السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاكتئاب».. مرض العصر وعلاجه في الإيمان والتوكل

«الاكتئاب».. مرض العصر وعلاجه في الإيمان والتوكل
25 يونيو 2015 21:20
أحمد شعبان (القاهرة) الاكتئاب واليأس نتيجة فقدان الأمل في حل المشاكل، ولخطورة مرض الاكتئاب على الفرد والمجتمع جعل القرآن من اليأس كفراً ليبعدنا عن أي يأس أو فقدان للأمل، قال الله تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)، «سورة الحج: الآية 15». ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: عالج القرآن مرض الاكتئاب المؤدي لليأس في مواضع كثيرة، فعندما أرسل نبي الله يعقوب عليه السلام أبناءه ليبحثوا ويعلموا أخبار يوسف وأخيه بنيامين أمرهم ألا ييأسوا من روح الله، ولا يقطعوا رجاءهم وأملهم فإنه لا يقطع الرجاء واليأس من الله إلا القوم الكافرون، فيقول سبحانه وتعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، «سورة يوسف: الآية 87». تعاليم القرآن إن الذي يتأمل تعاليم القرآن وما جاء في الأحاديث، يعلم أنه لا مكان للاكتئاب في حياة خير البشر، لأن وقته كله مملوء بذكر الله والطاعة والأمل برحمة الله ولقائه، لذلك ليس هناك فراغ أو ضغوط عمل أو حزن أو خوف، بل الحياة مليئة بالسعادة والعمل الإيجابي والعبادة، ولذلك فإن مسببات الاكتئاب قد عالجها الإسلام في تعاليمه، فالعلماء يؤكدون أن أهم أسباب الاكتئاب هو اليأس وعدم إيجاد حلول للمشاكل التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية، وعندما تتراكم الهموم وتزدحم المشاكل ولا يجد لها حلاً، فإنها تسبب ضغوطا نفسية تزداد يوما بعد يوم حتى تؤدي إلى مرض مزمن هو الاكتئاب، ولكن المؤمن لديه لكل مشكلة حل، من خلال التوكل على الله تعالى؛ لأنه دائم الاطمئنان بذكر الله، فكل حال المؤمن خير، إذا أصابه خير شكر الله تعالى فكان خيرا له، وإذا أصابه ضر صبر فكان خيرا له، وهذه القاعدة النبوية مهمة في علاج الاكتئاب حيث نجد المؤمن لا يعاني من ضغوط نفسية لأن لديه سلاحين الصبر والشكر. عدم الحزن ولذلك أوصى القرآن الكريم الإنسان بعدم الحزن في مواضع كثيرة، فالله تعالى يخاطب المؤمنين بقوله: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 139»، فهذه الآية تأمر المؤمنين بألا يحزنوا أو يضعفوا أمام الضغوط التي يتعرضون لها من أعدائهم، ويؤكد الله لهم أنهم هم الأعلون، ولكن بشرط أن يكونوا مؤمنين. وليعلم المريض بالاكتئاب واليأس أن فرج الله عز وجل قريب مهما تعقدت وتأزمت المشاكل التي يواجهها كما جاء في كتاب الله عندما أخبر عن رسله الذين كذبهم قومهم حتى جاءهم نصر الله فنجى الله الرسل وأتباعهم قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)، «سورة يوسف: الآية 110»، والقرآن الكريم يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل في مواجهة الاكتئاب واليأس قال تعالى: (... لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ...)، «سورة الزمر الآية 53»، ولما تملك نبي الله إبراهيم عليه السلام اليأس جاءته البشرى بالولد وهو في سن كبيرة قال تعالى: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)، «سورة الحجر: الآيات 54 - 56». استعجال الأمور ومن الأسباب التي تجعل الإنسان مكتئباً استعجاله الأمور قال تعالى: (... وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)، «سورة الإسراء: الآية 11»، والمتعجلون أقصر الناس نفسا وأسرعهم يأساً، وعندما لا تجري الأمور على هواهم أو حسب ما يتمنون يتملك اليأس منهم، وعندما نرد الأمور التي تواجهنا في حياتنا إلى الله عز وجل وحده فإننا لن نيأس، بل تبقى قلوبنا معلقة بالأمل بالله مدبر الأمر كله. ولعلاج مرض اليأس يجب تعميق الإيمان بالقضاء والقدر، ومن الأدعية المأثورة لعلاج اليأس إذا سئم الإنسان من الحياة وشعر باليأس: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©