السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أولاند لـ"الاتحاد": الحفاظ على التراث جزء من معركة الإمارات وفرنسا ضد الظلامية

أولاند لـ"الاتحاد": الحفاظ على التراث جزء من معركة الإمارات وفرنسا ضد الظلامية
2 ديسمبر 2016 20:13
أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في حوار حصري مع «الاتحاد»، أن الحفاظ على التراث العالمي جزء من معركة تقودها الإمارات وفرنسا ضد الإرهاب والظلامية، مشيراً إلى أن اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الصديقين أحد دعائم التعاون بينهما. ويزور أولاند الإمارات ضيفاً عزيزاً على الإمارات للمشاركة في المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الذي تحتضنه العاصمة أبوظبي، ويشارك فيه عدد كبير من قادة العالم بهدف مناقشة السبل الكفيلة بحماية التراث العالمي خصوصاً في أوقات النزاعات والحروب والهجمة الإرهابية الشرسة التي تستهدف تدمير آثار وتراث العالم. وقال الرئيس الفرنسي، في أول مقابلة يجريها مع صحيفة عربية، إن مناهج الإمارات وفرنسا متقاربة ومتكاملة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والدفاع والفضاء وعلاقاتنا قوية وراسخة منذ 45 عاماً.. واستطاعت الإمارات في أقل من نصف قرن بناء بلد حديث ومنفتح يحترم تقاليده ويحافظ على قيمه.. ونحن نتشارك الطموحات الثقافية من خلال متحف اللوفر أبوظبي الذي يعد أول متحف عالمي يتم افتتاحه في المنطقة العربية. وأكد أن الإمارات وفرنسا متحدتان في محاربة الإرهاب والتطرف ومؤمنتان بأن رسالة التسامح لا تتأكد وتترسخ إلا من خلال التربية والثقافة.. مشيراً إلى أنه سعيد بانضمام الإمارات بشكل كامل لا مجرد عضو مراقب في المنظمة الدولية للفرانكفونية. وقال الرئيس أولاند: نتشرف بثقة الإمارات بنا قبل عشر سنوات عندما اقترحت إنشاء جامعة باريس السوربون في أبوظبي وسيتم تمديد الشراكة عشر سنوات أخرى بمناسبة الزيارة. وحول الحرب على الإرهاب قال الرئيس أولاند إن تنظيم «داعش» الإرهابي يتقهقر في العراق وسوريا وليبيا، مؤكداً أن استعادة الموصل ستكون ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي... وإلى نص الحوار مع الرئيس الفرنسي. * ما هي دلالة زيارة فخامتكم لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 و3 ديسمبر؟ ** إن الزيارة التي أقوم بها إلى دولة الإمارات تكتسي أهمية كبرى. إن دعوة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لي أن أشارك في احتفالات الذكرى الـ45 لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، هي دليل جديد على العلاقة المتميزة بين بلدينا. ولقد شعرت بالامتنان كثيراً لرسائل التضامن التي تلقتها فرنسا من القيادة والشعب الإماراتي بعد الهجمات المروعة التي ضربت فرنسا منذ عام مضى. لقد أردنا، مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة اليونسكو، تنظيم مؤتمر كبير بشأن حماية التراث المهدد. هدفنا المشترك هو اتخاذ التزامات ملموسة لحماية التراث الثقافي العالمي، في الأماكن التي يتعرض فيها للخطر من قبل التطرف والهمجية، كما هو الحال في تدمر وفي نمرود وفيتمبكتو. يتعلق الأمر بالحفاظ على آثار الماضي في ثقافاتنا لنستطيع بناء المستقبل. إن هذا العمل هو جزء من المعركة التي تقودها فرنسا والإمارات العربية المتحدة معا ضد الظلامية، من أجل الانفتاح والثقافة. وهو أيضاً السبب في إنشاء المشروع الكبير لمتحف اللوفر أبوظبي. هذا المشروع الكبير الفرنسي - الإماراتي الآخر الذي سيتمخض عنه، في العام المقبل، افتتاح أول متحف عالمي في العالم العربي. إن ذلك يكتسي نفس أهمية التزامنا العسكري المشترك. لذلك، فإنني أشهد على امتنان الأمة أمام قواتنا المتمركزة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار اتفاقية الدفاع، التي تشكل أحد دعائم تعاوننا والتي شهدت في شهر نوفمبر الماضي تمرينا مشتركاً مهماً. لم تكن علاقتنا الثنائية يوماً بالكثافة التي هي عليها اليوم. نحن نتقاسم مناهج متقاربة ومتكاملة في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع والثقافة والفضاء والتنمية المستدامة وستكون لي فرصة مشاركتها مرة أخرى مع نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. * كيف تقيمون مستوى العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، وما هي طموحات فخامتكم لمستقبل هذه العلاقات؟ ** لفرنسا علاقة متميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 45 عاماً. تستند هذه العلاقة على الثقة، بغض النظر عن التغييرات السياسية. لقد استطاع بلدكم في أقل من نصف قرن أن يبني مجتمعاً يحترم تقاليده وقيمه، وفي نفس الوقت، حديثاً ومنفتحاً على العالم. نحن مرتبطان بشراكة الدفاع فقد شارك 1400 جندي فرنسي في تمرين «خليج 2016» مع نظرائهم الإماراتيين وفي ذلك دلالة على عزمنا على تنفيذ خطط دفاعنا. ونحن نتشارك الطموحات الثقافية، من خلال إنشاء متحف اللوفر أبوظبي، وكذلك أيضاً الطموحات الاقتصادية إذ أن للصناعة الفرنسية دوراً تلعبه في تطور دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت نقطة التقاء رئيسية للعولمة، سواء تعلق الأمر بمجال النفط، حيث تمكنت شركة توتال من تنمية علاقة مثالية منذ أكثر من أربعين عاماً، أو بمجال الطاقة المتجددة التي تمثل بحق أولوية أصدقائنا الإماراتيين. كما سجلت الشركات الفرنسية حضورها أيضاً في المجال الاستراتيجي للتقنيات العالية ومجالات الطيران والفضاء والخدمات المالية. * كيف تقيمون التعاون الثقافي بالتحديد بين الإمارات وفرنسا خصوصاً مع بدء العد التنازلي لافتتاح متحف اللوفر أبوظبي بالإضافة إلى نشاط جامعة السوربون في الإمارات والمدارس الفرنسية؟ ** إن فرنسا والإمارات العربية المتحدة ليستا متحدتين فقط في محاربة الإرهاب والتطرف، الدولتان تعلمان بأن رسالة التسامح العالمية لا تتأكد إلا من خلال التربية والتي بدونها لا تتحقق التنمية والاستقرار، الأمر الذي يجعل من التعاون الثقافي والتربوي عنصراً أساسياً لعلاقتنا. إنه استثمار طويل الأمد وواسع المجال بالنسبة لفرنسا، وأنا سعيد بإعراب دولة الإمارات العربية المتحدة عن إرادتها للانضمام بصفة كاملة، لا كمجرد مراقب فحسب، إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية. إن فرنسا تتشرف بالثقة التي أولتها إياها دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عشر سنوات، باقتراح إنشاء جامعة باريس السوربون أبوظبي. وسيتم تمديد هذه الشراكة لمدة عشر سنوات أخرى بمناسبة زيارتي، وذلك بغية منح الطلاب من جميع الجنسيات فرصة لبناء مستقبلهم، خاصة في هذه المنطقة من العالم. في المجال الثقافي، يعتبر متحف اللوفر أبوظبي الذي سيكون أول متحف عالمي في العالم العربي، أجمل رمز لإرادتنا حماية الفنون والتراث وتعزيزها. ومن هذا المنطلق، اتخذت فرنسا والإمارات العربية المتحدة مبادرة تنظيم مؤتمر حول حماية التراث العالمي المهدد وسوف أقوم، جنباً إلى جنب، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باختتامه يوم 3 ديسمبر. إن ممثلينا الخاصين هما على التوالي: السيد محمد المبارك، رئيس الهيئة العامة للسياحة والثقافة في أبوظبي، والسيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي - مؤسستان تم تكليفهما بالعمل من أجل الحوار بين الثقافات - وقد عملتا بنفس العناية لإنشاء أول آليات ملموسة ومستدامة لحماية التراث الثقافي، أينما كان مهدداً من قبل الهمجية والتطرف. أنا فخور بأن يكون بلدانا وراء هذه المبادرة المهمة للمنطقة وللعالم. * بوصف فرنسا عضواً فاعلاً في التحالف الدولي ضد «داعش». ما درجة رضا فخامتكم عن هذا التحالف ضد هذا التنظيم الإرهابي خصوصاً في الموصل؟ ** فرنسا هي بالفعل عضو ناشط في التحالف، تماماً كشريكها الإماراتي. لقد تم إحراز العديد من التقدمات منذ عام، و«داعش» في تقهقر في كل من العراق وسوريا وليبيا. إن الهجوم على الموصل أمر حاسم فاستعادة هذه المدينة، الذي جعل منها «داعش» عاصمته، ستوجه ضربة قاصمة لهذا التنظيم. وتشارك فرنسا بالكامل في دعم عمليات القوات العراقية. كما يجب علينا، بالإضافة إلى ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأفراد الذين يفرون من المدينة ومنع مجرمي «داعش» من التغلغل في أراض أخرى لا سيما منها الرقة في سورية. أخيراً، يجب أن تستعيد الموصل مكانتها التاريخية في عمق التنوع العراقي، ضد الرؤية الطائفية والقاتلة التي يحملها «داعش»، وفي ظل حكم مناسب للمدينة ولمنطقة نينوى.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©