الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف من هجمات إرهابية إلكترونية تصيب العالم بالشلل

8 يونيو 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
يعتبر خبراء أمن فضاء الانترنت إن الهجمات الإرهابية في أحداث الحادي عشر من سبتمبر والسابع من يوليو من العام الماضي، مجرد منصة مرحلية مقارنة بحجم الدمار والخراب الذي يمكن أن يعم المعمورة إذا ما حول الإرهابيون تركيزهم إلى العالم الرقمي·· ويعتقد سكوت جورج المدير وكبير الاقتصاديين في إدارة آثار ونتائج فضاء الانترنت التابعة لمستشاري الأمن القومي الأميركية، إن الهجمات على شبكات الكمبيوتر من الممكن تصاعد حجمها لتتحول إلى كوارث مدمرة تؤدي إلى انهيار الشركات والفتك بالبشر بأعداد هائلة·· ومضى سكوت يحذر من أن أوساط الاستخبارات بدأت تتداول وبشكل متزايد امكانية وجود خطط ارهابية أو اجرامية لتدمير البنية التحتية الطبيعية مثل شبكات الطاقة·
وذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن معظم الشركات والمنظمات أصبحت هدفاً مكشوفاً لهذا التهديد، وعادة ما تسود المخاوف في هذه المؤسسات بشأن فيروسات البريد الالكتروني وهجمات المتسللين ذات الآثار المحدودة، إلا أن سكوت يرى أن هذه الممارسات هي الأقل مدعاة للخوف، ويقول 'هذا النوع من الهجمات في فضاء الانترنيت ليس من النوع المدمر وذلك بسبب أن الأعمال التجارية بشكل عام لديها المخزون الكافي والسعة الإضافية التي بإمكانها اصلاح أية أعطال تحدث على المدى القصير'·
أما ما يجب أن تتخوف منه الشركات والمنظمات بشكل أكبر كما يؤكد سكوت 'هو ما يمكن أن يلجأ إليه الارهابيون أو عتاة المجرمين'، وأحد أهم هذه الأهداف ربما يتمثل في أنظمة 'المراقبة الرئيسية والاستحواذ على البيانات' في وحدات الطاقة أو الصناعات المشابهة·
ويصر سكوت على أن بعض العصابات الاجرامية والمجموعات المسلحة أصبحت الآن قادرة بالكامل على شن مثل هذه الهجمات، ويقول 'تشكل انظمة السيطرة هاجساً خاصاً بسبب انها الأنظمة الكمبيوترية التي تشغل عمليات المعالجة الفيزيائية·· فهي تعمل على فتح واغلاق الصمامات وتضبيط وتعديل درجات الحرارة وتنظيم مستوى الضغط· والآن يمكنك تخيل ما تفعله أنظمة السيطرة والمراقبة في مصنع للكيمياويات أو في خطوط السكك الحديدية أو المرافق الصناعية الأخرى· إن مجرد اغلاق هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى حالة مخيفة من الارباك والفوضى بشكل يمكن أن يتسبب في تعمد الأنظمة إلى ارتكاب اخطاء وفي الوقت الخطأ'·
واعتاد القراصنة والمتسللون على استهداف البطاقات الائتمانية أو المعلومات الشخصية في موقع الانترنت، إلا أن هنالك المزيد من المتسللين الأكثر تقدماً الذين بدأوا في التركيز على قواعد البيانات· كما أن نوع البيانات التي ربما تصبح أكثر استهدافاً كما يقول بورج قد تتضمن قواعد البيانات الخاصة بتطوير الأدوية في إحدى الشركات الصيدلانية بواسطة برامج تعمل على التلاعب بهذه البيانات تماماً كما تفعل تلك المعادلات التي تستهدف الحصول على البيانات المالية·
ويضيف سكوت 'تخيل أن هناك عقارا منقذ للحياة يتم انتاجه وتوزيعه وهو ينطوي على مقادير فعالة خاطئة، ان هذا الأمر يمكن أن يتمخض تدريجياً عن عدد كبير من الوفيات وحالات العجز·· وقد يستغرق اشهراً عديدة قبل ان يكتشف شخص ما هذا الخطأ المدمر'· أما النتيجة النهائية فقد تفضي إلى انتشار الذعر وتخوف الأفراد من الذهاب إلى المستشفيات أو الخدمات الصحية الأخرى التي ربما تواجه عدداً هائلة من القضايا المرفوعة ضدها'·
وفي النهاية يجب الإشارة إلى أن هذه السيناريوهات المميتة قد تظهر في جميع أنحاء الصناعة أيضاً، إذ من الممكن أن يعمد أحد الخارجين على القانون عبر الانترنت إلى تغيير المواصفات المهمة في أحد مصانع السيارات مما يتسبب في انفجار السيارة في شكل كرة هائلة من اللهب بعد أن تتم سياقتها لاسابيع محدودة·
وبصرف النظر عن عدد الاشخاص الذين سيلقون حتفهم فإن الشركة المصنعة للسيارات سوف تواجه لا محالة خطر الانهيار· ويقول بورج 'سوف يتوقف الاشخاص عن شراء السيارات' كما أن عدد قليل متزامن من هذه الهجمات من المؤكد أنه سوف يبعث بالاقتصاد العالمي إلى مهاوي كارثة غير مسبوقة في التاريخ وسوف يتحقق النصر للارهابيين بمجرد النقر على الماوس· وقد يتراءى للبعض أن هذه السيناريوهات مجرد تخيلات يصعب الأخذ بها على محمل الجد ولكن التقارير الاستخباراتية الصادرة في العام الماضي حملت الكثير من هذه المخاوف الجدية· ففي تقييم اجرته خدمة الأمن البريطاني 'أم آي فايف' أكد أن 'بريطانيا باتت على بعد خطوات قليلة من هذه الفوضى العارمة' كما اعترف المسؤولون بالمخاوف التي بدأت تعتريهم من امكانية حدوث هجمات الكترونية على أكثر الشبكات انكشافاً والتي تتألف منها 'البنية التحتية القومية الحيوية'· أما الوكالات الأميركية الأمنية فقد اعربت عن مخاوفها من أن يعمد الارهابيون الى اشراك الهجمات الالكترونية مع أخرى فيزيائية مثل اللجوء إلى تعطيل خدمات الطوارئ في نفس الوقت الذي يشنون فيه هجوم بالقنابل أو الطائرات!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©