الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فيديو .. رمضان في مصر.. "فوانيس" و"خشاف" و"موائد رحمن"

فيديو .. رمضان في مصر.. "فوانيس" و"خشاف" و"موائد رحمن"
13 يوليو 2014 16:46
مع ثبوت رؤية هلال رمضان، يتحول الشارع المصري إلى احتفالية جميلة، تختلط فيها الروحانيات مع الطقوس الرمضانية المتعارف عليها في هذا الشهر الكريم، فتنشط حركة الناس في الأسواق ليقوموا بشراء حاجاتهم. وتتزين الشوارع بالفوانيس الملونة. وما يزيد الشهر جمالا، لعب الأطفال في الشوارع وهم يحملون معهم الفوانيس التي تكتسي أهمية خاصة لدى المصريين. فقد جرت العادة على شرائها للأطفال قبل رمضان، ليخرجوا بها وهم ينشدون الأغنية الشهيرة: "حالو يا حال"، التي اعتادوا على الغناء بها في هذا الشهر. طوال أيام الشهر، تتعطر المتاجر والمحال والمقاهي بأصوات القراء المشهورين ومنهم عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي إضافة إلى أدعية الشيخ محمد متولي الشعراوي للحفاظ على روحانية هذا الشهر الكريم. وللعادات الرمضانية في مصر مذاق خاص وتنوعا كبيرا، لعل أشهرها الموائد العامرة والمائدة الغنية جدا، حيث يبدأ الناس بالإفطار بالتمر والرطب، مع شرب اللبن وقمر الدين والخروب ومشروب "الخشاف". وقد يحلو للبعض أن يشرب العصير الطازج كالبرتقال أو المانجو. بعد العودة من الصلاة، يبدأ الناس بتناول الأطعمة التي تملأ الموائد، حيث تتنافس النساء مع بعضهن في تحضير الإفطار وتبادل العزائم والولائم مع الأهل والأقارب. بعد الانتهاء من الإفطار، لابد من تناول بعض الحلويات. ومن أشهرها في مصر: الكنافة والقطائف والبقلاوة والمهلّبية وأم على وبلح الشام. ما إن ينتهي الإفطار حتى ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد، حيث تمتلئ عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة. وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان، فقد خصصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدين فيه هذه الشعيرة التعبدية. في العشر الأواخر من الشهر، تبدأ صلاة القيام من منتصف الليل حتى وقت السحور. كما يكثر الاعتكاف في المساجد الكبرى. وتصل ذروة الفعاليات الرمضانية في ليلة ختم القرآن؛ حيث يتوافد آلاف المصلين على المساجد الكبرى في القاهرة كجامع "عمرو بن العاص" منذ صلاة الظهر وحتى فجر اليوم الجديد. من الطقوس الرمضانية المصرية تناول السحور. و من أشهر أطباقه، صحن "الفول"، وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية حيث ينتشر باعة الفول في كل مكان، بصوتهم المميز الذي يحث الناس على الشراء. ومن الظواهر الرمضانية المصرية المرتبطة بالسحور أيضاً "المسحراتي"، الذي كان له دور كبير في إيقاظ الصائمين على مدى فترات زمنية طويلة. وعلى الرغم من استمرار هذا التقليد، إلا أنه أصبح رمزيا، حيث اندثرت الوظيفة والمضمون وظل الشكل . وكانت جولات "المسحراتي" تبدأ بعد صلاة العشاء حيث يمر على المنازل ممسكا بيده طبلا وباليد الأخري عصا، ويصاحبه غلامان يحملان أمامه قناديل تنير له الطريق. وينشد بعض الكلمات من مدح الرسول صلى الله علية وسلم ثم ينادي أصحاب البيوت من الرجال بأسمائهم. وقد يقتصر وجود المسحراتي على بعض الأماكن الريفية والحضرية الشعبية، وقد ساهمت وراثة المهنة وعدم اتخاذها كمهنة أساسية في استمرارها كرمز لشهر رمضان وإن كانت مهددة بالاندثار أما مدفع رمضان، فينتظره المصريون في كل مكان عند مغيب شمس كل يوم من أيام الشهر المبارك. وترتبط الجملة الشهيرة "مدفع الإفطار.. اضرب" في وجدان الإنسان المصري باجتماع شمل العائلة والدفء الأسري. ولمدفع رمضان حكايات وقصص وتاريخ يُروى للأطفال لأنه يثير في نفوس المصريين دوما الحنين إلى رمضان ولياليه. وتعد موائد الرحمن من الظواهر الاجتماعية الملحوظة في مصر في هذا الشهر الكريم. يبدأ العمل فيها قبل رمضان بعدة أيام لتكون جاهزة لاستقبال ضيوفها من الصائمين مع أول أيام شهر رمضان الكريم أثناء تناول طعام الإفطار والسحور. ويقوم أهالي المنطقة دائماً بإرسال الأطعمة المختلفة للمساهمة في موائد إفطار هذا الشهر. عادات ومظاهر الشهر الكريم في مصر مزيج من حضارة مصر العريقة التي اختلطت بالعديد من الثقافات والشعوب الأخرى، فكونت نسيجاً ثقافياً لمظاهر وطقوس رمضانية متنوعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©