الجهل بثقافة احترام القانون، والسذاجة الزائدة عن حدها من الأسباب التي أدت إلى دخول (س م و) 30 عاما (آسيوي) في متاهة مأساوية يصعب الخروج منها، موضحا أن أحد تجار المخدرات والذي يسكن بجواره في وطنه الأم «قص عليه» حينما أغراه بالمال دون أن يخبره بنوعية البضاعة التي يتاجر بها.
وبدأت حكاية «س م و» ومعاناته المريرة حينما باشر العمل مع تاجر السموم والمخدرات المخادع في التوصيل إلى المنازل بثقة عمياء أسوة بأصدقائه الذين يعملون في البقالات دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عن سبب ارتفاع أجره مقارنة بالآخرين، أو نوعية البضاعة التي يحملها إلى منازل الزبائن إلى أن وقع ذات يوم حالك السواد في قبضة الشرطة ليحُكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة «الحيازة» أمضى منها خمس سنوات لكنه لا يزال يحسب مرور الأيام والليالي للخروج من هذه المحنة التي كان ثمنها زهرة شبابه.
وقال في حسرة وألم إنه لم يعثر بعد ذلك على أي أثر لجاره اللئيم الذي لم يراع العشرة، أو حقوق الجار.
ويتذكر عائلته التي فقدت المعيل، وشقيقاته اللواتي أصبحن بين ليلة وضحاها بلا سند يحمي ظهورهن من عاديات الأيام، وقهر الليالي، فتلمع دمعة حزينة من عين لم تبصر النور قبل السقوط في بركة الجهل، وعقل لم يفكر قبل أن يثق ثقة مطلقة في الآخرين، لكن الدمعة التي كانت عصية على النزول، ارتدت بسرعة إلى محجرها علها تسقط مرة أخرى في ليل تسكنه الوحدة، ووحشة يبتلعها الظلام.(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
