرى الفنان ناصر عبد الله، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أن الاهتمام المبكر بالجانب الأكاديمي وبالبعثات الدراسية إلى الخارج، أفرز العديد من الظواهر الثقافية المبهجة التي نرى ثمارها اليوم على أرض الواقع، بوجود كوادر بشرية وقيادات مخضرمة، استطاعت إدارة الفعاليات بكفاءة واقتدار، ضمن قوس واسع ومتعدد الألوان والأذواق، والاتجاهات. وأوضح أن التنوع الجغرافي والبيئي في الإمارات، أنتج مكوناً ثقافياً منحازاً للحداثة والتجريب، ويوازن أيضاً بين القديم والمعاصر، بل ويستثمر الجوانب التراثية في تقديم ثقافة طموحة ومتقدمة، وغير منفصلة عن جذورها وإرثها التاريخي. من جانبه، يشير الروائي والناشر الإماراتي جمال الشحي، مؤسس دار«كتّاب» للنشر، إلى أن أفضل حدث تحقق في الإمارات هو إعلان عام 2016 عاماً للقراءة، ووصفه بالحدث الفاصل بين ما مضى، وما هو قادم، بالنسبة لمنظومة أو بنية الوعي والفكر والإنتاج المعرفي، مضيفاً أن عام القراءة يقدم مؤشراً قوياً للتوجه المستقبلي لدى القيادة الرشيدة من أجل تحويل القراءة وحب الثقافة والفنون إلى طقس يومي وواقع معيش وملموس في مجتمع الإمارات. الروائية باسمة يونس، تؤكد أن ثقافة تذوق الفنون والآداب تنمو في بيئة إماراتية تقدر قيمة الفن والأدب، وتدرك أهميتهما الروحانية، وتسعى لتعزيزه جنباً إلى جنب، مع دعم النمو الاجتماعي والاقتصادي، ولا شك أن الصروح المهمة مثل معارض الكتب الدولية، والمعالم الجديدة، برهان على الإنجاز الثقافي، بمفهومه الواسع والشامل. أما المنجز الثقافي الأدبي، فهو الآخر قد نال حظه بعام القراءة، وتحدي القراءة والجوائز الثقافية التي تنشد رفع مستوى الفكر والتذوق الأدبي في أكثر من مجال. يقول الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم: «في ظل الاهتمام بالإنسان في الإمارات، واحترام كينونته وإبداعه وفكره، نمت وتطورت الحياة الثقافية، ومن مشاهد هذا التطور معارض الكتب، ونمو حركة النشر وصناعة الكتاب، وانفتاح خريطة الثقافة الإماراتية على التيارات الأدبية العربية والعالمية. ومن أبرز المبادرات والمشروعات الثقافية لعام 2016: افتتاح دار دبي للأوبرا، وما تشهده منارة السعديات من معارض فنية وتاريخية، إضافة إلى أعمال التطوير في العديد من المنشآت الثقافية، منها على سبيل المثال: متحف زايد الوطني، ومتحف «اللوفر أبوظبي»، ومتحف «جوجنهايم أبوظبي». كما شهدت الساحة الثقافية الإماراتية مؤخراً القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «بإنشاء مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم» كمنصة وصرح ثقافي كبير يختص بتوفير سبل الرعاية الثقافية والفكرية والأدبية والفنية، ويحتضن الحضارات والثقافات كافة». التميمة المنقذة تقول الكاتبة الروائية فتحية النمر، إن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالثقافة، واضح وفريد من نوعه، وهذا إنْ دل على شيء، فيدل على إيمان القيادة بما للثقافة من دور كبير في حماية الحياة في هذه الأيام بشكل خاص، فنحن جميعاً نواجه ما لا يخفى على أحد من تحديات، مثل الحروب التي تستخدم أسهل وسيلة لغسل الأدمغة وتغذيتها بالسموم، وحقنها بالأخطاء والأكاذيب.. ونحن لسنا ضد الاستفادة والتلاقح والوعي بالثقافة والفكر والاعتناء بها، ولن يتأتى ذلك إلا بالقراءة، تلك الوصفة السحرية والتميمة المنقذة للإنسان المعاصر. وهذا ما فطن إليه أصحاب السمو الحكام في دولة الإمارات عندما حدد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، عامنا الحالي للقراءة، وهذا لم يحدث في أي مكان آخر غير دولتنا، وهو ما يجب تقديره ورفعه عالياً. سُلم الأدب والثقافة من جانبها، تقول الكاتبة حصة الكعبي: الإنجازات الفكرية والثقافية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة لا تقل عن الإنجازات العُمرانية والاقتصادية والخَدمية، وغيرها في قطاعات الدولة الحكومية والخاصة كافة. وتضيف: عام 2016 شهد ارتقاء سُلم الأدب والثقافة، بقانون القراءة الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فتحولت الهيئات الحكومية والخاصة إلى ورشات عمل معرفية، منها ما يبحث عن أساليب للتحفيز على القراءة، ومنها ما ينظم ورش عصف ذهني لإيجاد طرق مبتكرة تسهم في نشر المعرفة والثقافة لأفراد مجتمع الإمارات كاف بشكل خاص، والوطن العربي بشكلٍ عام. ثقافة السعادة تقول نجاة الظاهري، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: «لا يمكن أن يمر اسم دولة الإمارات، إلا وجاءت معه كل ميادين الحياة مفروشةً في مدى الذاكرة والخيال أيضاً. وللثقافة نصيب لا يمكن أن يغفل، ولهذا عام 2016 خصوصيته الأكبر، لأنه اعتنى بأعظم رافد ثقافي على مر العصور، اعتنى بالقراءة، فالثقافة لا يكاد يخلو منها يومٌ في الإمارات، وآخرها إعلان إنشاء مكتبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكل ما سوف تحويه من منابع ثقافية قديمة ومعاصرة، وفي كل شهر تبرز الثقافة على السطح، إما بمعرض كتاب، أو ندوة ومؤتمر وأمسية ومحاضرة، وإصدار كتاب وقوانين لنشر ثقافة جديدة، تنظم الحياة والشعور، وتعمق الانتماء، وثقافة السعادة، وكل هذا يأتي برعاية لا يضاهي حبها وكرمها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سدد الله خطاه، رعاية لا غبار عليها، ولا خط نهاية لها، فأي ثقافة لها من الحظ ما لثقافة الإمارات؟. الاعتزاز بالتراث الكاتبة موزة عوض تشير إلى أن الإمارات: «سباقة للمعرفة والارتقاء، سواء في تطورها الحضاري أو الاجتماعي أو القرائي»، مضيفة: «قد نعجز عن حصر الكم الثقافي الذي وفرته الإمارات من العلم والمعرفة والثقافة، وكان قيام الاتحاد مقياساً مهماً للإمارات في التطور العمراني والإنساني، فالوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يعكف على زيادة الكم المعرفي، والاهتمام الثقافي، وتوجيه الحياة المجتمعية نحو الاستثمار الثقافي البنّاء. واليوم تبدو المشاهد والإنجازات الثقافية حاضرة تلك التي حرص عليها شيوخنا، حفظهم الله، واستفادت منها أغلب شرائح المجتمع الإماراتي، ورسخت مفهوم القراءة في الدوائر والمؤسسات الحكومية والهيئات التدريسية، واعتماد القراءة الإلزامية بتخصيص ساعات لها، وتسعى الإمارات لاعتماد الثقافة والتعليم والابتكار والتطور الفكري الاقتصادي، بجانب سعيها للاعتزاز بالثقافة التراثية والاهتمام بالإنسان من جوانبه الحياتية كافة». الإبداع الإماراتي يقول سعيد البادي، كاتب وروائي إماراتي: «هنا في الإمارات نؤمن بأن الهوية الثقافية قضية انتماء وولاء، ترتبط بتفاصيل حياة الشعب ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً، بل هي مسألة مرتبطة بالوجود والبقاء. وهناك تسابق بين الشباب في التفاعل مع المبادرات المرتبطة بالثقافة من باب الشعور بالولاء للوطن، والانتماء إليه، وضرورة المحافظة على الموروث الثقافي، وتفعيل وتنشيط الحركة الثقافية، وإبراز الإبداع الإماراتي عربياً وعالمياً. وهنالك وعي لدى المجتمع بأهمية المسألة الثقافية المحلية، ونرى ذلك جلياً في ممارسات الشباب الإماراتي، سواء محلياً أو أثناء وجودهم خارج الدولة، حيث يعكسون ثقافة بلادهم في التسامح وتمسكهم بإرثهم الثقافي، وعاداتهم وتقاليدهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©