عصام أبو القاسم (كلباء) ـ تجري الاستعدادات في المركز الثقافي بمدينة كلباء التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بشكل مكثف وجاد لإنجاز دورة “عناصر العرض المسرحي” التي تنظمها الدائرة، ويغلب الحماس على المشاركين في الدورة البالغ عددهم عشرين متدربا ومتدربة، حيث يجهد كل واحد منهم لتقديم أفضل ما لديه سواء في التمثيل أو الاخراج أو حتى في طرح الملاحظات التقنية؛ بل ثمة نزوع إلى المنافسة يمكن ملاحظته بسهولة بين بعض المشاركين.
“الاتحاد” تابعت فعاليات هذه الدورة، وبدا واضحاً أن كل شيء تم تجهيزه حتى تخرج الدورة بأفضل النتائج فمن الناحية التقنية ثمة مسرح بكامل اللوازم الفنية إضافة إلى صالة للمحاضرات النظرية؛ وقد انتخبت إدارة المسرح بالدائرة مجموعة من الخبراء المحليين والعرب لتدريب المشاركين على كل فنيات العرض المسرحي وتمكينهم من العبور إلى “مهرجان الشارقة الأول للمسرحيات القصيرة” الذي سينظم في المنطقة الشرقية في الثالث والعشرين من سبتمبر تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
عشرة أيام هي الفترة المقترحة لكل مادة عملية “الاخراج والتمثيل والسينوغرافيا”، بواقع أربع ساعات في اليوم وستُكثف مع قرب موعد المهرجان، وقياساً إلى حصة الإخراج التي أشرف عليها المخرج المغربي هشام شكيب، بدت العشرة أيام مناسبة لانجاز اربعة مشاهد قصيرة قدمت للجمهور مساء الثلاثاء الماضي.
كانت اللجنة المعنية بالدورة قد اعدت منذ البداية جملة من النصوص المسرحية القصيرة لكتّاب عرب وغربيين وطرحتها للراغبين في المشاركة حتى يختاروا من بينها وأغلبهم اختار نصوصاً غربية لكتّاب مثل صموئيل بيكت وهارولد بنتر واوغست سترنبيرج وسواهم، وبنهاية الدورة ستتأهل عشرة عروض لخشبة المهرجان؛ ويقدم المشاركون أفضل ما لديهم حتى يستحقوا ان يكونوا بين المخرجين العشرة، إذ تنظم الدورة اختبارات دورية للفرز بين المستويات وصولاً إلى الختام.
فرصة للانطلاق
ويعول المشاركون على مهرجان المسرحيات القصيرة كثيرا ويتمنون أن يكون فرصة لظهورهم واحترافهم المسرح؛ وعلى رغم أن الساحة المسرحية تتوافر على نحو ثماني عشرة فرقة مسرحية إلا ان بعض هؤلاء الشباب يرغب في تأسيس فرقته الخاصة انطلاقاً من المهرجان المنتظر، فيما يأمل البعض الاخر ان يكون المهرجان فرصة لتتعرف عليه الفرق الموجودة فتدعوه مشاركتها عروضها، وعن ذلك يقول المتدرب بدر الرئيسي “اتمنى ان نبرز بشكل جيد في مهرجان المسرحيات القصيرة فهو محطة أولى بالنسبة لنا وإذا نجحنا سيكون بمقدورنا ان نشارك في كل المهرجانات المسرحية الاخرى” وعين الممثل والمخرج الشاب على الدورة المقبلة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية ويحلم بأن يخرج من الدورة ومهرجانها بعرض لا يقل عن عروض المحترفين في “الأيام”.
ويؤكد الرئيسي الذي سبق له ان شارك كممثل في عدد من العروض، ان الدورة مكنته اخراجياً، وينتظر ان ينجح ورفاقه مع نهاية الدورة في اثبات مهارته.
ملك ممثلة سبق لها ان شاركت في مهرجان دبي لمسرح الشباب وهي تقول إنها تشارك في الدورة حتى تعمق معرفتها أكثر، وتشير “لا تتاح الورش المسرحية كثيراً هنا ولكن عندما اعثر على واحدة لا أفوت المشاركة فيها”.
أما سميرة المنهالي التي سبق لها الفوز بعدد من جوائز مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي فتقول “اشكر دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة على تنظيمها الدورة وبرغم من أني امتلك بعض الخبرة، إلا انني حرصت على المشاركة حتى استفيد من كل الاساتذة هنا؛ اما عن طموحي فهو ان انجح في تقديم العرض المسرحي المقبل لصاحب السمو حاكم الشارقة لرعايته الكريمة لنا ولحبنا الكبير له”. تقطع المنهالي مسافة طويلة للوصول إلى موقع الدورة ولكنها سعيدة بذلك وتقول “فائدة الدورة أكبر بكثير من المسافة”.
الحضور
ويقول الرشيد أحمد عيسى المشرف الفني للدورة إن هناك مجموعة أخرى من المشاركين تقطع المسافة بين الشارقة وكلباء حرصاً على حضور التدريبات إلى جانب مشاركين من الفجيرة ويضيف “بعضهم لم يستطع الحضور إلى هنا ولكنه طلب المشاركة في المهرجان وهذا غير ممكن فالمهرجان للمشاركين في الدورة وهو احتفاء بهم وبمواظبتهم”.
نور نواف تسكن الشارقة مثل زميلاتها فاطمة وعبير وسميرة ولكنها لا تحضر يومياً وقد رأيناها تناقش المشرف في الأمر وتؤكد له انها تتمرن في يوم غيابها. يخشى المشاركون ألا يتم قبول اعمالهم اذا تغيبوا ومن هنا يحرص أغلبهم على الحضور. وعند سؤال المشرفة الإدارية على الدورة هدى القايدي أكدت أن صالة التدريبات تشهد حضوراً يومياً لكل المشاركين على رغم من أن لأغلبهم التزامات مهنية.
عدد اليوم
