ميديين (د ب أ)
على بعد نحو ثلاثة آلاف ميل «4800 كيلومتر» ملأت جماهير تشابيكوينسي ملعب فريقها في جنوب البرازيل لليلة الثانية على التوالي لتكريم ضحايا الحادث الجوي الذي راح ضحيته معظم لاعبي الفريق الذي أثارت قصة صعوده من الدرجة الرابعة إلى الأولى في البرازيل ونهائي كأس سودامريكانا إعجاب الجماهير في البلاد.
ومع أضواء الهواتف المحمولة امتلأت المدرجات البالغ سعتها 20 ألفاً وهو ما يعادل عشر سكان المدينة، وأطلقت الجماهير التحية مع وجود فرق الشبان والاحتياطيين في النادي على أرض الملعب.
وقال فرانسيس فابيو «25 عاماً» وهو يحاول مقاومة دموعه: هناك الكثير من العواطف في هذا الاستاد، أشعر كأن هناك مباراة الليلة.
وتسبب فيديو ظهرت فيه الجماهير الكولومبية وهي تردد عبارات التأبين والاحترام لتشابيكوينسي في إثارة العواطف في الاستاد البرازيلي لتبدأ الجماهير في ترديد عبارات مماثلة أيضاً.
ورددت الجماهير في انسجام: دعونا نردد عبر أنحاء القارة لنقول لهم.. سنتذكر دائماً البطل تشابيكوينسي.
بينما احتشد ما يزيد على 50 ألف كولومبي في مدينة ميديين الكولومبية، من أجل تكريم النادي البرازيلي.
ووقعت الحادث الأليم في منطقة جبلية تسمى «سيرو جوردو» يصل ارتفاعها إلى 3 آلاف متر، وتقع في مقاطعة يونيون، على بعد 38 كيلومتراً جنوب مدينة ميديين، و36 كيلومتراً عن مطار خوسيه ماريا كوردوبا ريونيجرو، الذي كانت تقصده الطائرة.
وحمل المشاركون في تكريم الفريق البرازيلي، داخل ملعب «أتاناسيو جيارادوت»، الذي كان من المقرر أن يستقبل مباراة نهائي بطولة كأس سودامريكانا بين تشابيكوينسي وأتلتيكو ناسيونال الكولومبي، الورود وقمصاناً باللون الأبيض، كما أشعلوا الشموع وأدوا الصلوات.
وتسلقت بعض الجماهير المشاكسة الجدران بعد امتلاء المدرجات البالغ سعتها 46 ألفاً قبل ساعة واحدة من بداية المراسم، وأحضر البعض الآخر الزهور وانهمرت دموعهم خلال الوقوف دقيقة من الصمت في الموعد الذي كان محدداً لانطلاق المباراة.
وقالت ليديا الزاتي «41 عاماً»، والتي ارتدت قميصاً أبيض وحضرت مع طفليها، كنا نتوقع مباراة رائعة. هو (تشابيكوينسي) ليس كبيراً مثل ناسيونال لكن لاعبيه كانوا سيقدمون أفضل ما لديهم لذا الليلة نحن جماهير تشابيكوينسي.
وقبل بداية حفل التكريم، أطلق مجلس مدينة ميديين 71 حمامة بيضاء رمزت إلى الضحايا الـ71، الذين لقوا حتفهم على متن الطائرة المنكوبة، التي كانت تقل 22 لاعباً و24 شخصاً آخرين من الجهاز الفني للفريق والركاب و22 صحفياً، إضافة إلى 9 أفراد من الطاقم.
وألقى القنصل البرازيلي، خوسيه سيرا، كلمة خلال الحفل شكر من خلالها السلطات الكولومبية،مؤكداً أن كولومبيا شقيقة حقيقية لبلاده.
وأضاف: في هذه اللحظات المفعمة بالحزن فإن الدعم الذي نلمسه في كل واحد منكم، يمثل عزاءً كبيراً لنا، إنه قبس من النور وسط الظلام.
واستطرد سيرا قائلاً: ليس من قبيل المصادفة أن تكون ألوان الفريقين هي الأخضر والأبيض، الأمل والسلام، بعيداً عن المأساة، كل الشكر لكولومبيا.
جنازة جماعية لـ «الضحايا»
تشابيكو (د ب أ)
أكد مسؤولو نادي تشابيكوينسي البرازيلي نيتهم إقامة جنازة جماعية لكل أعضاء الفريق، الذين لقوا حتفهم في كارثة ميدلين.
وتم الإعلان عن هذه المبادرة من خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الأول داخل مقر النادي البرازيلي، ولم يتحدد بعد موعد إقامة الجنازة، إذ إن تاريخ إقامتها يعتمد على موعد عودة جثث الضحايا إلى البرازيل.
وأكد أحد مسؤولي نادي تشابيكوينسي أن نقل الجثامين سيكون من خلال طائرات تابعة لسلاح الجو البرازيلي، فيما تتولى السلطات في ولاية سانتا كاترينا مسألة تنظيم الجنازة.
ولا يوجد إيضاحات حتى الآن حول الشكل الذي ستكون عليه الجنازة ولا عن كيفية نقل جثث الضحايا من المطار إلى ملعب النادي.
ويرغب تشابيكوينسي في إقامة الجنازة على أرضية ملعب النادي، وأن تستمر عدة ساعات، حيث يمكن بعد ذلك لعائلات الضحايا تشييع ذويهم بشكل منفرد إن أرادوا.
عدد اليوم
