الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيدة المهمة المستحيلة في رمضان تطلب الرحمة!

سيدة المهمة المستحيلة في رمضان تطلب الرحمة!
12 يوليو 2014 23:32
هناء الحمادي (أبوظبي) يتوزع وقت المرأة طوال شهر الصوم بين ثلاثة مهام رئيسية تبذل قصارى جهدها من أجل التوفيق بينها:رضا الرب بالعبادة، وتحقيق مطالب الزوج والأولاد فيما لذ وطاب من مأكولات، وصلة الرحم، هذه الثلاثية الرمضانية تمثل المعادلة الصعبة التي تصارع ربة المنزل الوقت من أجل حلها، وتخشى الإخفاق فيها، مع تزايد طلبات الزوج والأولاد، فضلا عن الضغط الاجتماعي لزيارة الأهل والأصدقاء. فهل تنجح في هذه المهمة المستحيلة؟! بعض النساء تمكن من وضع خطة مكتملة وناجحة لإدارة أوقاتهن بين إعداد سفرة رمضان وبين العبادة والتواصل مع الأهل، لكن البعض الآخر أخفقن في تلك المهام، ويطلبن الرحمة من الجميع إذا عجزن عن الوفاء بكل هذه المتطلبات - كما تقول هند السويدي(الموظفة بإحدى الجهات الحكومية) - التي تعبر عن أسفها لتقصيرها في هذا الشهر، بسبب ضيق الوقت، فبعد العودة من العمل في الثانية ظهراً، تجد نفسها حبيسة جدران المطبخ، تعد الأطباق الرئيسية لمائدة الإفطار التي تتنوع بين المقبلات والمحاشي والشوربة والسلطات، ورغم ذلك تجد نفسها أخفقت في إعداد بقية المأكولات. المطبخ يستأثر بالنصيب الأكبر وتضيف : فيما يتبقى من وقت يظل المطبخ يستأثر بالنصيب الأكبر حيث تبدأ بعد الإفطار مرحلة غسل أكوام الأطباق المتخلفة عن معركة الإفطار، فضلا عن أن تنظيف المنزل مهمة لا تنقطع. وتضيف «في ظل كل هذه الضغوطات بالكاد أتمكن من أداء الفروض الخمسة وزيارة الوالدة القريبة من منزلي، وأحياناً تكون هناك دقائق معدودات لقراءة ما تيسر من آي الذكر الحكيم. لا يختلف حال سها جابر (موظفة إدارية) عن سابقتها، فهي تعترف أنها فعلا مقصرة في أداء عبادة هذا الشهر الذي به الكثير من الأجر والثواب والحسنات التي لابد للصائم أن يغتنمها، لكن مع تزايد طلبات الزوج والأبناء لإعداد أصناف جديدة من أطباق المائدة الرمضانية، تجد نفسها في حالة استنفار يومي في المطبخ، تخترع طبق «سويت»، وتتفنن في إعداد طبق رئيسي يتكون من الأرز والدجاج والمكسرات لتنتهي تلك الأطباق بمجموعة منوعة وملونة من الحلويات الشهية واللذيذة. وتضيف «أتمنى أن تقل طلبات أفراد أسرتي حتى استطيع القيام بالعبادات المطلوبة وأقلها قراءة القرآن الكريم في نهار رمضان وزيارة الأهل التي غالباً ما تكون في إجازة نهاية الأسبوعية. تنظيم الوقت وتقول ميرة الزرعوني إن الجميع في رمضان يمكنهم اغتنام شهر رمضان في العبادة والطاعات، باستثناء المرأة التي تكون حبيسة المطبخ من الصباح وحتى أذان المغرب، لإعداد أصناف طعام الإفطار، وبعد المغرب تبدأ رحلة جديدة لإعداد طعام السحور ما يستغرق الوقت الذي كانت تود تخصيصه للعبادة. غير أن كل ذلك ينبغي ألا يفوت على المرأة بذل قصارى جهدها لاستغلال الشهر الفضيل في العبادات وتلاوة القرآن، والتقليل قدر المستطاع من الدخول للمطبخ لساعات طويلة، لأن العبادة تأتي أولا. وتؤكد أن على المرأة أن تنظم وقتها بدقة، وأن تتحرك وفق أجندة لا تحيد عنها، لأنها إذا تساهلت ستقصر في حق نفسها، في الوقت نفسه تطالب أفراد الأسرة أن يتعاونوا معها، حتى يمكنها من التوفيق بين جميع هذه المهام حتى لا تكون أعباؤها المنزلية على حساب عبادتها وطاعتها، لافتة إلى أن تنظيم الوقت كفيل بتحقيق التوازن بين الطاعات والعبادات ومسؤوليتها تجاه أسرتها. التوفيق بين المهام الثلاث من جانبها تطرح رقية جاسم رأياً مختلفاً، فعلى الرغم من أنها أم لأربعة أبناء وموظفة بالقطاع الحكومي، فإنها تحاول التوفيق بين المهام الثلاث، وتؤكد أنها تستغرق وقتا كبيرا في الأعمال المنزلية وإعداد سفرة رمضان، وتبادل الزيارات بين الأهل والجارات، إلا أن ذلك لا يمنع من توفير وقت للعبادات، مشددة على أن شهر رمضان فرصة لتزكية النفوس وتطهيرها وأنه أثمن من أن نستغرقه في إعداد المأكولات. وتتابع أنه شهر الخير وفرصة سنوية لا يمكن ان نضيعها، لذا علينا اغتنام الشهر الكريم في التقرب إلى الله وطلب العفو والمغفرة منه سبحانه ومضاعفة العبادات بالإكثار من النوافل «فمن يعيش اليوم ليس ضامنا ان يعيش غداً». جدول يومي وتنصح رقية المرأة بأن تنظم وقتها في رمضان ما بين العبادة وأعمال البيت من التحضير للإفطار وغيره، صلة الرحم من خلال ترتيب وقتها بين هذه المهام وفق جدول يومي يبدأ يكون هناك المهم والأهم. وتشاركها الرأي سارة فاخر (موظفة) مؤكدة أنها غير مستعدة لإضاعة نهار رمضان في المطبخ، ويمكن تنظيم الوقت بشكل أسبوعي، من حيث إعداد جدول بالأكلات الرئيسية والحلويات والمقبلات، والتنوع بها في كل يوم ويتم ذلك بالتشاور مع أفراد العائلة، وبهذه الطريقة يتم توفير الوقت والجهد والاستفاد منه في قراءة القرآن والصلاة والذكر. وتقول «إن كان هناك مزيد من الوقت فيكون وقتا للتسامر مع والداي وبقية أفراد العائلة الذين يجتمعون ما بعد صلاة التراويح على «الغبقة» لتناول أطراف الحديث والمناقشة في أمور الصوم أو الأحاديث الشيقة والمفيدة في الوقت ذاته، مؤكدة أن جميع الأعذار التي تتحدث عنها النساء من عدم وجود وقت للعبادة غير مقبولة، فأنا وغيري من النساء إن استطعن تنظيم أوقاتنا يمكنا النجاح في استغلال فضائل هذه الشهر الكريم دون الجور على المهام الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©