واشنطن-هدى توفيق، طهران والعواصم-وكالات الانباء:
عكفت إيران أمس على دراسة عرض فيينا لإنهاء الأزمة النووية مؤكدة على لسان وزير الخارجية منوشهر متقي انها تفضل التعاون على المواجهة مع الدول الكبرى وستدرس بدقة وجدية المقترحات، لافتة الى ان الدبلوماسية المكوكية ستتيح ايجاد أسس للتفاهم إذا جرت بنية حسنة، ومعتبرة ردا على سؤال حول تدخل عسكري اميركي محتمل 'ان الولايات المتحدة ليست في موقع يسمح لها بفرض نفقات إضافية على دافعي الضرائب الاميركيين ولهذا السبب اعلنت استعدادها للتفاوض لكن من الممكن ان يبحث البعض عن خيارات أخرى وان كان في الوقت الراهن يبدو ان للحل الدبلوماسي فرص نجاح أكبر'·
وأعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي قام بنقل العرض انه مستعد للعودة الى طهران لتحريك الملف النووي قائلا 'انه يشعر اليوم بتفاؤل أكبر مما كان يشعر به قبل شهر وانه مستعد للعودة الى هناك إذا استلزم الأمر'، واضاف 'لا اقول تمت تسوية كل الامور لكنني اكثر تفاؤلا والاجواء جيدة للغاية وآمل في ان يتصل الايرانيون بي مجددا قريبا لاعطاء رد على العرض الذي سلمته لهم'·
ورفض سولانا كشف اي تفاصيل عن العرض الدولي باستثناء 'ان تعليق تخصيب اليورانيوم هو الشرط الاساسي لاستئناف المفاوضات'· وكان التقى في برلين صباحا المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي قالت إنه يتعين على إيران وقف أعمال التخصيب بموجب عرض فيينا وبعدها ستجد الباب مفتوحا أمام التفاوض بشأن البنود الأخرى الذي يتضمنه، وأضافت 'هذا عرض لبدء المفاوضات لكن يجب أن تعلق ايران اولا أنشطة التخصيب··إنه عرض شامل وواسع النطاق وأعتقد أنها فرصة هائلة وآمل أن نقوم ببعض التفاوض'·
وحثت ميركل الإيرانيين على دراسة العرض بجدية ووصفته بانه فرصة للتوصل إلى حل سلمي للمواجهة النووية المستمرة منذ سنوات، وقالت 'أعتقد انها فرصة مهمة حقيقة لحل هذا الصراع دبلوماسيا ويجب ان يدرك كل طرف مسؤولياته في هذا السياق· لكن وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير حذر من جانبه من المبالغة في التفاؤل اكثر من اللازم، وقال إن الدبلوماسية دخلت مرحلة حاسمة وسولانا ربما يعقد مزيدا من المحادثات مع إيران بشأن العرض الذي وصفه بانه عادل، متوقعا ان تتخذ إيران قرارها بالرد على العرض بحلول موعد انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في موسكو نهاية يونيو الجاري·
وتوقع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بدوره ان ترد ايران على العرض بحلول نهاية يونيو الجاري، وقال
انه يشمل قيام طهران بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم اثناء دراسته في مقابل وقف مجلس الامن اي مناقشات حول قرار بشأن ايران بينما محادثات العرض مستمرة· واوضح ان بلاده لن تفكر في فرض عقوبات على ايران إلا في حال انتهكت معاهدة حظر الانتشار النووي، وقال 'لا نبحث حاليا في مجلس الامن اي عقوبات'·
واعتبر لافروف اول رد فعل ايراني على العرض الدولي ايجابيا، وقال 'اعتقد اننا سنحصل على رد خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع'· وانتقد من جهة ثانية تطوير الولايات المتحدة اسلحة جديدة وخصوصا ذخائر نووية صغيرة يمكن ان يكون لها أثر مدمر على نظام منع الانتشار النووي قائلا انها تثير القلق ويمكن ان تؤدي الى زعزعة الاستقرار· فيما رأى السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون أن الحكومة الروسية منقسمة بشأن برنامج ايران النووي وإنه يتعين على بلاده ان تدعم اولئك المسؤولين في الكرملين الذين يشاركون واشنطن خشيتها من اسلحة نووية ايرانية·
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش رأى ان رد ايران المبدئي على عرض فيينا يتسم بالايجابية، مشددا على انه يريد حل الازمة عبر القنوات الدبلوماسية· لكن مع ذلك لم يفرط بوش في التفاؤل، وقال 'سوف ننتظر لنرى اذا كان الايرانيون سينظرون الى العرض فعليا على محمل الجد والقرار لهم الآن'· فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون مكورماك إن العرض لا يحتوي ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تستخدم القوة العسكرية ضد إيران، واضاف 'لا توجد أي ضمانات أمنية أميركية مطروحة على الطاولة'·
واعتبر دبلوماسي غربي ان العرض الدولي يمنح ايران فرصة شرط العودة اولا الى تعليق تخصيب اليورانيوم وهي المسألة غير القابلة للتفاوض، واضاف 'المهلة النهائية تمتد عدة اسابيع اي قبل انتهاء الشهر وقبل انعقاد قمة مجموعة الثمانية· فيما ذكر دبلوماسي آخر انه في حال علقت ايران انشطة التخصيب وجرت المفاوضات بشكل جيد قد يصبح من الممكن تخصيب اليورانيوم على الاراضي الايرانية لكن ليس قبل سنوات، وأضاف 'لا أحد يتحدث عن وقف دائم لتخصيب اليورانيوم··أؤكد على كلمة تعليق وليس إنهاء··أولا على ايران ان تعلق أنشطتها ثم نتفاوض وتصبح كل الاوراق على الطاولة'· وقال دبلوماسيون آخرون من الاتحاد الأوروبي إن الدول الكبرى والمانيا اتفقت على ألا تعطل موسكو وبكين فرض عقوبات على إيران بل الامتناع عن التصويت لصالح فرضها في حال رفضت العرض·
عدد اليوم
