العين (الاتحاد) - خلصت دراسة أجراها فريق من الباحثين بكلية الطب والعلوم الصحية التابعة لجامعة الإمارات، إلى أن معدل الحوادث السنوية لتناول السموم غير المتعمد في الدولة يبلغ 2,35 لكل ألف طفل في سن 10 سنوات أو أقل، لافتة إلى أن معدل تعرض الأطفال المواطنين للتسمم العرضي يبلغ ضعفي ما يتعرض له أطفال الجنسيات الأخرى.
وكان فريق البحث قد جمع البيانات المتعلقة بالدراسة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات ممن وجدوا في غرف الطوارئ في أكبر مستشفيين في مدينة العين، نتيجة لتعرضهم للتسمم، وذلك في الفترة بين يناير وديسمبر 2010، واستبعدت الدراسة الإصابات الناتجة عن التسمم المتعمد وتسمم الجلد ولسعات الحشرات، وبلغ عدد الأطفال الذين شملتهم الدراسة تحت سن 10 سنوات 200 طفل.
وبمقارنة نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة أجريت قبل 14 سنة، أي قبل إنشاء مركز معلومات الأدوية والسموم، تبين الانخفاض الملحوظ في معدل تناول المواد الكيميائية المنزلية العرضي. وحسب ما ذكره الباحثون، فقد يكون ذلك نتيجة لحملات التوعية المكثفة التي قام بها مركز معلومات الأدوية والسموم في هيئة الصحة في أبوظبي الذي تأسس عام 2005، وذلك من أجل رفع مستوى الوعي لدى الأفراد حول مخاطر المواد الكيميائية المنزلية.
ووصف فريق البحث ولأول مرة دور مركز السموم الإيجابي في الصحة العامة الهادف إلى التقليل من مشكلات تسمم الأطفال العرضي في العالم، ويدير مركز معلومات الأدوية والسموم الدكتور ياسر شريف، المؤلف المشارك في هذه الدراسة، وتمتد ساعات العمل في المركز حالياً من الساعة 07:00 صباحاً وحتى الساعة 15:00 مساء من الأحد وحتى الخميس.
وتعتبر حوادث تسمم الأطفال العرضي مشكلة عالمية بين الأطفال، خاصة لأولئك دون سن 6 سنوات، حيث كشفت الدراسة التي قام بها الباحثون التي نشرت حديثاً في الدولة، عن نتائج جديدة تتعلق بهذا الموضوع المهم.
وترأس الفريق البحثي الدكتور سليمان برواني، أستاذ مشارك في طب الأطفال في جامعة الإمارات واستشاري أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال في مستشفى توام التابع لمستشفى جون هوبكنز، ومستشفى العين، وشارك في البحث الدكتور ياسر شريف من مركز معلومات الأدوية والسموم في أبوظبي، وجاءت الدراسة بعنوان “دور مركز السموم في التقليل من حوادث تناول السموم غير المقصود عن طريق استهداف عوامل الخطر الأولية”، كما نشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية المرموقة لطب الأطفال “Pediatric Emergency Care”.
وأشاد الدكتور علي راشد النعيمي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، بجهود فريق الباحثين في كلية الطب والعلوم الصحية بمناسبة الكشف عن دراسة طبية بحثية جديدة تتعلق بمستويات ومقاييس حوادث تسمم الأطفال غير المقصود، وتوجهاتها وعوامل الخطر المتعلقة به. وقال الدكتور النعيمي “انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لمعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى للجامعة، في أن تصبح جامعة الإمارات العربية المتحدة جامعة بحثية رائدة ذات مكانة مرموقة عالمياً، يستمر باحثونا المتميزون في استعراض قدرات الجامعة وإمكانياتها للتصدي للمشكلات المتعلقة بالأطفال عالمياً، والمساهمة بشكل فعال في مجال الصحة العامة، إن نشر هذا البحث في إحدى الدوريات العالمية المرقومة ما هو إلا شهادة على أهميته، وتميز العمل الرائع الذي قام به الدكتور سليمان برواني والدكتور ياسر شريف، ونحن فخورون جداً بهذا البحث”.
عدد اليوم
