الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أمباسادور».. أقدم فنادق دبي يفوح برائحة الأصالة والمعاصرة

26 يونيو 2015 00:08
أشرف جمعة(أبوظبي) جرعة من حديث الذكريات تكفي لأن تبهج الرّوح وتطلق المخيلة، فمع اكتشاف الأمكنة تتضاعف خبرة الحياة، فها هو فندق أمباسادور إيقاع الزمن الجميل وسحره ، الذي لا يزال يدون أبجدية الحياة القديمة ، فمن الماضي إلى الحاضر، يواصل أمباسادور رحلته التي بدأها منذ أكثر من 45 عاما ، إذ يعد «أمباسادور» من اقدم فنادق دبي ، واحد أبرز الأماكن التاريخية كونه أول فندق بدبي شيد بالإمارة عام 1971 ، تفوح منه رائحة الزمن الجميل في منطقة الرفاعة بدبي ، فقد كان ملتقى ضيوف دبي ، وفي قاعاته إقيمت الفعاليات وأبرمت الاتفاقيات التجارية والاقتصادية ، إذ لعب " أمباسادور " دورا مهاً في معظم المناسبات والفعاليات ، كما لم ينس رواد فندق أمباسادور من الضيوف والمواطنين من الجنسيات كافة الأوقات التي استمتعوا بها في هذا المبنى العتيق ، ولم تنس دبي أبداً رغم النهضة المعمارية الحديثة في كل الاتجاهات وما وصلت إليه كواحدة من كبريات العواصم السياحية في العالم فنادقها وأسواقها القديمة ، لأنها القلب النابض والانطلاقة نحو آفاق الحاضر والمستقبل، بهذه الكلمات عبر راجو 50 عاما ابن رجل الاعمال لولا ، الذي عهد له كمستثمر باستئجار وإدارة فندق أمباسادور عام 1971 الحديث عن ذكرياته مع أقدم فنادق دبي ، لما له من تجربة ناجحة في الاستثمار في النشاط الفندقي في دبي من قبل أمباسادور ، ومن خلال فندقين متواضعين الـ جيست هاوس 1954 ، والـ " آيرلين " عام 1958 . مشروع فندقي// حضر لولا الى البلاد في 19 أكتوبر العام 1954 وكان عمره حينذاك لا يتجاوز الـ 24 عاما ، يحمل في جعبته أفكاراً طموحة ، وكان دائم القول " إذا كنت واثقا من هدفك وتؤمن به ، فلا تتردد ولا تخف من أية مخاطرة " ، وعمل في البداية موظفا في مطار الشارقة ، ثم سرعان ما انتقل للعمل بمطار دبي ، وكانت لديه قناعة لخوض المخاطر ولا يعرف التردد ، وكان ارتباطه بالعمل بمطاري الشارقة ثم دبي ، ورؤيته لزوار دبي ومدى حاجة البعض للإقامة في فندق هو ما ، شكل لدى والد " لولا " فكرة تأسيس مشروع فندقي ، ولما لا ؟! فتلك الفكرة كانت هي النواة لمجموعة من الفنادق بعد ذلك، منها ما أسسها ، وأخرى استأجرها وقام بإدارتها. معالم قديمة// وحول أبرز المعالم الفندقية التي لازالت نشطة حتى اليوم يقول راجو: أسس والدي واحد من أوائل الفنادق بدبي باسم " جيست هاوس " ، وكان ذلك في العام 1954 وموقعه شارع السكة ويضم 4 غرف ، وواصل الفندق نشاطه واستقباله للزوار ، الى أن فكر الوالد في التوسع فأسس فندقا أخر أطلق عليه " آيرلين " من طابقين وكان ذلك في العام 1958، وأدرج هذا الفندق بموقع دبي القديمة وضمن معالمها القديمة ، حيث تم افتتاحه بـ 8 غرف ، لكل غرفة حمام منفصل ، وصالة كبيرة للطعام لكل الغرف ، بالإضافة الى المطبخ ، وكانت الاضاءة به تتم عن طريق الجاز ، وتم توسعته حينها الى أن وصلت سعته الى 35 غرفة ، وتراوحت أسعار الاستضافة بالفندق للشخصين من 50 درهما الى 150 درهما. موقع متميز// ويذكر أن الموقع المميز للفندق وسط الاسواق ، ساهم في استقطاب الضيوف من كل حدب وصوب ، فكانت غرف الفندق دائما وعلى مدار العام مشغولة بضيوف دبي ، مما كان يضطر الوالد الى تحويل صالة الطعام الى غرف للنوم ، مشيرا الى أن معظم نزلاء الفندق كانوا من أطقم شركات الطيران ، مما دفعه بعد ذلك الى إضافة طابق ثالث لزيادة عدد الغرف ، وقد دفعه نجاحه في هذا النشاط الفندقي إلى أن يفكر جديا في التوسع في ذات النشاط ، وكانت الخطوة التي تلت فندق " إيرلاين " ديرة » يناير 1956 . رخصة سياحية// ويحكي الابن عن والده أنه عرف عنه الهدوء ودماثة الخلق، وإحساسه المرهف في عمله وتحمله المسؤولية مبكرا ، ما أهله إلى أن يكون محبا ومقربا من الجميع ، وصدرت للفندق أول رخصة سياحية في يناير العام 1971 ، بمنطقة الرفاعة السوق الكبير ببر دبي ، وواكب افتتاحه بدء العمل في خور دبي ، فكان معظم نزلائه من موظفي الشركات الاجنبية العاملين في مشروعي جسر المكتوم ومستشفى المكتوم ، ، ولا يزال الفندق قائما حتى اليوم يديره أبناء " لولا " كمستأجرين له ، ويحكي مسيرة نحو 44 عاما ، إذ يعد بمثابة مقصداً سياحياً بامتياز. مسيرة ونجاح// وشجع نجاح " لولا " في ذات النشاط المضي قدما في إدارة أكثر من فندق منها فندق ابولو في يونيو 1975 ، ثم فندق " أستوريا " في العام 1978 ، وواصل رجل الاعمال " لولا " مسيرته الى أن توفى في أغسطس العام 2009 ، ليواصل أبناؤه إدارة ما تبقى من مجموعة تلك الفنادق ، فيتولى الابن راجو إدارة فندق إمباسادور ويتولى بركاش إدارة فندق أستوريا . تراث عريق// والزائر إلى دبي القديمة يمكن أن يُدرك حجم التراث الذي يلون به المكان، عبر مشاهد وصور حية، متمثلة في الأسواق التقليدية القديمة باعتبارها منطقة حية لا تهدأ، من حركة التعاملات التجارية التي تدب في المكان منذ أمد بعيد ، حيث تجمع دبي بين تراث عريق يمتد عبر سنوات طويلة من تاريخ الامارة, وحاضر يلهث جريا وراء تحقيق أكثر صور التطور نموا وحداثة ، ولذا فهي تجسّد مزيجاً رائعاً بين الحداثة والتراث، لأبرز المعالم المتنوّعة التي تعكس طبيعة الحياة والقيم الاجتماعية، والمظاهر الثقافية حيث ملامح التراث تتجلى في مبانيها الحديثة التي تجمع بين الحداثة والأصالة ، والتراث والتقاليد ، وقد حرصت دبي على المحافظة على الهوية الوطنية ، من خلال ترميم المباني القديمة والأسواق التاريخية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©