الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المشهد الإقليمي يزداد غموضاً!

المشهد الإقليمي يزداد غموضاً!
24 يونيو 2012
المشهد الإقليمي يزداد غموضاً! يقول د. عبدالله الشايجي: لا شك أن هذا العام يبدو عام تحولات دولية كبيرة بما عرفه وسيعرفه من انتخابات وتغييرات في الدول الكبرى من أميركا إلى روسيا وفرنسا. وقد سجل حتى الآن بقاء حالة الثبات "الستاتيكو" في روسيا، بعودة بوتين وفق لعبة تدوير الكراسي في الكرملين. فيما قادت تحولات العام إلى هزيمة اليمين في فرنسا ممثلاً بساركوزي وفوز اليسار الاشتراكي في انتخابات الرئاسة الفرنسية، وكذلك في انتخابات البرلمان أيضاً. وعلى العكس تقدم اليمين في اليونان. وفي هذه الأثناء ما زال الصراع على أشده في أميركا، فيما يسعى أوباما للفوز بولاية ثانية ضد اليمين الجمهوري الذي يمثله المرشح "ميت رومني". إلا أن ذلك كله لم يؤثر على الاستراتيجية العامة لسياسات تلك الدول ومواقفها تجاه قضايانا ودورها في منطقتنا. سياسة التقشف: ركود مزدوج يقول جوزيف ستيجليتز، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد (2001)، ترَأّس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس كلينتون، تقع الولايات المتحدة حالياً وسط دائرة خبيثة من اللامساواة والركود، وتكمن مشكلتها في أن اللامساواة تؤدي للركود والركود يفاقم اللامساواة. ومن سوء الحظ أن أجندة التقشف التي يدعو إليها بعض المحافظين سوف تجعل الأمور أسوأ في الحالتين. وقد أبرزت بيانات الاحتياطي الفيدرالي التي نشرت هذا الشهر مشكلة اللامساواة المتفاقمة عندما أظهرت الأثر المدمر للركود على دخول الأميركيين الذين يقبعون في قاع المجتمع ووسطه، حيث انخفض متوسط الادخار بنسبة 40 في المئة خلال ثلاث سنوات فقط، كما انمحى حاصل عقدين من مراكمة الثروة لمعظم الأميركيين. "الربيع العربي" والشرعيات العاجزة توصل د.السيد ولد أباه إلى استنتاج مفاده أن المشهد في مصر سريالي غريب: برلمان منتخب يحل بحكم قضائي وجموع غفيرة في الشارع تعترض على الحكم القضائي، مؤسسة عسكرية تتحول خارج أي ضوابط دستورية إلى سلطة تشريعية وتنتزع لنفسها صلاحيات التحكم في المسار السياسي للبلاد والهيمنة عليه، ورئيس منتخب من دون سلطات وهامش قرار. المشهد في تونس يبدو أفضل: المسلسل الانتخابي تم بدون عوائق كبيرة، والمؤسسات المؤقتة تؤدي أدوارها بصفة شبه اعتيادية، ومع ذلك تبدو السلطة الشرعية عاجزة عن استخدام القوة العمومية لفرض الأمن والاستقرار في مواجهة حركية العنف والتطرف، كما تبدو ضعيفة هشة أمام الحركية الاحتجاجية المتعاظمة. من الواضح أن العالم العربي دخل في أفق جديد غير مسبوق هو شلل آليات الشرعية وعجزها عن أداء وظيفتها المجتمعية التي تتمحور حول هدف تثبيت وتأمين حالة الاستقرار والنظام، أو باصطلاحات فلاسفة عصر الأنوار الخروج من "حالة الطبيعة" إلى "الحالة المدنية". سوريا وفرصة التدخل الإنساني تتساءل عائشة المري: هل أن إيقاف بعثة مراقبي الأمم المتحدة عملها في سوريا بسبب تصاعد العنف، يعني فشل خطة كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية؟ وهل أزمة سوريا أصبحت حرباً أهلية؟ وما هي الخيارات المتاحة أمام المجتمع الدولي للتعامل مع تصاعد العنف في سوريا؟ حتى اليوم باءت جميع محاولات الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الرامية إلى وقف العنف الدامي في سوريا، ومسؤولية حماية المواطنين السوريين بالفشل، وشهدت مؤخراً تصعيداً متزايداً في أعمال العنف والعنف المضاد من قوات الأسد ومقاتلي المعارضة. وبدا يلوح في سوريا خطر اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد ستمتد إلى جميع أنحاء البلاد، وستنعكس أصداؤها على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمته. ومع تصاعد العنف طرح من جديد خيار "التدخل الإنساني" باستخدام الوسائل العسكرية وتحت مظلة مجلس الأمن، أي قرار يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بموافقة جميع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©