الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تكريتتستقبل العائدين بتفتيش ودمار وشِراك مفخخة

تكريتتستقبل العائدين بتفتيش ودمار وشِراك مفخخة
26 يونيو 2015 00:49
تكريت (أ ب) يلتمس «عبد الموجود حسن» طريقه عبر قوالب الطابوق المهشمة، ويتسلل عبر الباب الأمامي المكسور للدخول إلى منزل عمه في مدينة تكريت العراقية، ليصبح أول أقاربه إقداماً على العودة الحذرة إلى موطنه بعد طرد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي. ويقول «حسن»، الأربعيني والأب لطفلين، بصوت خافت: «إنه آمن، وتأكدت من عدم وجود شراك مفخخة». و«حسن» واحد من سيل المدنيين العائدين إلى تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في الأيام الأخيرة، بعد أن استعادت القوات العراقية والميلشيات المتحالفة معها السيطرة على المدينة في أبريل الماضي من قبضة «داعش». ولكن على رغم أن دوريات الشرطة تجوب شوارع المدينة في الوقت الراهن، إلا أن مدنييها السنة يساورهم القلق بشأن المستقبل، ويخشون قوات الحشد الشعبي، ويخافون عودة «داعش». ويفحص ضباط الشرطة، الذين دربتهم الولايات المتحدة، الأوراق الثبوتية لجميع العائدين إلى تكريت، التي تبعد 130 كيلومتراً شمال بغداد، بهدف منع المتطرفين من التسلل إلى المدينة التي تقع على ضفاف نهر دجلة. ويؤكد حسن، الذي بدت عليه علامات الإرهاق، أنه من حين إلى آخر، تتردد أصداء الانفجارات العالية في أنحاء شوارع المدينة الخالية، بينما يفجر الضباط قنابل مزروعة على جانب الطريق تركها المسلحون بعد احتلالهم لها لمدة عشرة أشهر. ويحاول عمال النظافة، الذين يرتدون بزات برتقالية إزالة الركام، بينما يسعى العمال إلى استعادة المياه والكهرباء. واسترجعت القوات العراقية، مدعومة بمقاتلين سنة، وقوات الحشد الشعبي، وضربات جوية تقودها الولايات المتحدة، المدينة في الأول من أبريل الماضي، فيما يعتبر الانتصار الأكبر على تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسيطر على نحو ثلث العراق وسوريا المجاورة. وسلم الجيش المدينة مؤخراً إلى قوة الشرطة المحلية، في نموذج يأمل أن يتكرر في المناطق المحررة بأنحاء الدولة، ويأمل أن يتولى 13 فوجاً من الشرطة حراسة المدن والقرى في بقية محافظة صلاح الدين بمجرد طرد المسلحين منها. بيد أن السلطات تقر بأن هؤلاء الشرطيين سيكونون أقرب إلى قوة شبه عسكرية. ويقول «حامد نمس يسن الجبوري»، قائد قوة شرطة صلاح الدين، «إن حرب الشوارع جزء من تدريباتنا الجديدة، وندرب أيضاً قناصة». وفي خيمة رمضانية ملونة بألوان زاهية في ضواحي تكريت، يواجه الرجال والنساء والأطفال إجراءات منهكة وعمليات تفتيش من قبل قوات شرطة مدججة بالسلاح، وبعض هؤلاء عاد إلى المدينة للمرة الأولى منذ خروجهم قبل أكثر من عام. وكثير منهم عاد كما خرج بالملابس التي تواري جسده. وتذكر سامية، التي أوت إلى خيمة مع أطفالها الثلاثة بينما ينجز زوجها الأوراق الثبوتية: «لا نعرف ممن نخاف ولا في من نثق بعد ذلك». وأكد ضابط مخابرات عسكرية، رفض ذكر اسمه، أن الشرطة اعتقلت 11 شخصاً حاولوا دخول المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، للاشتباه في أنهم تابعون لتنظيم «داعش»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وبمجرد دخول المدينة، يواجه العائدون صدمة الدمار والخراب من مبنى إلى آخر، وتتنوع الأضرار من ثقوب الرصاص إلى الدمار الكامل، مثل بقايا المقر الحكومي. ولا تزال بعض المنازل مفخخة بالمتفجرات، في محاولة أخيرة من مسلحي «داعش» لإبطاء تقدم القوات العراقية. وربما أن أكثر ما يقلق السكان السنة العائدين هو بعض رسوم الجرافيتي الطائفية. ولطالما اشتكى السنة في العراق من التمييز والانتهاكات منذ الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003، لتحل محله حكومة تهيمن عليها أغلبية شيعية. ويشير بعض سكان تكريت إلى أن قوات الحشد الشعبي نهبت منازلهم، وتقول «بيداء أنور»، التي وجدت منزلها منهوباً: «إنها قوات الحشد.. هم من يفتحون منازلنا ويفتشون أغراضنا دون احترام». بيد أن «حسن» يرى أن هناك جهات كثيرة تتحمل اللوم، قائلاً: «ليست قوات الحشد الشعبي وحدها، فالناس والشرطة يغيرون على منازلنا». ويضيف «حسن»: «تضرر منزلي بشدة، وتعرض منزلان آخران للسرقة في هذا الشارع، ولكن تكريت موطني، ولا أستطيع البقاء بعيداً أكثر من ذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©