الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مراكز التسويق الهاتفي تعيد الحرارة لسوق العمل في تونس

8 يونيو 2006

تونس-(رويترز): تجلس فاطمة خلفالله أمام شاشة كمبيوتر في غرفة صغيرة مزدحمة بشمال أفريقيا ثم تسأل الفرنسي الذي تحدثه عبر الهاتف ما إذا كان يريد الحصول على قائمة للوجبات المجمدة مجانا·
وقد فتحت الوظيفة في (مركز المغرب للاتصالات) وهو مركز للتسويق عبر الهاتف في العاصمة التونسية نافذة على المستقبل لهذه الفتاة البالغة من العمر 26 عاما التي لم تستطع العثور على عمل رغم حصولها على درجة في الشؤون المالية فضلاً عن ماجستير في إدارة الجودة·
وقالت خلف الله: 'اخترت العمل في التسويق عبر الهاتف لأهرب من البطالة بدلاً من إهدار وقتي والانتظار في بيتي على أمل حدوث معجزة'· وتتدفق مؤسسات تكنولوجيا المعلومات الفرنسية الحريصة على خفض تكاليف العمالة على تونس المستعمرة السابقة التي توفر لها الاستقرار السياسي والنفقات المنخفضة بالإضافة إلى جيش متنام من الشبان المتعلمين تعليماً جيداً ويتوقون للحصول على عمل· وتقول الحكومة: إن في عام 2005 كان هناك 49 ألف خريج جامعي مقابل 3600 خريج في أوائل الثمانينات ويتوقع أن يقفز العدد إلى 300 ألف بحلول عام ·2009 ويتعلم معظم التونسيين اللغة الفرنسية من سن السابعة بحيث يتخرجون من المدارس وهم يتحدثونها بطلاقة ولا تشوب لكناتهم شائبة وهو ما يحتاجونه لبيع وثائق التأمين وخطوط الهاتف أو الشقق حتى لأكثر الزبائن إحجاماً عن الشراء· ونتيجة لذلك افتتح أكثر من 40 مركزاً للتسويق عبر الهاتف في البلاد البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة وتوفر هذه المراكز خمسة آلاف فرصة عمل· وانتهجت تونس الاشتراكية لفترة قصيرة في الستينات ثم بعد ذلك رحبت بالمستثمرين الأجانب لتعزيز النمو ومكافحة البطالة·
وعلى مدار العقد المنصرم خلقت الاستثمارات الأجنبية 260 الف وظيفة سنوياً في المتوسط· ويبلغ الراتب الأساسي في (مركز المغرب للاتصالات) 450 ديناراً تونسياً (343 دولاراً اميركياً) في الشهر بينما أقل راتب لفرنسي يتجاوز 1200 يورو (1545 دولاراً)·
ويعمل الموظفون في مركز التسويق عبر الهاتف ثماني ساعات في اليوم ويتلقون ما يصل إلى 250 مكالمة ويحصلون على استراحة مدتها 15 دقيقة كل ساعتين· وقالت خلف الله: 'من الواضح أن العمل في مركز الاتصالات مجهد للغاية لكن المعاناة أفضل من الموت· أنا سعيدة بعملي وأريد أن أتطور·
وقال الموظف مصطفى نهدي: 'قبل ذلك كنت انظر إلى العمل في مركز الاتصالات على أنه وسيلة لتوفير المال من أجل نفقاتي الشخصية البسيطة لكنني الآن حريص على أن يكون لي مستقبل جيد في هذا المجال الذي سيتطور تطوراً كبيراً في السنوات المقبلة'·
ويتكهن بعض الخبراء بحدوث نمو هائل في قطاع مراكز التسويق عبر الهاتف بأفريقيا بفضل الأيدي العاملة الرخيصة والمهارات اللغوية الجيدة والتوقيت الذي ينسجم مع توقيتات دول غرب أوروبا·
وفي بحث نشر الشهر الجاري، قالت مؤسسة (داتامونيتور) المتخصصة في تحليل السوق، إن عدد الوظائف التي ستوفرها مراكز التسويق عبر الهاتف في دول شمال افريقيا ومن بينها مصر والمغرب وتونس سيصل إلى ثلاثة أمثاله بحلول عام 2010 ليبلغ نحو 23 ألف وظيفة·
ويعتزم (مركز المغرب للاتصالات) التوسع، وقد وظف المركز الذي أنشيء عام 2004 ويتبع لشركة (يو·اس·دي·آي) الفرنسية ما بين 30 و35 شخصاً حصل ثلثهم على دراسات عليا بينما يحمل ثلثهم درجة علمية جامعية· ويهدف المركز إلى توسيع نطاق قوة العمل به لتصل إلى 150 موظفاً في السنوات الثلاث المقبلة·
ويعد خلق فرص عمل أولوية في تونس، وتشير بيانات حكومية الى أن معدل البطالة بلغ 13,9 في المئة ويشكل خريجو الجامعات 60 في المئة من العاطلين· وتهدف الحكومة إلى تحقيق معدل نمو سنوي بنسبة 6,3 في المئة على مدار السنوات العشر القادمة لخفض معدل البطالة إلى عشرة في المئة·
وقال مجدي بن مليح المسؤول عن تدريب العاملين في (مركز المغرب للاتصالات) 'أعطت مراكز التسويق عبر الهاتف البلاد طاقة وتشجيعاً كانت تحتاج اليهما بشدة فهي تساعد في استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتخفيف عبء البطالة·
وقال مراد بالراجي مدير المركز: إن السمة الأساسية في موظف محتمل بمركز للتسويق عبر الهاتف ليست المعرفة بل اللمسة الإنسانية مشبهاً الموارد البشرية بالمواد الخام· وأضاف' تخلق مراكز التسويق عبر الهاتف فرص عمل للناس من مختلف المستويات التعليمية وتتعامل مع قطاعات مختلفة مثل البنوك والعقارات والخدمات·
ويقول العاملون في (مركز المغرب للاتصالات) إن المزايا عديدة ومنها الأجواء الودية التي يتسم بها المكتب إلى جانب إثراء الخبرة والراتب الجيد والأمان·
وقال بدر الدين الأوهيبي المشرف بالمركز: 'إنني لا أجازف بالتعرض للبطالة حين أعمل في مركز للتسويق عبر الهاتف·· إنه تأمين من أجل الغد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©