الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمال مطر يقرأ خصائص وغموض شعر المتنبي وحياته

جمال مطر يقرأ خصائص وغموض شعر المتنبي وحياته
26 يونيو 2013 00:15
سلمان كاصد (أبوظبي)- نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي أمسية نقدية استضاف فيها الشاعر والمسرحي والكاتب جمال مطر الذي تحدث فيها عن رؤيته لشعر أبو الطيب المتنبي من خلال كتابه «رب واحد يكفي» والذي يضم خطاباً متخيلاً مع الشاعر أبوالطيب المتنبي، وحضر الأمسية عدد من الأدباء والصحفيين. وفي تقديمه لجمال مطر قال الشاعر محمد المزروعي «أمسية الكاتب والإعلامي جمال مطر هي مسك ختام نشاطنا الثقافي الرسمي، هي قراءة جديدة ومختلفة في شعر المتنبي وإعجازه اللغوي وقدرته المميزة على السبك والأنا المتضخمة لديه، التي أفرزت كل هذه الهبات اللغوية». واستعرض المزروعي إسهامات جمال مطر وتجربته في الإبداع المسرحي والإذاعي والشعري وأخيراً النقدي، وما قدم في كتابيه «جميلة» و«نحب الملح أكثر»، وما لديه الآن من إبداعات في كتابين يعدهما وهما «يأخذ الوقت في جيبه» وكتاب عن أم كلثوم. واستهل جمال مطر الأمسية وتحدث عن شغفه بالمتنبي ومن قبله والده الذي كان من عشاق المتنبي، ويرى أن دورة الحياة من حيث الموت والولادة تنسحب على الشعراء ولا تطول الشعر، إذ يبقى الشعر خالداً، وما دام كذلك فإن الشعراء يبقون مع شعرهم خالدين، «فمتى ما مات شاعر نمت البذرة في آخر». قرأ جمال مطر عدداً من مقالات كتابه «رب واحدٌ يكفي» وهي «حتى تكتمل اللعبة»، و«نبي الكلام»، و«الشعر لم يمت»، و«متى ما جرى الماء تجدد»، و«البحر الخالد»، و«نحتاج وردة»، و«حوار متخيل»، و«الشعر تاج الكلام»، و«خير الدموع». وفي ضوء هذه المقالات المتعددة حدد جمال مطر بعض المفاصل التي يرى أنها غابت عن شعر المتنبي ومنها أنه «لم يكتب قصيدة حقيقية في امرأة، وكل ما كتبت - في خطاب النص المكتوب لجمال مطر - في الأنثى في الأعرابية البدوية، كلام عام يقال لكل امرأة، لكنك لم تكتب صراحة عن امرأة جميلة همت بها أو حتى هامت فيك، وأنت شاعر والشاعر بحاجة لامرأة تؤنس عليه ليله وتضيء عمره». ويسترسل جمال مطر في تناول هذه الموضوعة من خلال آراء يلتقطها عن سمات وخصائص شعر المتنبي والتي نرى فيها ادعاءه النبوة، وعدم كتابته عن الأم والشوق. يقول جمال مطر متسائلاً هل ادعى المتنبي النبوة؟ هل هو حقاً كما قال أعداؤه؟ أم أنه لعب لعبة وهو صغير وصدقها وهو كبير؟ بمعنى أنه فرح بنفسه وإمكاناته، وأعتقد أنه نبي حقاً؟». يطرح جمال مطر أسئلة كثيرة في مقالته «حتى تكتمل اللعبة» التي قال فيها النحوي بن جني: سمعت أبو الطيب يقول.. إنما لقبت بالمتنبي لقولي: أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ الحسودِ أنا في أمةٍ تداركها الله غريب كصالح في ثمودِ وكما جاء في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري: وحدثت أن المتنبي كان إذا سُئل عن حقيقة هذا اللقب قال هو من النبوة، أي المرتفع من الأرض». ويشترك جمال مطر في تقييماته لشعر المتنبي مع جميع النقاد في أن المتنبي كان شاعراً امتلك ناصية اللغة وأن اللغة هي لعبة المتنبي بما فيها من حكمة وبعد فلسفي ولهذا وجد بعد تبحر فيها أن وعاءها كان لا بد أن يكون الشعر. ولهذا يقول: «نبوءتك الكلمات وشعرك شاهد وقصيدتك حاضرة، لكن هل حقيقة أنك ادعيت النبوّة..؟». ويواصل جمال مطر «الشعر يعني الرجاحة والفكر، لا يمكن لشاعر ومفكر وحكيم أن يقول هذا الكلام». وفي مقال آخر لجمال مطر بعنوان «الشعر لم يمت» يقول: «لم نسمع عن كلمة شاردة في عصره بشطر بيت أثبت شاعريته، بشطر بيت قال شعراً ومثلاً وكلمة: (لك يا منازل في القلوب منازل) (ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه) (أنا الغريق فما خوفي من البلل) (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن). وفي ختام الأمسية كان الحوار طويلاً بين جمال مطر والحضور حول كثير من موضوعات تخص المتنبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©