السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موجات الجاذبية تكشف تاريخ الكون

موجات الجاذبية تكشف تاريخ الكون
18 أكتوبر 2017 21:30
يعوّل العلماء على موجات الجاذبية التي صار ممكناً رصدها بعدما كانت مجرّد تكهّن نظري، في التعرّف على الظواهر الفلكية العنيفة التي تجري في الكون، مثل ارتطام النجوم أو التحام الثقوب السوداء. وتقول كارولين كراوفورد عالمة الفلك في جامعة «كامبريدج» إن رصد هذه الموجات فتح «نافذة جديدة» أمام الإنسان في مراقبة الكون. وتضيف «هذا الاكتشاف يتيح لنا من جهة أن نفهم الجاذبية التي تسيّر الكون ومن جهة أخرى أن نلتقط الرسائل التي تخبرنا عن الظواهر الأعنف في الكون». فما هي موجات الجاذبية؟ هي تموّجات دقيقة جدًا ناجمة عن التشوّه الذي يحدثه وجود الجرم في المكان والزمان، فكما أن حجراً في المياه يولّد تموجّات فيها، كذلك يؤدّي وجود جرم ما في الكون إلى تشوّه في المكان، وأيضا في الزمان، وهذا ما تحدّث عنه آينشتاين قبل أكثر من مئة عام في نظرية النسبية العامة. وكذلك يشبّه العلماء الموجات الناجمة عن تحرّك جرم ثقيل في المكان بالأثر الذي يسبّبه وجود جسم ثقيل على شبكة، وهذه الموجات تسري في الكون ويمكن التقاطها. عن أي موجات نبحث؟ بفضل المرصدين «ليغو» و«فيرغو»، يملك علماء فيزياء الفلك أداة جديدة لمشاهدة الكون وتحديداً الأحداث العنيفة التي جرت فيه والتي لم يمكن ممكناً من قبل أن يطّلع العلم عليها. ويقول عالم الفيزياء الفلكية تيبو دامر «الأمر يشبه الحصول على نظارات جديدة، أو حتى عيون جديدة». والموجات، التي يبحث عنها العلماء على وجه التحديد، هي الناجمة عن حوادث مثل ارتطام نجمين أو التحام ثقبين أسودين. أما الموجات الناجمة عن حوادث أقل حجماً، فتكون ضئيلة جدا بحيث يصعب رصدها. ويقول بونوا مور مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي «نحن نسبح في سيل من موجات الجاذبية حتى وإن كنا لا نشعر بذلك». ماذا يفيد رصد موجات الجاذبية؟ بفضل هذه الموجات، «يمكن أن نتعلم الكثير عن التحام الثقوب السوداء، وهي ظاهرة يبدو أنها أكثر شيوعا بكثير مما كنا نعتقد»، وفقا لباتريك سوتون الباحث في جامعة كارديف. وقد تمكن العلماء أيضا في أغسطس الماضي من رصد موجات ناجمة عن ارتطام نجمين نيوترونيين. والنجم النيوتروني هو نجم صغير الحجم لكنه هائل الكثافة. ويضيف سوتون «من الممكن أن نرصد أجراما جديدة من أنواع لم نكن نتصوّرها من قبل». يرى العلماء أن رصد موجات الجاذبية يشكّل فتحاً جديدا في علم الفلك. ويقول جون بوتروورث الأستاذ في جامعة لندن «إنها نافذة جديدة ترينا الماضي»، لأن الموجات التي ترصدها الأجهزة الحديثة تصل إلى الأرض بعد سفر ملايين ومليارات السنوات في الفضاء. لهذا، هي تؤرخ لأحداث في عمق الكون وأيضا في عمق الزمان. ويستبعد العالِم أن يتمكن العلماء بفضل الموجات من الرجوع إلى الانفجار الكوني الكبير (بيغ بانغ) الذي يعتقد العلماء أنه كان لحظة انطلاق تشكّل الكون، ولكن «قد يقرّبنا منه كثيرا»، كما يقول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©