الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار النفط تُغير أسواق السيارات

8 يونيو 2006
إعداد - عدنان عضيمة:
على الرغم من أن أحدث تقارير محللي أسواق السيارات الأميركية تفيد أن شركات السيارات الثلاث الكبرى التي تتخذ من ديترويت مقراً لنشاطاتها قد بدأت في تضييق الفجوة المتعلقة بـ'الفعالية التصنيعية'،إلا أن القلق الكبير لا يزال يساور مسؤولي هذه الأسواق· والمقصود من هذا المصطلح الإشارة إلى متوسط عدد ساعات العمل المصروفة في صناعة السيارة الواحدة·وبناء على هذا المقياس الدقيق،لا تزال مصانع ديترويت تصنف في المرتبة الثانية بعد مصانع السيارات اليابانية خاصة شركة نيسان التي سجلت العام الماضي أعلى مستوى للفعالية التصنيعية في مصانعها المقامة في أميركا الشمالية ذاتها (الولايات المتحدة وكندا) التي بلغت 28,46 ساعة لصناعة الأنواع المختلفة من سياراتها بما فيها السيارات الرياضية والشاحنات الخفيفة (البيك آب) وفئة (الكروس أوفيرز)·وذكر بعض الخبراء في أحدث تقرير حول هذه الظاهرة أن تفوق اليابانيين في مستوى الفعالية التصنيعية يسمح لهم بتخفيض معدل تكاليف تصنيع السيارة الواحدة بمبلغ يتراوح بين 300 و450 دولاراً بالمقارنة مع الشركات الأخرى·ولا شك أن هذا الإنجاز الكبير يهيئ لهم قدرة استثنائية للمنافسة في الأسواق·
وعندما راح المحللون يتجولون في مصانع السيارات الأميركية ذاتها للوقوف على المزيد من الحقائق المتعلقة بهذا الموضوع،وجدوا أن محطة فورد لتجميع السيارات في أطلانطا هي التي تتربع على القمة وفق مقياس الفعالية التصنيعية حيث سجلت 15,37 ساعة فقط لبناء السيارة السيدان 'توروس'·لكن،ولسوء الحظ،لم يكتب للعمال والخبراء الذين يقفون وراء هذا الإنجاز الكبير أن يحتفلوا به بعد أن أعلنت فورد عن قرار إغلاق المصنع·وسرعان ما حذت جنرال موتورز حذو غريمتها فورد عندما أعلنت عن قرار إغلاق مصنع تجميع سياراتها في ضواحي مدينة أونتاريو الكندية· ويستخلص معظم الخبراء من هذه النتائج درساً يفيد أن الفعالية التصنيعية ليست العامل المؤثر الوحيد في نجاح شركات صناعة السيارات؛وهو لا يعني شيئاً إذا لم يكن مقترناً بإضافة أحدث الأنظمة والتقنيات المتعلقة بأداء السيارات والتي تتفق مع رغبات الزبائن وتوجهات الأسواق ذاتها· وتكمن الكارثة الكبرى التي تعاني منها صناعة السيارات الأميركية في ظاهرة إغلاق المصانع التي أصبحت تتهاوى واحداً بعد الآخر كأحجار الدومينو·وأصبحت العديد من المصانع ذات الفعالية العالية تنتظر هذا المصير في إطار الخطط التي تتبناها شركتا جنرال موتورز وفورد لتخفيض التكاليف والأعباء المالية التي باتت تصيبها بحالة من الإرهاق والإعياء·وسمحت هذه الظاهرة لصنّاع السيارات اليابانيين باستغلال طموحاتهم التي لا تحدها حدود لاختراق أضخم معقل لصناعة السيارات في العالم·
ولعبت الكثير من العوامل دورها في خلق الأزمة التي تعاني منها الشركات الثلاث الكبرى لصناعة السيارات في أميركا جنرال موتورز وفورد وديملر كرايسلر،وكان آخرها وأكثرها تاثيراً أرتفاع اسعار البنزين الذي يمثل الوقود الرئيسي للسيارات والعربات في أميركا والعالم·وجاء في تقرير نشره موقع (ذي كار كونيكشن دوت كوم) على الإنترنت أن ارتفاع أسعار البنزين المسجل في الفترة الأخيرة أدى إلى حدوث تغير تاريخي في مواقع المتنازعة على كعكة أسواق صناعة السيارات في اميركا·ففي شهر مايو الماضي تابعت شركة تويوتا تفوقها على ديملر كرايسلر من حيث مستوى المبيعات في الولايات المتحدة ذاتها خلال الصراع الدائر بينهما لاحتلال المرتبة الثالثة هناك بعد جنرال موتورز وفورد·وسجلت تويوتا في شهر مايو رقماً قياسياً جديداً في مبيعاتها في الولايات المتحدة لم تبلغه في أي شهر آخر منذ تأسيسها بلغ 235708 سيارة؛وهو يوافق زيادة بلغت 12,3 بالمئة عن مبيعاتها في شهر مايو من عام ·2005وبلغت مبيعات ديملر كرايسلر في الولايات المتحدة خلال الشهر ذاته 212882 سيارة ركاب من علامتي مرسيدس-بنز وكرايسلر؛ويمثل هذا الرقم تراجعاً بمعدل 8 بالمئة عن مبيعاتها خلال شهر مايو من العام الماضي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©