الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين المطوع : اشتقت في أميركا لهريس أمي

حسين المطوع : اشتقت في أميركا لهريس أمي
12 يوليو 2014 23:32
بدأت غربة الدكتور حسين المطوع في وقت مبكر من حياته حيث رافق والده في ترحاله وراء لقمة العيش، كما اختار هو السفر أيضا طلبا للعلم فتنقل بين قطر والكويت والولايات المتحدة، واحتفظ بذكريات تنوعت في تلك البلدان ولكن تظل ذكريات الطفولة على أرض الوطن بين البر والبحر أجمل ما تحمله الذاكرة. وأثناء دراسته للدكتوراه في الولايات المتحدة كان يشتاق إلى خبز أمه وهريسها في رمضان. موزة خميس (أبوظبي) ينتمي الدكتور حسين المطوع إلى أسرة عريقة بإمارة الشارقة، فقد ولد في بيت الجد «جمعة المطوع» الذي كان إمام وخطيب الجامع الكبير، وعمل والده في بداية حياته معلما في مدرسة الإصلاح. لذا حرص الوالد على تعليمه مبادئ الدين وتلاوة القرآن الكريم منذ نعومة أظافره عند المطوع محمد الخيال، وعاش في منطقة عريقة تزخر بالمباني التاريخية ، حيث كان منزل الأسرة ملاصقا لمنزل عبيد بن عيسى النابودة، والذي أصبح معلما أثريا في تلك المنطقة. وبدأ تعليمه في المدرسة القاسمية وحين بلغ الصف الرابع المتوسط (الثاني الإعدادي) انتقل مع والده إلى دولة قطر واكمل دراسته هناك وبعد التخرج من الثانوية العامة إلى الشارقة عام 1970، تشاور مع بعض أصحابه حول سبل استكمال تعليمه الجامعي، فنصحه حمد بن عبدالرحمن المدفع الذي أصبح فيما بعد وزيرا للصحة ثم وزيرا للتعليم، بالتوجه للدراسة في الكويت. وبالفعل حصل على منحة من الحكومة الكويتية، ودرس هناك لمدة عام واحد، لكن والدي كان قد حصل له على منحة أخرى من دولة قطر لإكمال دراسته بالولايات المتحدة الأميركية، فسافر إلى أميركا خلال العام الدراسي 1970-1971، في بعثة دراسية ضمت الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، وتامر بن خليفة آل خليفة، من شيوخ البحرين المقيمين في قطر. يقول: شعرنا بصدمة كبيرة نحن القادمين من مناطق صحراوية حيث وصلنا إلى نيويورك فوجدناها مغطاة بالثلوج، ثم بدأنا رويدا نتأقلم على المناخ البارد، وعلى الأماكن المغايرة جغرافيا وتاريخيا لبلادنا وعادتنا، مستعينين بمجموعة من الطلبة القطريين، كانوا يدرسون هناك قبلنا. أطباق أمي ويضيف المطوع أن عمله المبكر خلال سنوات الدراسة بالشارقة حيث كان يعمل أثناء العطلة الصيفية بمعسكر السلاح الجوي الملكي البريطاني، اكسبه اللغة الانجليزية التي أفادته عندما سافر للدراسة بالولايات المتحدة. ولكن ذلك لم يساعده في التغلب على مشاعر الحنين للوطن، خاصة في شهر الصوم، حيث كان يشتاق إلى خبز أمه وأطباقها الرمضانية من الهريس أو اليريش والثريد فضلا عن اللقيمات والآراروت والفنري، ولكن مع ذلك بدأ يتعلم يوما بعد يوم من التجارب والمواقف، ثم صبر على تحديات الغربة التي امتدت سنوات عديدة حيث حصلت على البكالوريوس في الاقتصاد، وتلاه الماجستير في نفس التخصص ثم الدكتوراه في اقتصاديات التعليم العالي بالإمارات. استقبال أمين الجامعة العربية ويشير الى أنه ينتمي الى جيل كان متابعا لقضايا أمته العربية، فيقول خلال فترة السبعينيات، كان يخصص وقتا محددا للقراءة ومتابعة الأحداث على المستوى العربـي عبـر إذاعة صوت العرب من القاهرة، وإذاعة الشارقة القديمة. ويضيف أن هناك مشاهد في الذاكرة لا تنسى، من أهمها مشاركته في مسيرة لاستقبال عبدالخالق حسونة الأمين العام لجامعة الدول العربية عام 1964، والتي قادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، بدءا من مدخل الشارقة من جهة المحطة حيث مقر القاعدة البريطانية قديما إلى، مجلس الحاكم بالقرب من حصن الشارقة. ويسرد تفاصيل ذلك اليوم المشهود قائلا: كنت ضمن الطلبة الذين كانوا يرفعون الأعلام والرايات، وكان الضيف يستقل سيارة مكشوفة السقف، ويعد ذلك من المشاهد غير المألوفة في ذلك الوقت ، وقد كان يسير إلى جوارها أفراد من كشافة الشارقة على دراجات نارية، كما كانت هناك سيارات لاندروفر مخصصة لحمل الجمهور. ومن هذه المشاهد العالقة بالذاكرة مشاركته في مسيرة الطلبة عام 1963 لمناصرة الوحدة العربية الثلاثية بين مصر وسوريا والسودان، التي شارك فيها الكثيرون تعبيرا عن الفرح بهذا الحدث الكبير والذي كان يضاهي حلم الاتحاد لدى أبناء الإمارات الذي تحقق على يد الشيخ زايد بن سلطان - طيب الله ثراه- وإخوانه حكام الإمارات. أما المشـاهـد الحزينـة التي تحفظها الذاكرة في سنوات الطفولة، فمن أشهرها الحريق الكبير الذي شب في إمارة الشارقة والتهم العشرات من البيوت السعفية عام 1959. حصى البحر وزوارق الألمنيوم يؤكد الدكتور حسين المطوع أن من أجمل ذكريات الطفولة حرص الفتية على جمع حصى البحر خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي، هو جزء من مرجان ميت في البحر، فكانوا يجمعونه على هيئة تلال صغيرة، ويباع مقابل روبية أو روبيتين، ثم يركض الصبية لشراء «البرميت» و«الصبيعات» وهي حلويات تسمى اليوم الملبس والسكاكر. ويستكمل ذكريات الطفولة قائلا: عندما تأسست مدرسة القاسمية بدأت تعليمي الابتدائي فيها، ومثل بقية الأطفال كنت أذهب بعد نهاية اليوم الدراسي لتناول الغداء ثم ألعب على البحر، حيث كنا مغرمين بصنع زوارق من صفائح الألمنيوم. وفي عمر الخامسة عشر انتقل وأصحابه إلى مرحلة متقدمة من اللعب، وهي السباحة إلى البر الثاني للشارق، مشيرا الى أنه عاش روعة التمتع برحلات الأسرة إلى مصايف الإمارات، وأهمها رحلاتهم إلى رأس الخيمة، حيث كان الجميع يستيقظون على صوت المنيور وهو صوت عجلة جذب دلو الماء من البئر، عند صلاة الفجر، ثم ينطلق الصغار الى الحقول ويستمتعون بالغطس في برك الماء بالمزارع. إضاءة عمل الدكتور حسين المطوع بعد حصوله على الماجستير مدرساً مساعداً في جامعة الإمارات عام 1979، ثم عين مدرساً في كلية التربية بالجامعة، عقب حصوله على الدكتوراه عام 1982، حيث يعتبر أول مدرس في جامعة الامارات يحصل على شهادة الدكتوراه، وبعد أربع سنوات تم تعيينه وكيلاً للكلية، ثم عميد لعمادة الانتساب الموجه. بعد عشر سنوات من العمل في جامعة الإمارات ساهم في تأسيس كلية عجمان للعلوم والتكنولوجيا، وعمل نائباً للمدير للشؤون الأكاديمية، ثم تطورت الكلية لتصبح جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ثم عمل مديراً عاماً للمناهج والكتب في وزارة التربية والتعليم لمدة سبع سنوات. وتولى في جامعة الشارقة، منصب الأمين العام، ونائب مدير جامعة الشارقة لمدة عامين، ثم تم تعيينه مستشاراً لصاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العام والخاص. ورشحته حكومة الشارقة لعضوية للمجلس الوطني الاتحادي، واستمر في المجلس سبع سنوات، ثم تقاعد ليتفرغ لتأليف الكتب، ومنها : اقتصاديات التعليم الأكاديمي، ونظام التعليم في دولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©